هل ستحل الشركات الأميركية بدل الشركات الروسية في العراق؟

هل ستحل الشركات الأميركية بدل الشركات الروسية في العراق؟ عامل في حقل نفطي بالعراق/ أرشيفية

بعد إعلان شركة "لوك أويل" الروسية عن انسحابها من العمل في حقل "القرنة/2" النفطي في البصرة، كثرت التساؤلات عن سبب القرار المفاجئ، ومدى تأثيره على مسار الإنتاج النفطي العراقي، فيما ينظر آخرون إلى الخطوة بنطاق أوسع ومن زاوية سياسية استراتيجية تحركها التنافسات بين موسكو وواشنطن.

 

ويرى مختصون أن قرار الشركة الروسية ليس منفصلاً عن انعكاسات العقوبات الأميركية والأوروبية الجديدة ضد روسيا، وهو سيخدم حتماً القطاع الاستثماري الأميركي بهذا المجال، فهل تحلّ الشركات النفطية الأميركية محل الشركات الروسية في العراق؟

 

ويقول الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي إنه "بعد موجة جديدة من العقوبات الأميركية والأوروبية التي تستهدف قدرة روسيا على تمويل الحرب في أوكرانيا، يُعتبر انسحاب شركة (لوك أويل) الروسية من حقل غرب القرنة/ 2 انتصاراً جيوسياسياً كبيراً للغرب، حيث يفتح فرصاً جديدة لشركات مثل (إكسون موبيل)، و(BP)، و(توتال إنرجيز) لتوسيع نفوذها في قطاع النفط العراقي"، مشيراً أن "استسلام لوك أويل شبه الفوري لمجالاتها النفطية الضخمة في حقل غرب القرنة 2 وحقل أريدو في العراق يمثل (نقطة تحول كبيرة) في مواجهة الغرب لتحركات روسيا والصين المتزايدة".

 

وأوضح المرسومي في مدوّنة عبر حساب على مواقع التواصل، اليوم الخميس 13 تشرين الثاني 2025، أن "انسحاب لوك أويل من المواقع الرئيسية للنفط والغاز في العراق يفتح آفاقًا جديدة للشركات الغربية لتعزيز النفوذ الغربي المتجدد في العراق"، منوّهاً أن "واشنطن ولندن سعيدتان بهذا الخبر، لثلاثة أسباب رئيسية، الأول: الإعلان السريع لشركة لوك أويل عن انسحابها يبرز مدى فعالية مجموعة العقوبات الجديدة على روسيا (وتشمل هذه التدابير مجموعة كاملة من العقوبات الحظرية على شركتي لوك أويل وروسنفنت الروسيتين). السبب الثاني: إن الاتحاد الأوروبي واصل محاكاة هذا الحظر ضد الآليات الممولة لآلة الحرب الروسية في أوكرانيا، كما يتضح في الحزمه العقابية التاسعة عشر (وتشمل هذه الإجراءات تدابير إضافية تستهدف أسطول روسيا الخفي من السفن المستخدمة للتهرب من القيود الحالية)". 

 

والسبب الثالث بحسب المرسومي هو "مدى صعوبة تصرّف شركة لوك أويل حتى الآن في أصولها العراقية، وهو ما تأخذه واشنطن ولندن كعلامة على أن العقوبات المفروضة حالياً ضد موسكو تبدو قوية وموحَّدة إلى حد يجعلها رادعاً حقيقياً للجهات الأخرى التي قد تكون فكرت في الماضي بدعم روسيا".

 

وقال الخبير الاقتصادي إن "الطريق يبدو واضحاً لأي ترتيب ممكن للشركات الغربية التي عادت إلى قطاع النفط العراقي منذ أن بدأ دونالد ترامب فترة رئاسته الثانية لتستكمل ما تركته شركة لوك أويل في غرب القرنة 2"، و"قد يبدو هذا فرصة جيدة لشركة إكسون موبيل الأميركية العملاقة، بالنظر إلى مشاركتها الطويلة الأمد في حقل غرب القرنة 1 المجاور".


الجبال

نُشرت في الخميس 13 نوفمبر 2025 10:29 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.