تشتّت دون استغلال غياب الصدر و"صدمة" لحزب الحلبوسي.. قراءة في "المقاعد السنية" بانتخابات 2025

تشتّت دون استغلال غياب الصدر و"صدمة" لحزب الحلبوسي.. قراءة في "المقاعد السنية" بانتخابات 2025 محمد الحلبوسي (أرشيف)

بعد أعقاب إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي بدروته السادسة، وإعلان مفوضية الانتخابات ما نسبته 56.11% كنسبة مشاركة كلية، بالإضافة إلى اسماء المرشحين الفائزين، تتجه الأنظار صوب المكون السني وخارطته الانتخابية، وأكبر الخاسرين، وأبرز الرابحين خلال خوضه تلك الانتخابات.

 

وفي نظرة سريعة، فإن حزب "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي، حصد 33 مقعداً، فيما حقق تحالف "العزم" برئاسة مثنى السامرائي 17 مقعداً، باحتساب مقعدي تحالف "تفوق"، المنضوي تحت راية "العزم".

 

ووفق نتائج الانتخابات الرسمية، فقد كان التراجع الأكبر من نصيب تحالف "السيادة" برئاسة خميس الخنجر الذي لم يحصل سوى على 11 مقعداً مع تحالفاته في محافظتي نينوى وكركوك.

 

وبالذهاب إلى تحالف "الحسم" برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي، فقد حصل مع تحالف "نينوى لأهلها" على تسعة مقاعد، فيما حصل حزب الجماهير برئاسة أحمد الجبوري "أبو مازن" على 3 مقاعد فقط.

 

بالمجمل، فإن مقاعد المكوّن السني تراجعت، بعد أن كان عددها في الدورة الماضية 80 مقعداً، بينما لم تتجاوز خلال الدورة الحالية سوى 73 مقعداً، بالرغم من مقاطعة التيار الصدري التي كان من المتوقع أن تخدم السنة في إطار زيادة مقاعدهم النيابية، خاصة في العاصمة بغداد.

 

خسارة رغم غياب الصدر.. ما السبب؟

 

وفي هذا الإطار، رأى الباحث في الشأن السياسي أحمد الحديثي، أن المكون السني بشكل عام، "كان خاسراً في هذه الانتخابات"، معلّلاً ذلك بـ"مقاعده التي شهدت تراجعاً، فضلاً عن عدم استغلاله غياب التيار الصدري".

 

ولفت الحديثي خلال حديث لمنصّة "الجبال"، إلى أنه "بسبب المصالح الشخصية لكلّ حزب من الأحزاب السنية، و(حب الأنا)، وتشتيت الأصوات في بغداد وديالى ونينوى، فقد شهدت مقاعد السنة تراجعاً، بسبب عدم استغلال الفرصة".

 

وأضاف أن "عدد مقاعد السنة في بغداد كانت 22 مقعداً فقط، بينما في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة وصلت إلى 26 مقعداً، وكان من المفترض أن يصل عدد المقاعد في بغداد للمكون السني إلى 30 مقعداً على الأقل".

 

ووفقاً لنتائج الانتخابات في بغداد، فقد حلّ حزب "تقدم" بالمرتبة الثانية بحصوله على 10 مقاعد، كما حصل تحالف "العزم" على خمسة مقاعد، وتحالف "السيادة" على أربعة مقاعد، وتحالف "الحسم" على ثلاثة مقاعد.

 

ذائقة الناخب السُني تُقصي "شخصيات بارزة" وصدمة لحزب الحلبوسي

 

من جانب آخر، تحدّث الباحث في الشأن السياسي أحمد التميمي، عما وصفه بـ"مفاجأة نتائج الكتل السنية"، في إشارة إلى "خسارة" عدد من الشخصيات التي كان من المتوقع أن تحقق أرقاماً كبيرة.

 

وذكر التميمي في حديث لمنصّة "الجبال"، أن "أبرز الوجوه الخاسرة، هي رئيس البرلمان محمود المشهداني، ورئيس البرلمان الأسبق سليم الجبوري، والنائب السابق ليث الدليمي، والنائب يحي المحمدي، ووزير الثقافة أحمد الفكاك، والنائب والوزير السابق فلاح الزيدان، ونجلي آل النجيفي، سنان أسامة، وعبد الله أثيل، وشيخ مشايخ شمّر عبد الله الياور، والنائب شعلان الكريم".

 

وأشار إلى أن "التوقعات التي سبقت نتائج الانتخابات، كانت تشير إلى صعود هذه الشخصيات؛ بسبب ما تمتلكه من خلفية سياسية وحضور اجتماعي وعشائري، ولكن من الواضح أن هناك تغييراً في ذائقة الناخب السني".

 

ونوه إلى أنه "بالرغم من تحقيق حزب تقدم المرتبة الأولى، لكن مقاعده شهدت تراجعاً، ففي الدورة الماضية حصل على 44 مقعداً، بينما في الدورة الحالية لم تتجاوز مقاعده مع التحالفات 35 مقعداً، كما أنه لم يستطيع خلال هذه الانتخابات من تحقيق نسبة النصف زائد واحد في المكون السني".

 

وشدّد التميمي على أن "حزب تقدم تعرّض لما يشبه الصدمة في نتائج محافظة الأنبار، حيث كان يتحدث عن 14 مقعداً من أصل 15، لكنه لم يحصل سوى على 11 مقعداً، ما يعني خسارته لأربعة مقاعد، وهذا ما قد يزيد من نسبة المعارضين له، ويقلّل من نفوذه في عاصمته السياسية".

 

وأردف بالقول، إن "المفاجأة الأخرى في نتائج الانتخابات، كانت في عدد مقاعد تحالف السيادة، والذي كان متوقعاً أن يحصل على 18 مقعداً على الأقل، عطفاً على تحالفه مع كتلة تشريع، وتحالفات أخرى".

 

دعوة للقيادات السُنية: اجتمعوا على طاولة واحدة

 

إلى ذلك يشير النائب السابق في البرلمان والقيادي في تحالف السيادة خالد المفرجي، إلى أن نتائج انتخابات المكوّن السني لم تشهد تغييرات كبيرة عن الدورة السابقة، أو انتخابات مجالس المحافظات.

 

وقال المفرجي في حديث لمنصّة "الجبال"، إن "حزب تقدم تراجع قليلاً عن الدورة السابقة، والسيادة حافظ على عدد مقاعده، بالرغم من الاستبعادات التي طالت قادته، ومرشحيه الأقوياء، فيما صعد العزم إلى المرتبة الثانية، وحقق نتائج جيدة".

 

وتابع، أنه "بعد إعلان نتائج الانتخابات، يجب أن تفكّر جميع الكتل والقيادات السنية، بمصلحة المكوّن، وتترك أحاديث الدعاية الانتخابية، والبدء بمرحلة جديدة، لجمع المكون السني على طاولة واحدة".

 

من جهة أخرى، وصف القيادي في تحالف "العزم" مثنى العزاوي، ما حققه تحالفه من نتائج، بـ"الخطوة الممتازة"؛ كونه لأول مرة يشارك في انتخابات برلمانية.

 

وأوضح في حديث لمنصّة "الجبال"، أن "17 مقعداً، ستجعل العزم، يستطيع التحدث بقوة، ويدافع عن مصالح ناخبيه، ومطالبهم، رغم أن قانون الانتخابات لم ينصفنا في بعض المحافظات، التي خسرنا فيها مقاعد، بسبب القانون".

 

 


الجبال

نُشرت في الجمعة 14 نوفمبر 2025 03:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.