مع ما يتحدث به مختصون من تداعيات تلوث الهواء في بغداد، تصر الجهات الرسمية العراقية على "الطمأنة" بشأن ما يحدث، بالتزامن مع ما شهدته العاصمة العراقية صباح اليوم الثلاثاء من ارتفاع نسب الملوثات والدخان من المصانع والمعامل.
"يجب الحذر"
وحذر المختص في الشؤون البيئة عادل المختار، من تداعيات استمرار تلوث الهواء في بغداد وعواقب ذلك الصحية الخطيرة.
وقال المختار، لـ"الجبال"، إنه "يجب الحذر تزايد مخاطر التلوث الهوائي في العاصمة بغداد، فاستمرار ارتفاع نسب الملوثات بشكل متكرر يشكل تهديداً مباشراً على الصحة العامة والبيئة".
وبحسب المختار، فإن "مؤشرات جودة الهواء في بغداد تظهر مستويات خطيرة من الجسيمات الدقيقة والملوثات الصناعية والسيارات، وهذا يؤدي إلى زيادة معدلات الأمراض التنفسية والحساسية وأمراض القلب والشرايين، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن".
وقال إن "تكرار هذه الظاهرة يجعل العاصمة أكثر عرضة لموجات ضبابية سامة، ويؤثر على الصحة العامة وعلى الحياة اليومية للمواطنين، كما يزيد من الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية".
وأشار إلى أنّ "أبرز أسباب تلوث الهواء في بغداد تعود إلى انبعاثات المركبات القديمة، المصانع غير المطابقة للمعايير البيئية، حرق النفايات، والانبعاثات من مواقع البناء، والحلول تتطلب تدخلاً عاجلًا من السلطات عبر فرض معايير صارمة، ومراقبة الانبعاثات، وتشجيع استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة".
وختم المختص في الشؤون البيئة قوله إنه "إذا استمرت هذه الأزمة دون إجراءات عاجلة، فإن بغداد قد تواجه مشاكل بيئية وصحية متفاقمة خلال السنوات القادمة، وهو ما يستدعي تحركا سريعا ووعيا مجتمعيا للحد من تلوث الهواء".
البيئة: ظاهرة تحدث في كل عام
وفي الأثناء، قالت وزارة البيئة، إن الأجواء التي شهدتها العاصمة بغداد اليوم، ظاهرة جوية طبيعية ومؤقتة تسمى بالضباب الدخاني.
وبحسب المتحدث باسم الوزارة لؤي المختار، فإن "ارتفاع نسبة التلوث في بغداد يعود الى الانبعاثات والدخان بسبب الظروف الجوية وظاهرة الانقلاب وانعكاس الحرارة".
وأضاف أن "الغازات والأدخنة الناجمة عن المصانع والمعامل وغيرها لا تستطيع اختراق طبقة الجو بسبب ارتفاع الحرارة في الطبقة العليا"، مبيناً أنّ "هذه الظاهرة تحدث في كل عام في مثل هذه الأجواء وحسب تغيرات درجات حرارة".
وأكد أنّ "هذه ظاهرة مؤقتة تنتهي مع تغير الأجواء"، مشيراً إلى أنّ "هناك أنشطة ملوثة غير مسيطر عليها في الأرض، حيث أن واقع مدينة بغداد مكتضة بالسكان فيها ربع سكان العراق مع السيارات والمولدات وأنشطة كثيرة موجودة بشكل دائم ومستمر لكن في الظروف الاعتيادية لا نشعر بها لان يتخفف ويذهب".
ولفت إلى أنّ "وزارة البيئة مستمرة في متابعة المخالفات وهناك فرق متواجدة ترصد المخالفات وتحاسب المخالفين"، موضحا ان "مصدر هذه الروائح نتيجة تفاعل مجموعة انبعاثات مختلفة مع الغبار الموجود في الجو يولد رائحة مميزة حيث تسمى هذه الظاهرة بشكل عام الضباب الدخاني، وكلما نقترب من منتصف النهار تنخفض هذه الظاهرة".
ودعا إلى "تجنب التعرض لهذا الضباب وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي أكدت أنه عندما تكون نوعية الهواء في أحد البلدان سيء فضرورة التواجد بالأماكن المغلقة قدر الإمكان وترك المفتوحة للتقليل من العرض على الهواء المباشر".
المؤشر يسجل اللون البنفسجي
كان المتنبئ الجوي، صادق عطية، قال إن مؤشر جودة الهواء في العاصمة بغداد، يسجل اللون البنفسجي، مشيراً إلى انخفاض الرؤية الأفقية لمستويات متدنية.
ووفق تدوينة لعطية وتابعتها "الجبال"، فإن "جودة الهواء في العاصمة بغداد يُسجّل اللون البنفسجي، في دلالةٍ واضحة على تردّي الظروف البيئية وارتفاع مستويات الملوّثات في الجو، نتيجة لسكون الهواء وأنتشار المعامل غير المنظمة المخالفة للبيئة، وعمليات حرق النفايات العشوائية".
وأضاف: "وقد انخفض مدى الرؤية الأفقية إلى مستويات متدنية نتيجة لسحب الدخان، فيما يعيش سكان العاصمة وسط غيمة كثيفة من الدخان المؤذي للبيئة وصحة الإنسان".
(تعبيرية)