بالتزامن مع ما نشرته وسائل إعلام وتقارير حول وجود "مخطط لاستهداف العراق" من قبل الكيان الإسرائيلي، يوضح مختصون "الرسائل" من هذه التقارير، فضلاً عن "التداعيات الخطيرة" التي تحملها هذه الأنباء.
وبحسب تقرير لصحيفة "معاريف"، يجهز جيش الاحتلال الإسرائيلي والموساد، لمواجهة تهديد مُتنامٍ للجبهة الداخلية الإسرائيلية من العراق، ناقلة عن مصادر أمنية في تل أبيب عن "حشد إيران موارد ضخمة، لتعزيز قوة الفصائل الموالية لها في العراق، تأهباً للهجوم على إسرائيل براً وجواً فور تلقي الأوامر".
"تطور بالغ الخطورة"
وعلّقت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، على وجود تقارير تتحدث عن وجود نية لدى إسرائيل بفتح جبهة جديدة في العراق خلال الفترة المقبلة.
وقال عضو اللجنة علاوي نعمة، لـ"الجبال"، إنه "يجب الحذر من المحاولات الخطيرة التي تهدف إلى جر العراق إلى ساحة صراع إقليمي، على خلفية تقارير إسرائيلية تزعم استعداد تل أبيب لفتح جبهة جديدة في العراق ضمن ما تسميه (الحرب متعددة الجبهات) ضد الفصائل".
وبين أنّ "ما نشرته وسائل إعلام عبرية حول استعداد إسرائيل لفتح جبهة في العراق يمثل تطور بالغ الخطورة، ويتطلب من الحكومة والأجهزة الأمنية أعلى درجات الجاهزية، كما أننا نؤكد أن أي اعتداء على أراضينا أو منشآتنا سيعد انتهاك صارخ لسيادة العراق وعمل عدواني لا يمكن السكوت عنه".
وأضاف أن "لجنة الأمن والدفاع البرلمانية تتابع عن كثب كل ما يثار في هذا السياق عبر القنوات الأمنية والدبلوماسية، والعراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية، ولن يسمح لأي طرف باستغلال أراضيه لتنفيذ أجندات خارجية، كما أن فتح جبهة في العراق إن صحت هذه المعلومات، سيشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي، وسيعرض المدنيين والبنى التحتية للخطر، كما أنه قد يدخل البلاد في دوامة من التوترات السياسية والأمنية التي نحن في غنى عنها".
وشدد نعمة على أن "سيادة العراق خط أحمر، وأن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قادرة على التصدي لأي خرق أمني أو استهداف خارجي، كما يجب تكثيف التنسيق بين الحكومة والبرلمان والتحالفات السياسية لضمان موقف وطني موحد في مواجهة أي تهديد محتمل، كما على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في منع أي تصعيد جديد في المنطقة"
وختم عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية قوله إن "استقرار العراق جزء أساسي من أمن الشرق الأوسط، وأي محاولة لزعزعته ستؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة".
"حرب نفسية وإعلامية"
وفي الأثناء، حذر الخبير في الشأن الأمني والسياسي محمد علي الحكيم، من التداعيات الخطيرة لفتح "إسرائيل" جبهة حرب جديدة في العراق.
وقال الحكيم، لـ"الجبال"، إن "هناك مخاطر كبيرة إذا ما فتحت إسرائيل جبهة جديدة في العراق، فهذا التوجه يعد عملاً عدوانياً يهدد أمن العراق واستقراره وينذر بتوسيع دائرة الصراع الإقليمي إلى مستويات خطيرة، وأي تحرك إسرائيلي باتجاه الأراضي العراقية سيكون بمثابة إعلان حرب غير مباشرة على العراق، ومحاولة لخلط الأوراق في منطقة تعيش أصلاً على وقع التوترات المتصاعدة بين المحاور الإقليمية".
وبيّن أن "مثل هذا السيناريو سيحول العراق إلى ساحة مواجهة مفتوحة، ويهدد الأمن الوطني في أبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية، خاصة أن إسرائيل تدرك تماماً أن أي مواجهة مع الفصائل في العراق ستجر ردود أفعال متسلسلة من أطراف إقليمية أخرى، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة، والعراق في هذه الحالة سيكون المتضرر الأكبر، لأنه ما يزال يعيد بناء مؤسساته الأمنية بعد سنوات من محاربة الإرهاب".
وأضاف أن "الحديث عن فتح جبهة جديدة لا يمكن قراءته بمعزل عن الحرب النفسية والإعلامية التي تمارسها إسرائيل بهدف الضغط على أطراف إقليمية معينة، لكن مجرد تداول مثل هذه التصريحات يستدعي تحرك رسمي عاجل من بغداد لمراجعة الوضع الأمني والاستخباري".
وتابع أن "المطلوب اليوم هو تعزيز قدرات الدفاع الجوي والرصد الإلكتروني، وإعادة تفعيل التعاون الاستخباري مع الدول الصديقة، لأن أي خرق أمني قد يكون مدخلاً لضرب منشآت حيوية أو قواعد عسكرية عراقية تحت ذرائع وهمية، كما أن العراق يجب أن يحافظ على حياده الإقليمي وألا يستدرج إلى لعبة المحاور، لأن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو أي طرف خارجي سيقوض استقرار البلاد".
وأشار الخبير الأمني إلى أن "حماية السيادة الوطنية مسؤولية الجميع، من القيادة السياسية إلى المواطن، وإن أي تهديد لأمن العراق لا يمكن السكوت عليه، وعلى الحكومة أن تتعامل مع هذه التقارير بمنتهى الجدية، لأن إشعال جبهة في العراق يعني إشعال الشرق الأوسط بأكمله".
تأكيد على "جاهزية الفصائل" للرد على أي عدوان
وتشير ما تسمى بـ"الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة في العراق"، جاهزية الفصائل للرد العسكري على "إسرائيل" في حال قررت فتح أي جبهة حرب جديدة في العراق.
وقال قيادي في الهيئة، لـ"الجبال"، إن "إسرائيل تسعى خلال المرحلة المقبلة إلى نقل جزء من الصراع إلى الأراضي العراقية، عبر استهداف مواقع داخل البلاد أو محاولة خلق توترات أمنية في بعض المحافظات، فالتحركات الإسرائيلية في المنطقة لا يمكن فصلها عن التصعيد الحالي في أكثر من ساحة، والعراق جزء مهم في معادلة الردع، وهناك قوى تحاول جره إلى مواجهة مباشرة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية".
وأضاف القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أننا "نراقب بدقة كل ما يجري على مستوى المنطقة، وهناك تنسيق على مستويات مختلفة لتقييم أي تهديد يمس الأمن الوطني العراقي، ولن نسمح بخرق سيادة البلاد أو استهداف مواطنينا، والفصائل العراقية لا تتعجل المواجهة، لكنها مستعدة للرد في حال حصول اعتداءات، فالأولوية تبقى في الحفاظ على الاستقرار ومنع أي جهة خارجية من استغلال الأوضاع الداخلية".
وبيّن أن "الحذر واجب، وفتح جبهة في العراق قد يكون هدف لدوائر تبحث عن توسيع رقعة الصراع، لكن القرار النهائي بيد العراقيين، في إطار الدولة والقانون والمؤسسات الرسمية، والمرحلة تستوجب وحدة الصف الوطني وتغليب الحوار الداخلي، كما على الحكومة تعزيز منظومات الدفاع والإنذار المبكر، وتنسيق الجهود مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان حماية السيادة ومنع أي محاولة لزعزعة الأمن".
(فيسبوك/ تعبيرية)