دعا مبعوث ترامب إلى "عدم المغفرة".. باحث أميركي: السوداني منح مساحة لشركة المهندس والفصائل

دعا مبعوث ترامب إلى "عدم المغفرة".. باحث أميركي: السوداني منح مساحة لشركة المهندس والفصائل السوداني و"أبو فدك" وفالح الفياض (صحيفة الشرق الأوسط)

علق الباحث الأميركي في الشؤون العسكرية والأمنية مايكل نايتس، الخميس 13 تشرين الثاني 2025، على حصول قائمة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على 45 مقعداً في البرلمان العراقي، منتقداً ما وصفه "بحجم المساحة التي منحها السوداني لشركة المهندس"، وبعض الفصائل المسلّحة، داعياً المبعوث الاميركي إلى العراق مارك سافايا إلى "عدم المغفرة".

 

وقال نايتس في تدوينة مطوّلة، تابعتها "الجبال"، "أعتقد أن السوداني قدم أداءً جيداً للغاية بالنسبة لرجل كان لديه مقعدين في المرة الماضية، ولديه 45 مقعداً الآن. إنه رجل ذكي مجتهد، أتمنى لو لم يكنن لصّاً متعطشاً للسلطة وحقيراً. إنها بصراحة مأساة. مأساة عراقية".

 

وأضاف، "من أين أتت رئاسة السوداني للوزراء؟، قد تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يهم فيها هذا الأمر، لذا سأعيد النظر في التاريخ: لقد تم بناؤه من قبل بعض الأشخاص الأذكياء، وبعض السياسيين الذين فشلوا في أن يصبحوا مهمّين في ظل حكومة الزرفي وهو ما لم يحدث أبداً، وبعض السياسيين الإرهابيين بعيدي النظر".

 

وتابع، "كاد رئيس الوزراء السوداني أن يحدث، تماماً كما كاد رئيس الوزراء الزرفي أن يحدث. إنه مجرد يانصيب. التوقيت هو كل شيء، لكن البند الأول من جدول أعمال السوداني كان منح كتائب حزب الله - قوات الحشد الشعبي، تكتلها الاقتصادي، شركة المهندس العامة، التي أصبحت الآن خاضعة لعقوبات الولايات المتحدة، وكان ذلك معبراً للغاية".

 

واستذكر نايتس، لقاء سابقاً بالسوداني، قائلاً: "أتذكر أن السوداني كان مستعداً لمقابلتي منذ سنوات مضت؛ دمية دب محشوة على كرسي يرتدي بدلة، غير متأكد مما يجب فعله أو قوله. لم يتذكر أننا التقينا قبل سنوات في ميسان. كنت أتمنى دائماً أن يصبح رجل من ميسان رئيساً للوزراء".

 

وتابع، "كان السوداني منذ عام 2020 ماهراً في مجال الإعلام وسياسياً على فيسبوك. هذه ليست جريمة. كما أن استنزاف الاحتياطيات وتخريب المستقبل على مدى ثلاث سنوات متتالية من حيث الإنفاق والتوظيف القياسي الذي وصفه صندوق النقد الدولي بأنه يشكّل خطراً حاسماً على استقرار العراق على المدى المتوسط. إنه أفيون للجماهير".

 

وأكمل، "عندما أنظر إلى كيفية تجاوز السوداني للبيروقراطية وتسريع تدفق الصفقات الاستثمارية بشكل كبير، أرى لمحة عن رئيس الوزراء الذي كان من الممكن أن يكون. لكن أخدش سطح معظم الصفقات، عمولات الميليشيات، والأسعار المتضخمة لتصفية خزائن الدولة، ومقدمو العروض غير المؤهلين. صفقات فيسبوك".

 

وتابع، "لولا ما حصل في الموصل، لحصل المالكي على ولاية ثالثة - لقد كنت هناك، ورأيت ذلك. لم تكن حكومة جيدة لكنها كانت ستعود. هذا هو المكان الذي قد نكون فيه الآن. التاريخ يتناغم مع الانتقام".

 

واضاف، "أفكر كثيراً في الخطأ الأساسي الذي تعاني منه حكومة السوداني - أتفقد نفسي باستمرار، هل أنا غير عادل؟"، مضيفاً "لا يعجبني حجم المساحة التي منحها السوداني لشركة المهندس العامة وقوات الحشد الشعبي. لقد كانوا دائماً مخادعين أو أغبياء تماماً لأن إعطاء الميليشيات الكثير من الأموال سيؤدي إلى نزع سلاحها وتشويه سمعتها. لقد أعطوا العصائب والكتائب الكثير".

 

وقال: "لا يعجبني كيف أعاد الفريق السوداني فتح شروط الاستثمار الوطني أمام المجرمين المدانين. وهذه هي محركات الفساد الضخم: منح الأراضي، والإعفاءات الجمركية، وتأشيرات العمل، والإعانات. نعم تم توقيع الصفقات".

 

واضاف، "أعطى السوداني بشكل أساسي وزارة النفط للمسؤولين الذين حصلوا على دعمهم من عصائب أهل الحق التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية أو القسم الاقتصادي بالسفارة الإيرانية. تم التفاوض على كل هذا دوراً تلو الآخر في مكتب رئيس الوزراء مع الإرهابي ليث الخزعلي وأقاربه".

 

وأكمل، "ادّعى السوداني أنه يساعد في التصدي لهجمات الميليشيات بطائرات بدون طيار على القواعد الأمريكية، لكن هؤلاء المسلحين - كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء - كانوا جزءاً من تحالفه الخاص. هل ذاكرتنا الأمريكية قصيرة إلى هذا الحد؟"، مخاطباً المبعوث الأميركي إلى العراق مارك سافايا، قائلاً: "لقد عانت عائلتك على أيدي الميليشيات. لا تغفر أبداً".

 

واستطرد بالقول: "على أية حال، إنها دائماً لحظة غريبة ورهيبة عندما تنظر الولايات المتحدة إلى نوع الديمقراطية التي ورثتها للعراق. عار رهيب. هذه المرة، إنه قرار عراقي حقاً. دعونا لا نكون ساذجين لدرجة تصديق قرار شعبي، بل قرار نخبوي".

 

وختم تدوينته بالقول: "أخبرني أحد الأصدقاء أن مفارقة ستوكديل هي الحاجة إلى قبول الحقيقة القاسية اليوم ولكن لا تفقد الإيمان أبداً بحتمية التوصّل إلى نتيجة إيجابية في يوم من الأيام. أعتقد أن هناك الكثير من الطرق التي يمكنك من خلالها تطبيق ذلك، وأملي أن تكون كل النصائح التي يقدمها المسؤولون الأمريكيون مبنية على المصالح الأمريكية".


الجبال

نُشرت في الخميس 13 نوفمبر 2025 05:45 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.