تتصاعد الترجيحات باحتمال توجيه "إسرائيل" ضربات داخل العراق تستهدف زعماء الفصائل، ومنشآت حيوية، وقد يتطور الأمر لضرب مواقع مدنية لإجبار الجماعات المسلحة العراقية على وقف الدعم لحزب الله اللبناني.
وتتداول في العراق معلومات تشير إلى أن "تل أبيب حددت بنك أهداف، يصل إلى أكثر من 30 هدفاً داخل العراق يمكن ضربها في أي لحظة"، كما أن "مقرات العمليات والسيطرة لجماعات الفصائل على راس قائمة الأهداف".
وتلمح الفصائل العراقية إلى أنها تنتظر تعليمات من طهران أو ما يطلق عليه "تنسيقيات المقاومة" لدعم حزب الله اللبناني بعد اغتيال أمينه العام، حسن نصر الله، بضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة الماضية.
ويُذكر مسؤول في احدى الفصائل المنخرطة ضمن ما يعرف بـ"المقاومة الإسلامية العراقية"، باتفاقية الشراكة مع الولايات المتحدة، ويطالب الأخيرة بوقف أي هجمات محتملة من "إسرائيل" على العراق.
ويقول كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، لمنصة "الجبال" إننا "لا نتوقع الكثير من الولايات المتحدة، لكن هناك اتفاقية إطار استراتيجي مع العراق تتضمن الحماية، ونحن نلزمهم بما الزموا أنفسهم".
الفرطوسي، ليس متأكداً من دقة المعلومات حول وجود ما اسماه "بنك أهداف عراقية " تسعى إسرائيل لاستهدافه، وأبرزها "فصائل المقاومة"، لكنه لا يستبعد ذلك، لأن "الكيان الصهيوني بلا قيم أخلاقية"، على حد وصفه.
ويشترك الجناح السياسي لـ"سيد الشهداء" الذي يتزعمه أبو آلاء الولائي في الحكومة، وهو أحد زعامات "الإطار التنسيقي الشيعي"، وكان قد زعم أن لديه 100 ألف مقاتل جاهز للذهاب إلى لبنان.
ويعتقد الفرطوسي، وفصائل أخرى، أن إسرائيل كانت قد نفذت في وقت سابق هجمات في العراق "في معسكر الصقر، وعلى الحدود السورية". ويقول إن "على الحكومة توفير وسائل الردع المطلوبة" ضد أي هجمات إسرائيلية محتملة.
وأعلنت الفصائل في بيانات من أحداث 7 أكتوبر (حرب غزة)، استهداف إسرائيل عبر مسيرات وصواريخ كروز مطورة.
لكن "إسرائيل" لم تعلق على تلك الهجمات، باستثناء في 18 أيلول الماضي، ذكرت لأول مرة أنها "اعترضت مسيرات قادمة من العراق".
في الأثناء يقول فراس الياسر، القيادي في حركة النجباء إن "الحكومة والمقاومة الإسلامية تستعدان لأي هجوم من الكيان الغاصب".
وأضاف الياسر وهو عضو المكتب السياسي في الحركة، لمنصة "الجبال"، أن "الحكومة عليها أن تدافع عن العراقيين وعن مؤسسات الدولة" في حال حدوث هجوم.
وكشف القيادي في الفصيل المسلح عن أن "محور المقاومة يعمل على ترتيب الأوليات وتهيئة كل المستلزمات لأي عمل طارئ".
ويوم الإثنين، أعلنت "المقاومة الإسلامية" في العراق، في بيانين منفصلين، وفي إطار ما قالت إنه دعم للشعبين الفلسطيني واللبناني، ورد على الهجمات الإسرائيلية، "قصفت مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية"، لكن من دون الكشف عن نتائج القصف وما خلفه من خسائر في الجانب الإسرائيلي.
وفي البيان الثاني، قالت إنها استهدفت "هدفاً حيوياً بواسطة صواريخ الأرقب"، وثلاثة أهداف أخرى في حيفا ومينائها بواسطة الطيران المسير.
وشدد البيان على "استمرار العمليات في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة".
وتحاول الحكومة بالمقابل أن تبعد البلاد عن أي "رد اسرائيلي" محتمل، و"ضغطت على الفصائل"، بحسب إبراهيم الصميدعي، مستشار رئيس الحكومة.
لكن عماد علو، وهو لواء ركن متقاعد، يقول لـ"الجبال"، إن إسرائيل تنوي توسيع رقعة الحرب، وقد "توجه ضربات إلى العراق فيما لو استمرت الفصائل باستهداف عمق إسرائيل".
ورجح علو في تصريح لمنصة "الجبال" أن هدف الضربات الاسرئيلية قد يكون "اغتيال لقادة الفصائل، وضرب مؤسسات حيوية"، كذلك توقع "ضرب منشات مدنية للضغط على الفصائل بوقف الدعم لحزب الله".