جمال الضاري يعلّق على تصريحات باراك: الاعتراف بالفشل لا يعفي أميركا من مسؤولياتها الأخلاقية

جمال الضاري يعلّق على تصريحات باراك: الاعتراف بالفشل لا يعفي أميركا من مسؤولياتها الأخلاقية جمال الضاري (أرشيف)

علّق الأمين العام لـ"المشروع الوطني العراقي"، جمال الضاري، السبت 6 كانون الأول 2025، على تصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك بشأن السياسات التي انتهجتها الإدارات الأميركية السابقة في العراق، وتحذيره من إمكانية تحوّل المشهد في العراق إلى تقسيم وخلق جمهوريات فيدرالية.

 

وقال الضاري في تدوينة تابعتها "الجبال"، إن "التصريحات الجريئة للموفد الرئاسي الأميركي توم باراك تمثل اعترافاً بحجم المأساة التي أنتجتها السياسات الأميركية منذ غزو العراق عام 2003، إذ كانت الفوضى، وانهيار مؤسسات الدولة، وتصاعد الطائفية والإرهاب نتائج مباشرة لخيارات الاحتلال التي حولت بلدنا إلى ساحة مفتوحة للصراعات، وسمحت بتمدد النفوذ الإيراني بفعل الفراغين السياسي والأمني اللذين خلفتهما واشنطن".

 

وأضاف، أن "اعتراف الولايات المتحدة اليوم بفشل تلك السياسات لا يعفيها من مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه العراق، بما في ذلك تعويض الشعب عن الخسائر الكبيرة، ودعم استعادة سيادة الدولة، وبناء مؤسسات قوية قادرة على حماية الاستقرار ومنع أي تدخل خارجي، وعلى واشنطن أن تتحمل تبعات ما صنعت، وأن تلتزم بالمساهمة في إعادة العراق إلى وضعه الطبيعي دولةً مستقلةً وفاعلة".

 

وتابع، "نقول للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لقد أثبت العراقيون قدرتهم على الصمود، لكنهم يستحقون بيئة مستقرة بعيداً عن الضغوط التي تراكمت منذ عام 2003، وإن تحقيق استقرار العراق ومنع أي نفوذ خارجي، بما في ذلك النفوذ الإيراني، يبدأ باعترافٍ أميركي كامل بالمسؤولية، وبالعمل الجاد على تصحيح المسار الخاطئ الذي رسمته وتبنته الولايات المتحدة في العراق عبر احتلاله، كما يقتضي إرساء نظام سياسي وطني يُنهي المحاصصة الطائفية والعرقية، ويؤسس لعراقٍ حر ومستقر مستقل القرار، يؤمن بالتعايش بين جميع مكوناته، ويتعاون مع شركائه في المنطقة والعالم لتحقيق الازدهار والسلام المستدام".

 

وفي وقت سابق اليوم، انتقد المبعوث الأميركي الى سوريا، توم باراك، السياسات التي انتهجتها الإدارات الأميركية السابقة في العراق، محذراً من إمكانية تحوّل المشهد في العراق إلى تقسيم وخلق جمهوريات فيدرالية.

 

باراك صرح في مقابلة أجراها مع صحيفة "ذي ناشيونال"، بأن "إيران تقدّمت وملأت الفراغ في العراق، لأننا صنعنا هيكلاً جنونياً جعل الجماعات المسلحة تمتلك نفوذاً يفوق نفوذ البرلمان"، عادّاً أن "العراق مثال واضح على الأخطاء التي لا يجب أن تكررها الولايات المتحدة".

 

و"أشاد" باراك برئيس الحكومة العراقية الحالي محمد شياع السوداني، واصفاً إياه بـ "رجل كفؤ".

 

وقال متحدثاً عن السوداني: "رئيس وزراء جيد جداً، السوداني، لكنه لا يملك أي سلطة، لا يملك أي سلطة على الإطلاق"، مشيراً إلى أنه "لا يستطيع تشكيل ائتلاف لأن مكونات الحشد الشعبي في البرلمان تعرقل العملية".

 

وأضاف أن "واشنطن أنفقت الملايين، وأمضت 20 عاماً دون نتيجة تذكر"، منوّهاً إلى أنها "لا تستطيع حلّ هذه المشكلة".

 

ورأى مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا أن "المشكلة في العراق وسوريا تكمن في إمكانية تحول المشهد إلى التقسيم وخلق جمهوريات فيدرالية يُمنح فيها الكورد حكماً ذاتياً، تماماً كما حدث في يوغوسلافيا"، محذراً من "مخاطر التقسيم، وعدم الاتفاق على نموذج فيدرالي واحد".

 

وأكد باراك أن "خلق فدراليات قد يستمر لفترة قصيرة جداً ثم يبدأ التقاتل".

 

 


الجبال

نُشرت في السبت 6 ديسمبر 2025 06:20 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.