منذ يومين لا تهدأ طوابير السيارات الممتدة حول محطات البنزين المحسّن في البصرة وهي المحافظة التي تنتج النفط وباقي المشتقات، حيث يواصل السائقون الانتظار وسط ازدحام خانق يكشف حجم النقص في الوقود وتراجع القدرة المحلية على تغطية الطلب، وفي خضم هذا المشهد يرى محمد قاسم، أحد موظفي شركة المنتجات النفطية/ فرع البصرة، أن الأزمة مرشحة للاستمرار ما لم يُعزّز التجهيز عبر الاستيراد مؤكداً أن "الحل يحتاج مزيداً من الوقت قبل أن تنفرج الأوضاع".
وأوضح قاسم، الموظف فشركة المنتجات النفطية بالبصرة، في حديثه لـ"الجبال"، أن "ما تشهده المحافظة من ازدحام وطوابير متواصلة أمام محطات البنزين المحسّن هو نتيجة مباشرة لنقص حاد في كميات التجهيز المتاحة، الأمر الذي دفع عدداً من المحطات إلى العمل بطاقة أقل من المعتاد".
وأضاف أن "معالجة هذه الأزمة لن تكون فورية، إذ تحتاج الجهات المختصة إلى مزيد من الوقت لضمان استقرار الإمدادات"، مشيراً إلى أن "الاستيراد بات الخيار العملي الوحيد لسد الفجوة الحالية وتخفيف الضغط المتزايد على المحطات حتى تعود معدلات التجهيز إلى وضعها الطبيعي".
وأكّد أن "(10) صهاريج محمّلة بالبنزين انطلقت صباح اليوم من مصفى الشعيبة باتجاه مختلف محطات الوقود في مركز البصرة وأقضيتها، ضمن خطة طارئة تهدف إلى تعويض النقص اليومي في التجهيز"، موضحاً أن "هذه الدفعة الإضافية تأتي في إطار محاولة لتخفيف حدة الازدحام وتقليل ساعات الانتظار الطويلة التي يواجها المواطنون أمام محطات البنزين المحسّن".
وأكد الموظف حنش اللامي، العامل في إحدى محطات الوقود الواقعة جنوب غربي البصرة في حديثه لـ "الجبال" أن "ما يجري اليوم من ازدحامات وطوابير ممتدة أمام منافذ التجهيز لا يمثّل أزمة محلية وحسب، بل هو مؤشر على مشكلة أكبر قد يشهدها العراق بأكمله خلال الفترة المقبلة إذا استمر النقص في الإمدادات على هذا النحو".
وبيّن اللامي أن "البنزين المحسّن الذي تعتمد عليه محطات البصرة يصل من مصفى كربلاء، غير أنّ الكميات المرسلة لا تغطي سوى جزءاً بسيطاً من الطلب الفعلي مما يجعل التجهيز "غير مستقر ومتذبذب بشكل يومي".
وأشار إلى أن "أغلب ما يتوفر من البنزين المحسّن يُوجَّه إلى المحطات الحكومية فقط وبنسب قليلة جداً، بينما تعجز المحطات الأهلية عن الحصول على حصص كافية الأمر الذي يفاقم حالة الازدحام ويطيل ساعات الانتظار".
ويرى اللامي أن استمرار هذا الوضع من دون تدخل سريع وتوسيع مصادر التوريد "سيقود إلى تصاعد أزمة وطنية في الوقود"، داعياً الجهات المعنية إلى الإسراع بمعالجات جذرية قبل أن تتعمق المشكلة وتصل إلى مستويات يصعب احتواؤها.
وأكد المواطن محمد لفته في حديث لـ "لجبال" أن أزمة البنزين تحولت فعلياً إلى سوق سوداء في البصرة، مشيراً إلى أنه "بعد الابتعاد لمسافة تزيد عن 30 متراً عن محطة الجزائر وسط المدينة، يُباع لتر البنزين بسعر يصل إلى 1000 دينار عراقي، في استغلال واضح لحاجة السائقين وغياب الرقابة الفعلية وأثر ذلك حتّى على توفر البنزين العادي".

محطة وقود في البصرة - الجبال