مع بدء موعد الانتخابات التشريعية والتصويت الخاص، تتجدد الدعوات إلى تعزيز الثقافة الانتخابية لدى الناخبين والمرشحين على حد سواء، في ظل تكرار الأخطاء التي تؤدي إلى بطلان عدد كبير من أوراق الاقتراع في كل دورة انتخابية، رغم حملات التوعية المستمرة التي تنفذها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
معهد تثقيف
نائب رئيس مجلس مفوضية الانتخابات الأسبق، سعد الراوي، قال في حديث للجريدة الرسمية، الأحد 9 تشرين الثاني 2025، إن "العراق بحاجة ماسة إلى تأسيس معهد للتثقيف الانتخابي يتولّى تدريب وتأهيل مختلف الفئات المعنية بالعملية الانتخابية، من أحزاب ومرشحين وناخبين، فضلًا عن تضمين الثقافة الديمقراطية في المناهج الدراسية منذ المراحل الأولى”.
وأضاف الراوي أن “تجارب دولية مثل أستراليا أثبتت أن ترسيخ الوعي الانتخابي يبدأ من الطفولة، عندما يتعلم الطفل كيفية اختيار قدوته في الصف، ليكبر وهو يدرك معنى الاختيار السياسي السليم ويختار القدوة في السياسة"، مؤكداً أن "غياب الثقافة الانتخابية المؤسسية أدى إلى ضعف في سلوك الناخبين وكثير من المرشحين على حد سواء، وهو ما ينعكس على جودة العملية الديمقراطية في البلاد".
أوراق باطلة
من جانبه، أوضح عضو الفريق الإعلامي في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، حسن هادي زاير، أن "من أبرز الأخطاء التي تؤدي إلى بطلان ورقة الاقتراع هو تأشير رقم المرشح فقط من دون تأشير قائمته، أو تأشير قائمتين مختلفتين في آن واحد، كذلك تأشير قائمة واحدة مع أكثر من مرشّح"، مشيراً إلى أن “هذه الحالات تُعد مخالفة لتعليمات التصويت وتؤدي إلى إلغاء الورقة بشكل تلقائي".
وبيّن زاير في حديث للجريدة أن "المفوضية ومع انطلاق التصويت الخاص، تواصل تنفيذ خطتها الإعلامية التوعوية عبر مختلف وسائل الإعلام، إلى جانب الحملات الميدانية في المدارس والجامعات، لتوضيح آلية التصويت الصحيحة وتقليل نسب الأخطاء".
أخطاء بسيطة
أما مراقب أحد الكيانات السياسية، فقد أشار إلى أن "كثيراً من الناخبين ما زالوا يكررون أخطاء بسيطة لكنها مؤثرة، مثل نسيان طي ورقة الاقتراع قبل وضعها في الصندوق، أو استخدام القلم بطريقة تؤدي إلى طمس الرقم، أو حتى نسيان إدخال البطاقة البايومترية بشكل صحيح”، مشيراً أن "هذه التفاصيل الصغيرة تحتاج إلى تدريب عملي مبسط قبل يوم الاقتراع، وهو ما يمكن أن تقوم به منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع المفوضية".
ويرى مختصون، أن التثقيف الانتخابي لا يقل أهمية عن الإعداد اللوجستي والفني للانتخابات، مؤكدين أن رفع وعي الناخبين يشكل الضمانة الأساسية لانتخابات نزيهة تعبّر عن الإرادة الحقيقية للمواطنين.
ويشهد العراق انتخابات نيابية يقوم خلالها أكثر من 21 مليون مواطن بالتصويت لاختيار أعضاء الدورة السادسة للبرلمان الاتحادي، انطلق التصويت الخاص للعملية صباح اليوم الأحد، على أن يجري الاقتراع العام يوم الثلاثاء المقبل.
صندوق اقتراع بأحد مراكز الانتخاب في العراق