أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لا يقبل بـ"التبيعة"، وأنه سيكافح من أجل ضمان الحقوق الدستورية لكل العراقيين في سائر البلاد بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة.
جاء ذلك في كرنفال انتخابي نُظمه الحزب الديمقراطي الكوردستاني، اليوم الإثنين الموافق 20 تشرين الأول 2025، في مدينة أربيل.
وقال مسرور بارزاني إن "هذه الانتخابات مهمّة لنا مثل جميع الانتخابات السابقة"، وأنه "نريد في هذه الانتخابات الدفاع عن الحقوق الدستورية لجميع العراقيين، وبالأخص لأهالي إقليم كوردستان"، مضيفاً أن "البارتي هو أكبر حزب على مستوى إقليم كوردستان، وهذه المرة نريد أن نثبت أنه أكبر حزب سياسي في العراق"، و"سنظهر للأصدقاء والأعداء قوة البارتي في جميع أنحاء البلد".
تطرق رئيس حكومة إقليم كوردستان إلى إنجازات الحزب على مر السنوات الماضية، قائلاً إنه "طالما البارتي موجود هنا لا توجد أي قوة أن تفكر باحتلال إقليم كوردستان"، كذلك "طالما البيشمركة موجودة، ستبقى كوردستان محمية"، وقال إنه "نتحضّر من أجل تحقيق الحزب الديمقراطي الكوردستاني لنجاح جديد".
وتطرق مسرور بارزاني إلى دور الحزب في المشهد السياسي العراق خلال السنوات الماضية، وإلى الخلاففات ين أربيل وبغداد، منوّهاً بأنه "شاركنا في كتابة الدستور، وكنا نعتقد أن جميع بنود الدستور ستنفذ كما هي، لكن للأسف تم انتهاك حقوق إقليم كوردستان".
وأردف "لم نكن تابعين في أي وقت، ولا نقبل بالتبعية"، مبيناً أن "البارتي سيحارب هذه المرّة من أجل ضمان جميع حقوق إقليم كوردستان". وقال: "لن نسمح بالنظر إلى أهالي إقليم كوردستان كمواطنين من الدرجة الثانية".
أشار مسرور بارزاني إلى أنه "تمت محاربة الحكومة (في الإقليم) في المستوى الداخلي"، وأن "على مستوى العراق أيضاً جرت عرقلة كثير من المشاريع التنموية وتحقيق النجاحات"، قائلاً: "لقد حلوا البرلمان، أوقفوا تصدير النفط، واوقفوا صرف المستحقات المالية، كل ذلك من أجل عرقلة تقدّم كوردستان، لكن لم يستطيعوا ذلك".
وتوجّه رئيس حكومة إقليم كوردستان في حديثه للمسؤولين العراقيين، قائلاً: "قلتم إن أموال العراق تذهب إلى إقليم كوردستان، لقد منعتم صرف مستحقات الإقليم، لم تدفعوا سوى 5% من الموازنة.. نشاهد المستوى المعيشي لسكان العراق في باقي المحافظات، هم محرومون، ويفتقدون للخدمات الأساسية. فلماذا لم تعمّروا باقي المناطق والمحافظات؟ أين ذهبت الأموال؟".
أكد مسرور بارزاني اهتمام حزبه بجميع العراقيين من مختلف المكونات، ورسم خطط للدفاع عنهم وتحسين واقعهم في مختلف المناطق، بقوله: "لن ندافع عن حقوقنا فقط، هذه المرّة نريد الذهاب إلى بغداد للدفاع عن حقوق جميع العراقيين وحقوق جميع المكونات والأديان".
وفي إطار الحديث عن المخططات ضد كيان كوردستان، ذكر مسرور بارزاني أن مناوئي البارتي "حاولوا تحجيم العلاقات الدبلوماسية للإقليم، لكن لم يتمكنوا من إيقاف عجلة التطور فيه"، مؤكداً أنه "نتمتع بأحسن العلاقات الدبلوماسية على المستوى الدولي"، وأنه "قمنا بالردّ على من خططوا لضرب كوردستان بالمشاريع والإنجازات".
قال مسرور بارزاني إن "إقليم كوردستان اليوم من أنجح المناطق في الشرق الأوسط"، وإن "هناك من يخطط الآن لضرب استقرار كوردستان"، لافتاً على أنه "قدمنا تضحيات كثيرة من أجل الحرية، وإن ابتعدت بغداد عن الفيدرالية وتوجّهت نحو المركزية والدكتاتوية، علينا نحن أن نقف بوجههم ونقول لهم عن بغداد لا يمكنها العودة لعهد الدكتاتورية".
في جزء آخر من الخطاب، تطرق مسرور بارزاني إلى الخطط المستقبلية التي يجهز لها الحزب الديمقراطي الكوردستاني للمرحلة المقبلة، بقوله: "ما فعلنا، فعلناه رغم كل المعوقات والعراقيل. ماذا لو زادت قوتنا في بغداد؟، إن تم تنفيذ الدستور كام هو، إن تم ضمان حقوقنا الدستورية جميعاً، إن عادت مناطق سنجار ومخمور وكركوك لحضن كوردستان، إن شعر كل مواطن في هذا البلد بوجوده وبالمساواة وبالعدالة، تصوّروا كيف لحياتنا ان تكون حينها.. هذا هو الحلم الذي نسعى إلى تحويله لحقيقية"، مضيفاً: "نريد لكوردستان أن تعيش عصراً ذهبياً، نريد أن لا يقصد طلابنا المهجر بعد الآن وأن يؤمن بالمستقبل، توفير فرص العمل لجميع المواطنين في هذه البلاد بمساواة، نريد أن يقصد أطباؤنا المهجر بحثاً عن العمل في المستشفيات، نريد لمستشفياتنا أن تحتضن أطباءنا في الداخل والخارج، نريد أن لا يلقي فلاحونا بمنتجاتهم الزراعية في الشوارع بعد الآن".
أكد مسرور بارزاني "نحن نحقق كل ما نريد، فما ننجزه اليوم كان وعداً قطعناه في السابق".
ويشارك الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات البرلمانية المقررة في العراق بتاريخ 11 تشرين الثاني 2025، بقائمة تحمل رمز 275.