أثار إعلان القضاء العراقي، ارتباط حادث اغتيال عضو مجلس محافظة بغداد المرشح للانتخابات صفاء المشهداني، بالتنافس الانتخابي، حفيظة الساحة السياسية، الأمر الذي دفع بعض السياسيين إلى التحذير من تداعيات الحادث الذي وُصف بأنه "رسالة خطيرة تُنذر بفوضى انتخابية"، فيما أعرب آخرون عن قلقهم من "العزوف الانتخابي" على إثر "استخدام الإرهاب السياسي في التنافس الانتخابي"، في إشارة إلى حادث اغتيال المشهداني.
وقُتل عضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني صباح يوم الأربعاء 15 تشرين الأول 2025، إثر انفجار عبوة لاصقة ثُبتت في سيارته، ما أدّى إلى مصرعه وإصابة أربعة آخرين من مرافقيه بجروح بليغة.
والخميس الماضي 23 تشرين الأول 2025، أعلنت محكمة تحقيق الكرخ الأولى، المباشرة بإجراءات التحقيق في حادثة مقتل صفاء المشهداني، فيما أشارت في بيان لها، إلى أن "اثنين من المتهمين اعترفا بارتكابهما الجريمة"، وبيّنت أن "الحادث جنائي مرتبط بالتنافس الانتخابي بين أبناء المنطقة الواحدة".
توظيف للعنف في الصراع الانتخابي
وفي هذا السياق، وصف عضو تحالف "العزم" عزّام الحمداني، حادث اغتيال المشهداني، بـ"المؤشر الخطير" على توظيف العنف في الصراع الانتخابي، مشيراً إلى أن الحادث يهدد ثقة الشارع بالعملية الديمقراطية.
الحمداني، قال في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "إعلان القضاء العراقي ارتباط حادث اغتيال صفاء المشهداني بالتنافس الانتخابي، تطور خطير ومؤشر مقلق على طبيعة المناخ الذي تجري فيه الاستعدادات للانتخابات المقبلة، فتوظيف العنف والاغتيال كوسيلة للتأثير على النتائج أو إقصاء المنافسين يهدّد أسس الديمقراطية ويقوّض ثقة الناخبين بالعملية الانتخابية برمتها".
وأوضح، أن "اعتراف الجهات القضائية بأن الحادث له دوافع انتخابية، يسلّط الضوء على مستوى الاحتقان والتنافس غير المشروع بين بعض الأطراف، ويعني أن هناك من لا يؤمن بالتداول السلمي للسلطة ويستخدم أدوات الترهيب والقتل لحسم الصراع السياسي، وهذا التطور يتطلب موقفاً حازماً من الدولة والقوى السياسية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات لضمان بيئة آمنة ونزيهة للمنافسة".
عزوف محتمل وتأثير على نسبة التصويت
وحذّر الحمداني، من "تكرار مثل هذه الحوادث"، قائلاً، إن "ذلك يولّد شعوراً بالخوف لدى المرشحين والمواطنين على حدّ سواء، ويؤدي إلى عزوف محتمل عن المشاركة السياسية، ما ينعكس سلباً على نسب التصويت وعلى مشروعية الانتخابات نفسها، ولهذا يجب تفعيل الإجراءات الأمنية لحماية المرشحين، ومراقبة تمويل الحملات، ومنع استخدام السلاح والنفوذ في الصراع الانتخابي".
في المقابل، وصف السياسي طلال الجبوري، حادث اغتيال المشهداني، بـ"جرس إنذار خطير"، فيما أشار إلى أنه "يدل على انحراف التنافس الانتخابي نحو العنف".
وقال الجبوري في حديث لمنصّة "الجبال"، إنه "يجب الحذر من تداعيات حادث اغتيال صفاء المشهداني، بعدما أكد القضاء ارتباط الجريمة بالتنافس الانتخابي، فما جرى يمثل جرس إنذار خطير يكشف عن انحراف خطير في مسار العملية الانتخابية، وتحوّل بعض القوى من التنافس الديمقراطي إلى تصفية الخصوم بالعنف".
وبيّن الجبوري، أن "الانتخابات يفترض أن تكون مناسبة للتعبير عن الإرادة الحرة للمواطنين والتنافس بالبرامج والرؤى، لا بالسلاح والدماء، فالربط القضائي بين حادث الاغتيال والتنافس الانتخابي يشير إلى أن بعض الأطراف تسعى إلى فرض نفوذها عبر الإرهاب السياسي، وهو ما يهدد أمن المرشحين ويزرع الخوف في نفوس الناخبين".
نتائج الانتخابات قد تفرض بالقوة لا بالصندوق
وأضاف، أن "مثل هذه الحوادث تنعكس مباشرة على ثقة الجمهور بالعملية الانتخابية، إذ يشعر المواطن بأن نتائج الانتخابات قد تفرض بالقوة لا بالصندوق، الأمر الذي قد يدفع إلى الإحباط والعزوف عن المشاركة، والمطلوب اليوم موقف وطني موحد يرفض العنف السياسي ويحمي الانتخابات من التلاعب والتهديد".
وختم الجبوري حديثه بالقول، إن "اغتيال المشهداني ليس حادثاً معزولاً، بل رسالة خطيرة إن لم تواجه بالحزم ستفتح الباب أمام فوضى انتخابية تضع مستقبل الاستحقاق الديمقراطي على المحك".
اللحظات الأولى لاستهداف سيارة المشهداني بعبوة لاصقة (أرشيف)