بعد الكشف عن شبكات لابتزاز المسؤولين في ذي قار.. هل تراجعت إثر حملات الاعتقال؟

6 قراءة دقيقة
بعد الكشف عن شبكات لابتزاز المسؤولين في ذي قار.. هل تراجعت إثر حملات الاعتقال؟

"بثت دعايات سلبية أقلقت الشارع"

شهدت محافظة ذي قار في الآونة الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في نشاط الصفحات الوهمية التي كانت تُستخدم في عمليات "الابتزاز" ضد المسؤولين وأصحاب رؤوس الأموال وحتى الفتيات.

 

 هذا الانخفاض يعود إلى عدة عوامل؛ أبرزها القبض مؤخراً على "شبكة الابتزاز"، الذين اتهموا بها أعضاء في مجلس محافظة ذي قار، والتي قوضت بشكل كبير قدرة هذه الصفحات على العمل بحرية أو توجيه الانتقاد تحت عناوين ومسميات مختلفة.

 

 حملة اعتقالات

 

وقبل عدة أسابيع، تمكنت القوات الأمنية من إلقاء القبض على مجموعة من الأفراد المتورطين في "عمليات ابتزاز" ممنهجة وفقاً لشكوى تقدم بها محافظ ذي قار مرتضى الإبراهيمي، مما أدى إلى تفكيكها وكان لها أثراً واضحاً على بقية المبتزين المعروفين الذين خشوا من احتمالية أن يكونوا ضمن سلسلة المعتقلين لاحقاً، وهو ما جعلهم يحذرون من استخدام تلك الصفحات.

 

تراجع نشاط "شبكات الابتزاز" منذ أيلول الماضي، وهو ما فسح المجال أمام  المؤسسات الإعلامية المحلية الرصينية في أن تكون الأكثر تأثيراً، على الرغم من أن بعض "صفحات الابتزاز" لا زالت فاعلة ولكن بشكل أقل من قبل.

 

مصدر قلق للشارع

 

في هذا السياق، يتحدث أحمد غني الخفاجي، عضو مجلس محافظة ذي قار، والذي تولى منصب المحافظ بعد "تظاهرات تشرين" ٢٠١٩، لمنصة "الجبال"، عن تجربته مع "شبكات الابتزاز" وتأثيراتها السلبية على الحكومة والمجتمع، وكيف كانت الصفحات الوهمية تُستخدم كأداة لخلق حالة من "عدم الاستقرار" و "تأجيج الأزمات" في المحافظة.

وقال الخفاجي إن تلك الصفحات "دفعت الأوضاع الأمنية والسياسية إلى التصعيد بالمحافظة"، مبيناً أن تلك الشبكات "لم تحرض فقط ضد الحكومة المحلية، بل كانت تلك تُعزز من مشاعر القلق والخوف بين الناس، مما أثر على حياة  المواطنين".

 

ويعزو الخفاجي اختفاء الصفحات الوهمية إلى "حملات الاعتقالات" التي نفذتها الأجهزة الأمنية على خلفية حادثة الابتزاز الالكتروني الأخير الذي طال مسؤولين محليين.

وقال إن هذه الصفحات كانت "تتصدر المشهد الرقمي وتلعب دوراً محورياً في نشر المعلومات غير الصحيحة، وتحشيد رأي عام سلبي تجاه الحكومة".

ويشدد الخفاجي على أهمية تعزيز دور الأجهزة الأمنية في متابعة هذه الصفحات، والكشف عن  "القائمين عليها وتقديمهم للعدالة".

 

تحريك شكوى

 

في الأثناء أوضح مصدر في جهاز الأمن الوطني  لـمنصة "الجبال" أن ملف الصفحات الوهمية التي تعمل على الابتزاز أو غير ذلك لا يمكن التعامل معها إلا من خلال "تقديم شكوى ضدها من قبل الجهات أو الأشخاص الذين تعرضوا للأذى".

ويضيف: "في هذه الحالة فقط يمكن التحرك حول الموضوع كما حصل في شكوى محافظ ذي قار الحالي عندما تعرض للابتزاز وتم أصدار مذكرات قبض بحق شبكة من ثلاثة أشخاص ومن ثم أصدار مذكرات قبض بحق متهمين اثنين من أعضاء مجلس محافظة ذي قار أحدهم قيد التحقيق والثاني ما زال هارباً".

 

مراقبة المبتزين

 المهندس علي محمد مختص في مجال الاتصالات يوضح في سياق الحديث عن "شبكات الابتزاز"  كيفية متابعة الصفحات والحصول على بيانات الناشر.

ويقول محمد لمنصة "الجبال"، إن "السيطرة على هذه الصفحات بشكل إلكتروني يتطلب تدخلًا من محترفين في مجال الهكر وجهداً كبيراً، فضلاً عن موارد متخصصة".

 ومع ذلك، فإن هناك طرق أخرى قد تسهل على الحكومة تتبع ومراقبة هؤلاء الأشخاص، بحسب المهندس في مجال الاتصالات، إذ أنه "تتمثل إحدى هذه الطرق في عقد اتفاقيات مع الشركات العالمية مثل فيسبوك ومنصة إكس (تويتر سابقًا) حيث تشمل هذه الاتفاقيات إمكانية الحصول على بيانات بعض الصفحات المشبوهة من خلال هذه بيانات التوثيق وسجلات الاستخدام التي تكون داخل خوادم شركة التطبيق المقدم للخدمة، ويمكن للجهات المعنية تقييد حركة هذه المواقع في حالة عدم الامتثال، لتقليل تأثيرها الضار والامتثال لقوانين البلد".

 

ومن الملاحظ أن "بعض منتحلي الصفحات الوهمية يستخدمون أرقاماً ذات امتداد أمريكي أو من دول أخرى، مما يُعقد عملية التعقب ويزيد من التحديات الأمنية وبناءً على ذلك، يجب أن تكون هناك استراتيجيات فعّالة للتعاون بين الحكومة والشركات العالمية لمواجهة هذه الظاهرة وحماية الأمن القومي"، بحسب المهندس محمد.

 

خفايا العالم الافتراضي

 

وقد أخذت هذه الصفحات تنشط في العراق خلال فترة "حراك تشرين"' إذ كانت موجهة بشكل واضح ضد الاحتجاجات، فيما اتهمت صفحات أخرى بأنها ممولة من جهات لدعم الحراك.

 

وقد اعتقلت المخابرات العراقية في أيار 2020 شخصية عراقية كانت مستقرة في لبنان انتحلت شخصية الناشطة الاجتماعية "هايدة العامري"، التي اتهمت بابتزاز رجال أعمال وشخصيات بارزة، وهي واحدة من مئات الحسابات الموجودة على التواصل الاجتماعي المزيفة تعمل على انتحال صفات لشخصيات عراقية.

 

وفي ايلول 2019 اعلنت شركة "فيسبوك" بحسب بيان عن حذف نحو 500" حساب وهمي كان مصدره العراق وأوكرانيا"، وقالت إن "هذه الحسابات تقوم بالتلاعب في المعلومات والصور التي تقوم بنشرها، وقد بلغ عدد متابعي هذه الصفحات نحو 6 ملايين متابع".

 

أخلاقيات النشر

 

 إلى ذلك، بيّن رئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام بجامعة ذي قار الدكتور حيدر الخفاجي  أن الصفحات الوهمية التي انتشرت في السنوات الأخيرة "لا يمكن تصنيفها كجزء من الصحافة او فرعا لها، فهذه الصفحات تعمل على نقل الأخبار الزائفة، مما يسبب حالة من الارتباك  في الساحة العامة".

 ولفت إلى أن  الإعلام عليه أن يلعب "دور الوسيط الحقيقي بين المسؤول والمواطن، ويمثل منصة لنقل الحقائق بشكل حيادي"، مبينا أن هذه العملية يجب أن "تخضع للأخلاقيات المهنية التي تنص عليها معايير الصحافة، والتخلص من هذه الافة هي تقع على عاتق هيئة الإعلام والاتصالات والجهات الأمنية".

منتظر الخرسان

نُشرت في الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 05:21 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.