أصدرت الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية، الخميس 23 تشرين الأول 2025، تقريراً مفصّلاً للحالة الجوية في العراق بداية الشهر المقبل، والتي ستتضمن تأثر البلاد باندفاع حوص علوي بارد وامتداد مرتفع دافئ، اللذان سيولّدان تياراً نفاثاً بحسب التوقعات.
وذكرت الهيئة في تقريرها الذي تلقت "الجبال" نسخة منه، أن "خرائط الطقس، تشير إلى اندفاع حوض علوي بارد شرق المتوسط وغرب تركيا، وفي المقابل، يظهر امتداد مرتفع دافئ بقيم أعلى متمركز جنوب شبه الجزيرة العربية، يغطي أجزاء واسعة من إيران ووسط وشرق العراق".
وأضافت، أن "التدرج القوي لخطوط الكونتور المبينة في الصورة أدناه بين الحوض البارد والمرتفع الدافئ يولد تياراً نفاثاً، وانسيابية عليا للرياح نشطة على الحافة الشرقية للحوض، ومن المهم التركيز على أنه عند الحافة الشرقية للحوض العلوي، يحصل عادة انفصال وفراغ ديناميكي يؤدي إلى تصعيد هواء من الأسفل (وجود قوة رفع)، إذا توفرت الرطوبة، وبالتالي يخلق أجواء مناسبة. لتشكل سحب ممطرة في هذا التموضع، خصوصاً إذا تواجد منخفض سطحي".
وعن التوقعات الأولية في العراق، أوضحت الهيئة، أنه "من المحتمل بشكل كبير تشكل سحب ركامية ممطرة في مناطق شمال البلاد، خصوصاً إذا توافرت رطوبة سطحية من البحر المتوسط أو بحر قزوين مع رطوبة مدارية شرق الحوض البارد، مع فرص لزخات متفرقة مع احتمالية أن تكون رعدية محلية، كما لا يستبعد الغزارة في بعض الأماكن".
وتابعت، "وفي المناطق الوسطى (بغداد وما حولها)، الحالة متذبذبة تبعاً لحركة وتطورات الأخدود، فغالباً ستكون الأجواء مستقرة نسبياً تحت تأثير المرتفع الموجب، لكن ربما تتعرض لفترات من تأثير السحب والاضطرابات عند مرور موجات عليا أو امتداد للأخدود، مع ميل درجات الحرارة خلال الليل للاعتدال أو البرودة، مع احتمالية أمطار خفيفة إلى معتدلة اعتماداً على مدى اندفاع محور الحوض البارد شرقاً وتوفر الرطوبة".
وعن طقس الجنوب والجنوب الشرقي (البصرة ومحيطها)، أشارت الهيئة، أنه "سيسود تأثير المرتفع العلوي، ليعطي ذلك استقراراً جوياً وطقساً مستقراً ودافئاً نسبياً، مع فرص لتساقط أمطار تبدو ضعيفة لكنها واردة".
وأوضحت الهيئة، أن "وجود مركز أخدود عميق غرب تركيا مع خطوط كونتور متقاربة، يدل على قوة ديناميكية الحالة، ما يعني أي تحرك شرقي بسيط قد يسرّع من فعالية الحالة على أجزاء أوسع من العراق".
ولفتت إلى أن "العامل الحاسم لأمطار ملموسة، هو توافر الرطوبة البنائية من السطح، وإذا كان الهواء السطحي جافاً أو قليل الرطوبة فستبقى التأثيرات مجرد رياح نشطة، وانخفاض درجات الحرارة دون أمطار غزيرة، وبالعكس".
واشارت إلى أن "موقع الذروة عادة يكون على الحافة الشرقية للحوض، أي عندما يمرّ التيار النفاث ويعطي أقصى تسخين على مستوى 500 مليبار ممّا يولّد صعوداً على امتداد الحافة".
وأكملت الهيئة، أن "المنطقة بانتظار نمط جيد للاضطراب الجوي فوق شرق المتوسط مع فرص أمطار شمال العراق، ممتدة لمدن الوسط إذا تحرّك الحوض شرقاً أو تزايدت الرطوبة البنائية، بينما يبقى الجنوب مستقراً".
وختمت تقريرها بالقول: "الثبات غير مضمون؛ لأن التحول الشرقي الطفيف للحوض يمكن أن يرفع من فرص الأمطار ويزيد الديناميكية، وبالعكس إذا ابتعد مغادراً مناطقنا نحو الشمال الشرقي".

أمطار في العراق (أرشيف)