في الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، دعت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى إطلاق حوار وطني "حقيقي وشامل"، وإعادة مئات آلاف المواطنين الكورد المهجرين من عفرين وتل أبيض و"سري كانيه" إلى مناطقهم وبيوتهم، مؤكداً أن هذه القضية "ستبقى أولوية وطنية" وأن "مستقبل سوريا يبدأ بتخطي ذهنية النظام القديم".
جاء ذلك في بيان بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط نظام البعث برئاسة بشار الأسد في سوريا، اليوم الاثنين الموافق 8 كانون الأول 2025، هنّأت القيادة العامة لقسد السوريين في عموم البلاد بهذه المناسبة، مشيرة أن "هذا النظام جرّ البلاد إلى الكارثة، وعمّم الاستبداد، ومارس أبشع أشكال العنف بحق السوريين على مدى عقود طويلة".
وقالت إن "مناطق شمال وشرق سوريا كانت ى التي كسرت قبضة النظام الأمنية والعسكرية منذ انتفاضة 12 آذار 2004 وطردت جزته الأمنية في عام 2012، حين ثار أهلها وطردوا مؤسساته القمعية، وأسسوا إدارة مدنية ديمقراطية ونموذجاً فريداً في تنظيم المجتمع وتوفير الخدمات. بالتوازي، تشكّلت قوات حماية شعبية تحوّلت لاحقاً إلى قوات سوريا الديمقراطية, التي قدّمت الآلاف من الشهداء في معارك التحرير والدفاع، وباتت القوة الأكثر فعالية ومهنية في مواجهة الإرهاب"، مضيفة أن "ما تحقق لم يكن وليد لحظة، بل نتاج شرعية نابعة من الشعب, من مقاومته وصموده، ومن تضحيات أبنائه وبناته الذين أسقطوا مشروع داعش، وحرّروا مساحات واسعة من سوريا نيابة عن العالم بأسره. وهذه الشرعية التي صُنعت بالدم وبحماية الناس هي التي تمنح لقواتنا اليوم مكانتها ودورها ومسؤوليتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار".
وأردفت "لقد شكّل طرد النظام البعثي من مناطق شمال وشرقي سوريا في السنوات الأولى للثورة ضربة استراتيجية
كسرت نفوذه, وحرمت منظومته الأمنية من أهم مواردها, وأضعفت قدرته على مواصلة جرائمه. واليوم، فإن سقوطه ليس مجرد حدث سياسي، بل سقوط لذهنيته القائمة على احتكار السلطة وتجاهل إرادة الشعب"، مبينة أن "إعادة هذه الذهنية بأي شكل سيعني عودة سوريا إلى المأساة ذاتها التي دفع الشعب ثمنها باهظاً".
ذكرت قسد أنه "وفي الوقت الذي ينشغل فيه السوريون ببناء مستقبل جديد, لا تزال لغة التحريض والكراهية تُستخدم من قبل بعض أطراف السلطة والمقربين منها والتي تحاول إعادة تدوير خطاب الانقسام ذاته. أولئك الذين ما زالوا يفكرون بعقلية اللحظة, دون أي قراءة جدية لمستقبل سوريا ولا لمتغيرات الواقع، يصرّون على اتباع الأساليب ذاتها التي دمّرت البلاد وقادت شعبها إلى الكارثة. إن هذا الخطاب المتشنج والمتعالي لم يعد مقبولاً، أن يكون أساساً لبناء وطن جديد، بل هو استمرار مباشر لذهنية النظام التي سقطت ولن تعود".
وأكدت قسد أن "سقوط النظام فرصة تاريخية للسوربين جميعاً لإعادة بناء وطنهم على أسس جديدة. ومن هنا، وأن المرحلة القادمة تتطلب إطلاق حوار وطني حقيقي وشامل بعيد عن الإقصاء والتفرد، وتأسيس عقد اجتماعي جديد يضمن الحقوق والحريات والمساواة وقطع الطريق نهائياً ودون تردد على عودة الطغيان والاستبداد"، مشيرة إلى أنه مع انهيار النظام، لا يزال مئات الآلاف من مهجّري عفرين وتل أبيض وسري كانيه محرومين من حقهم في العودة إلى بيوتهم. وأن هذه القضية ستبقى أولوية وطنية، ولا يمكن لأي حل سياسي أن يكون عادلاً أو كاملاً ما لم يتضمن عودتهم الآمنة والكريمة".
وفي هذه المرحلة الحساسة، أكدت قوات سوريا الديمقراطية أنها "ستبقى القوة الأساسية للدفاع عن شعبنا, وستتصدى لأي اعتداء أو تهديد لأمن واستقرار مناطق شمال وشرق سوريا"، منوهة: "لقد حمل مقاتلونا راية الحرية بأرواحهم، وقدّموا أسمى التضحيات دفاعاً عن كرامة البشر، وإننا نستلهم من إرثهم ومسيرتهم مسؤوليتنا في حماية الأرض والشعب وصون منجزات سنوات طويلة من المقاومة"، وإن "مستقبل سوريا يبدأ اليوم. يبدأ بتخطي ذهنية النظام القديم بكل أدواته وأساليبه، وبناء سوريا جديدة تقوم على الحرية والعدالة والشراكة، دولة تليق بتضحيات الشهداء وصمود الملايين".
عناصر تابعة لقوات سوريا الديمقراطية