"تواصل مباشر مع واشنطن وإيران ستنسحب للوراء".. تحليلات في تعيين مبعوث أميركي للعراق

"تواصل مباشر مع واشنطن وإيران ستنسحب للوراء".. تحليلات في تعيين مبعوث أميركي للعراق إياد العنبر (فيسبوك)

وصف أستاذ العلوم السياسية إياد العنبر، السبت 1 تشرين الثاني 2025، تعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً للرئيس الأميركي للعراق، بأنه "دلالة" على أن العراق بلد أزمة في نظر الولايات المتحدة الأميركية والرئيس دونالد ترامب، مبيناً أن الإيرانيين "سينسحبون خطوة إلى الوراء" في ظل وجود سافايا في العراق. في المقابل، رأى الخبير الأمني مجاهد الصميدعي، تعيين مبعوث أميركي خاص في العراق، سيخلق طريقة تواصل مباشرة بين بغداد وواشنطن.

 

وفي التفاصيل، قال العنبر في حوار متلفز تابعته "الجبال"، إن "العراق لا يزال ينظر إليه من قبل الأميركان، بلد أزمة، ولكن هم مهتمون بإدارة هذه الأزمة أو إنهاء حالة التجاذبات الموجودة، لذلك بعثوا مبعوثاً خاصاً إليه".

 

وأضاف، "لم ينجح العراق في الكثير من القضايا إلا بعد التدخلات الخارجية كالعلاقات بين الأطراف الشيعية والسنية وغيرها"، مبيناً أن "مبعوث ترامب للعراق مارك سافايا، ليس دبلوماسياً، وهذا مؤشر ودلالة على أن العراق بلد أزمة، ويحتاج إلى مبعوث من نوع خاص، بقناعة ترامب".

 

ولفت إلى أن "الاختبار الحقيقي لمارك سافايا سيكون بعد حضوره بعد الانتخابات إلى العراق، وأرى أن الإيرانيين سينسحبون خطوة إلى الوراء بحضور سافايا للعراق".

 

وأوضح أن "هناك من يرى أن أي حضور ووجود أميركي مرتبط بالتمهيد لشرق أوسط جديد، وهؤلاء لديهم قناعات مرتبطة بمحور المقاومة وإيران، ولا يقتنعون بحضور سافايا ولا غيره للعراق".

 

وأشار إلى أن "الرافضين للتواجد العسكري الأميركي، الذين يؤمنون بمشروعية السلاح الموجود تحت مسمى مواجهة الأميركان، نقول لهم إن الأميركان سيخرجون عسكرياً ويحضرون بشراكة اقتصادية، فإذا رفض هؤلاء للوجود الأميركي بشتى أشكاله، فإن هناك شركات عالمية كبرى بإمكانها أن تسقّط حكومات وتشكّل حكومات، لذا يجب التصالح مع الواقع الجديد".

 

وختم حديثه بالقول، إن "الشراكات الاقتصادية المقبلة لو دخلت فيها إسرائيل، فهي أتعس من التطبيع".

 

في المقابل، وصف الخبير في الشؤون الأمنية والاستخبارية، مجاهد الصميدعي، تعيين مبعوث أميركي في العراق، بـ"عودة للزخم الأميركي المخصص للعراق".

 

وقال الصميدعي، إنه "في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، كانت الحكومة الأميركية قد ابتعدت كثيراً عن الاهتمامات الأميركية، بينما الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب يحسّ أن العراق مهم اقتصادياً بالنسبة له، وهذا أحد الأسباب الذي دفعته لإرسال مبعوث خاص".

 

ولفت إلى أن "سافايا ليس له خلفية دبلوماسية، وذلك سيساعد بتجاوز كل الوسائل الدبلوماسية المعتادة القديمة، وستكون هناك طريقة تواصل مباشرة وذلك سيسهل الكثير من الأمور المشتركة بين الحكومة العراقية والأميركية"، مبيناً أن "تعيين مبعوث أميركي للعراق، يعتبر عودة للزخم الأميركي المخصّص للعراق".

 

وبيّن الصميدعي، أن "تصريحات سافايا بخصوص حصر السلاح بيد الدولة مؤخراً، أعتقد أنها مجرد ضغط دبلوماسي للسيطرة على الميليشيات غير الخاضعة لسيطرة الدولة". 

 

وقال، "ليس بإمكان الحكومة الحالية ولا القادمة اتخاذ أسلوب عسكري للسيطرة على سلاح الميليشيات، وليس أمام الحكومة سوى الطرق الدبلوماسية للسيطرة على هذا السلاح".

 

وأشار إلى أن "ترامب يركز على الأمور الاقتصادية، وهناك الكثير من الأمور الاقتصادية في العراق التي ستخفف من تركيز الولايات المتحدة على ملف الميليشيات".

 

وختم حديثه، بالقول: "لو تحققت المصالح الولايات المتحدة الأميركية في العراق في ظل عدم وجود تهديد حقيقي من الفصائل تجاه إسرائيل ومصالحها في المنطقة، أعتقد أن أميركا ستغض النظر أو تؤجل موضوع الميليشيات والسلاح المنفلت في العراق".

 

مجاهد الصميدعي - خبير في الشؤون الأمنية والاستخبارية:


الجبال

نُشرت في السبت 1 نوفمبر 2025 11:50 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.