أثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس حزب "تقدم" محمد الحلبوسي، وهجومه المستمر على الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وإقليم كوردستان، استياءً في الأوساط الشعبية السُنية في الأنبار ومحافظة نينوى، حيث حلّل بعض شيوخ العشائر والسياسيين، تصريحات رئيس البرلمان المستبعد محمد الحلبوسي، أنها "محاولة ومساع لعودته إلى المنصب"، و"إرضاء للفصائل" والإطار التنسيقي، وأطراف قريبة ممّا يعرف بـ"الدولة العميقة".
إقرأ/ ي أيضاً: الدليمي ترد على تصريحات الحلبوسي حول نينوى: سنجتث المزورين والفاسدين
وخرج رئيس حزب "تقدم" محمد الحلبوسي مؤخراً، في مقابلة متلفزة، تحدّث فيها عن "شعوره بالارتياح عندما شاهد سيطرة للحشد الشعبي في الحدود الفاصلة بين محافظتي نينوى وكركوك"، لكنه "تأسف عندما رأى علم إقليم كوردستان، وسيطرة لقوات البيشمركة".
رفض في الأنبار
وفي هذا السياق، علق شيخ عشيرة "الجميلات" في الأنبار ستار عباس الجميلي، على تصريحات الحلبوسي، التي وصفها، بأنها "لا تمثل سوى نفسه، ويرفضها أهالي الأنبار، والمجتمع السني بشكل عام".
ولفت خلال حديثه لـ "الجبال" إلى أن "تصريحات الحلبوسي تعبّر عن مدى الانهزامية والانكسار الذي وصل له، بعد فقدانه السيطرة في محافظته الأنبار، وظهور قوى سنية جديدة لها علاقات محترمة مع جميع المكونات العراقية، ومن بينها الكورد".
وأضاف الجميلي، أن "الحلبوسي يُدرك أنه خسر دعم الرئيس مسعود بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، فبدأ بمهاجمتهم، بهدف التصعيد والشحن القومي، وكسب ودّ مجموعة من الأطرف الأخرى، وهذا الأمر معيب، ونحن نكنّ الاحترام والاعتزاز بالشعب الكوردي، والرئيس مسعود بارزاني، الذين كانت لهم معنا مواقف مشرّفة أيام النزوح، وفتحوا أبوابهم مشرعة لنا".
وكانت المحكمة الاتحادية قد قررت قبل عامين، إسقاط عضوية محمد الحلبوسي من مجلس النواب، وإنهاء رئاسته للبرلمان، بعد ثبوت تهمة "التزوير" بحقه.
وخلال الفترة الأخيرة كرّر الحلبوسي هجومه خلال مقابلات تلفزيونية ومؤتمرات انتخابية، ضد الحزب الديقراطي وإقليم كوردستان.
"الدولة العميقة" وطموح العودة للمنصب
من جانبه، أشار السياسي والنائب السابق مشعان الجبوري، إلى أن "تصريحات الحلبوسي ضد الحزب الديمقراطي تهدف لإرضاء جهات معينة، قريبة مما يعرف بالدولة العميقة".
من جهة أخرى، ردّ رئيس "الحراك الشعبي العراقي"، سطّام أبو ريشة على تصريحات الحلبوسي واصفاً إياها، بأنها "تصريحات تعبّر عن نفس مريضة، بالغلّ والحقد، ولا تمثل أهالي الأنبار".
وأوضح في حديث لمنصّة "الجبال"، أن "أهالي الأنبار يثمنون المواقف العظيمة للشعب الكوردي، وللحزب الديمقراطي ورئيسه مسعود بارزاني، ونحن لا نريد أي خلافات مع أي جهة سياسية، أما تصريحات المزورين والطامحين للمناصب، فهي لا تمثلنا".
وكان الحلبوسي، قد أشار في تصريحات أطلقها مؤخراً، إلى أنه "سيعمل على إعادة تدوير المناصب بين رئاسة الجمهورية، ورئاسة البرلمان، بحيث تكون الجمهورية للمكون السني، ورئاسة البرلمان للكورد".
وفي عام 2014 عندما سقطت المحافظات السنية بيد تنظيم داعش، ومنها نينوى، والأنبار، وصلاح الدين، لجأ الملايين من أهالي تلك المحافظات إلى إقليم كوردستان، بعد أن أمر الرئيس بارزاني بفتح الأبواب لهم، والتعامل معهم معاملة محترمة.
من جانبه، ربط عضو تحالف "الأنبار"، طارق الدليمي، تصريحات الحلبوسي، بـ"الطموح بالعودة لمنصب رئاسة البرلمان".
محاولة لكسب ودّ الفصائل والتنسيقي.. دعاية انتخابية
وقال الدليمي في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "الحلبوسي يُدرك أن عودته لمنصب رئاسة البرلمان لن تتم إلا بمباركة من الفصائل المسلّحة وإيران أيضاً، وقوى الإطار التنسيقي، ويخشى من وجود أمر قضائي، يمنع تسلّمه المنصب، كونه خرج بتهمة التزوير".
ورأى الدليمي، أن "الحلبوسي بتصريحاته وهجومه المستمر على الحزب الديمقراطي، وعلى إقليم كوردستان، يريد كسب ودّ الفصائل المسلّحة وقوى الإطار التنسيقي، لأنه يعرف بأن هناك عراقيل وصعوبات تواجه تسلّمه أي منصب سيادي في الدولة العراقية، وهذه التصريحات من باب التملّق والتودّد والتقرب إلى إيران، والأطراف الموالية لها".
شيخ عشيرة "المحامدة" في محافظة الأنبار علي حماد سمير، وصف تصريحات الحلبوسي بـ"الاستفزازية"، معتبراً أنها "تمثل دعاية انتخابية رخيصة، وغير مقبولة".
وذكر سمير في حديث لمنصّة "الجبال"، أن "تصريحات الحلبوسي تهدف لزرع الفتنة بين المكونات، وخاصة بين أهالي الأنبار والمكوّن السُني بشكل عام مع إخوانهم الكورد، الذين نعتز بهم، وبمواقفهم المشرفة".
وأضاف، أنه "على ما يبدو فأن (المزوّر) قد فقد صوابه، فتارة يهاجم منافسيه من السُنة وينعتهم بأشد العبارات، وتارة يهاجم زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقادة هذا الحزب، الذين كانت لهم مواقف كبيرة في الدفاع عن حقوقنا".
وأشار إلى، أن "أهالي الأنبار يعتزون بعمق العلاقة التاريخية التي تربطهم مع الشعب الكوردي، وبمواقف الحزب الديمقراطي وزعيمه مسعود بارزاني، ويرفضون أي تجاوز ضده، أو ضد قوات البيشمركة، كونها قوة وطنية، دافعت عن جميع المكونات".
تصريحات مثيرة "للنعرات والأحقاد"
وفي السياق، عبّر عضو تحالف "العزم" في محافظة نينوى خالد الجبوري، عن امتعاضه من تصريحات الحلبوسي، معتبراً أنها "مثيرة للنعرات والأحقاد".
وقال في تصريح لـ"الجبال"، إن "أهالي نينوى يثقون بقوات البيشمركة، ويعتبرونها قوة دافعت عن أرضهم، وحرّرت مدينتهم، في الوقت الذي لم يكن الحلبوسي له أي ظهور، لا هو ولا قادة حزبه في الساحة السياسية، ولم يوجّهوا طلقة واحدة باتجاه عناصر داعش".
وتابع، أن "أهالي نينوى لديهم ثوابت مشتركة مع إخوانهم في إقليم كوردستان، والمحافظة تحتضن كل المكونات، ولسنا بحاجة لأي شخص يتحدث باسمنا، ونحن والحزب الديمقراطي الكوردستاني، لدينا علاقة ممتازة، وقوات البيشمركة هي محلّ ثقة واحترام بالنسبة لنا".
محمد الحلبوسي (مواقع التواصل)