قال رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، فائق زيدان، إن التدخلات الخارجية ناتجة عن الفراغ السياسي.
وفي كلمة ألقاها خلال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط/ MEPS 2025 بنسخته السادسة الذي تنظمه الجامعة الأميركية في مدينة دهوك، ذكر زيدان أن "التحولات التي يشهدها الشرق الأوسط تنقل المنطقة إلى مرحلة جديدة يُعاد فيها رسم خريطة النفوذ والتحالفات"، مبيناً أن "العراق يبرز اليوم، لاعباً محورياً بفضل خصوصيته التاريخية والجغرافية والسياسية، الأمر الذي يجعله رقماً صعباً في معادلة التوازن الإقليمي".
وأضاف أن "الاستقرار السياسي في العراق لم يعد حاجة داخلية فحسب، بل ضرورة إقليمية ترتبط بمستقبل الأمن في الشرق الأوسط، وبالانتقال من منطق النزاعات إلى منطق الشراكات والمصالح المشتركة".
وأوضح أن "مفهوم الاستقرار السياسي يقوم على وجود نظام حكم راسخ، ومؤسسات دستورية فاعلة، وتداول سلمي للسلطة، وبيئة قانونية تحترم الحقوق وتُدار فيها الخلافات بوسائل سلمية، كما يشمل تعزيز بناء الدولة، وتفعيل الدستور والقانون، وجذب الاستثمارات، وتنشيط الاقتصاد الوطني، وتحقيق الأمن المجتمعي، وتقوية النسيج الاجتماعي، وإنهاء التدخلات الخارجية الناتجة عن الفراغ السياسي، إضافة إلى تحفيز الإصلاح وتعزيز ثقة المواطن بالدولة".
واعتبر أن "التطورات الإقليمية الأخيرة تمنح العراق فرصة ليكون جسراً للتوازن بين المحاور المتصارعة، ومساحة للحوار بين الأطراف الإقليمية والدولية، فضلاً عن دوره المحوري في مشاريع الربط الكهربائي والطاقة والنقل، ودوره الأساس في مكافحة التطرف والإرهاب".
وقال إن "القضاء يشكّل ركناً أساسياً في ترسيخ الاستقرار السياسي، ليس فقط عبر الفصل في المنازعات، بل بوصفه الضامن الحقيقي لحماية الدستور وصون الحقوق وتنظيم العلاقة بين السلطات".
ورأى أن "اللجوء إلى القضاء لحسم الخلافات، بدلاً من الشارع، يُعد خطوة جوهرية نحو دولة القانون".
وأكد أن "القضاء العراقي أثبت قدرته في محطات عديدة من خلال حسم الطعون الانتخابية، وتفسير النصوص الدستورية، والتصدي لمحاولات خرق الشرعية أو تعطيل التداول السلمي للسلطة، ما أسهم في تنظيم المسار القانوني للعملية السياسية وتعزيز الثقة بالمؤسسات".
(منتدى الجامعة الأميركية)