انطلاق العام الدراسي في العراق.. إليكم أبرز الطرق لحماية أطفالكم من "الأمراض الفيروسية"

9 قراءة دقيقة
انطلاق العام الدراسي في العراق.. إليكم أبرز الطرق لحماية أطفالكم من "الأمراض الفيروسية" مدرسة في العاصمة بغداد

يستعد العراق لاستقبال العام الدراسي الجديد في جميع المدراس، وكالعادة يزداد القلق والخوف لدى العائلات من انتشار الأمراض الانتقالية بين الطلبة الأمر الذي أصبح "كابوساً"، يؤرق أولياء الأمور والمعلمين منذ سنوات، مما يثير تساؤلات حول جاهزية القطاع الصحي والتعليمي لمواجهة هذا التحدي أم سيبقى الوضع كما هو في مثل كل عام.

 

وقبل أيام، حددت وزارة التربية العراقية موعد انطلاق العام الدراسي الجديد 2024-2025، مؤكدة أنه سيبدأ يوم السبت الموافق 21 أيلول الجاري لجميع المراحل التعليمية من الابتدائية إلى الثانوية، مشيرة إلى أن الكوادر التدريسية باشرت الدوام منذ 14 من الشهر الحالي.

 

وبحسب التقديرات التي صدرت خلال العام 2023، فإن هناك 6 ملايين و454 ألف و872 طالباً في المرحلة الابتدائية، بينما يبلغ عدد طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية نحو 3 ملايين و612 ألف و281 طالباً.

 

ووفقاً لنفس التقديرات فإن "رياض الأطفال"، استقبلت العام الماضي 197 ألف و915 طفلاً، في حين بلغ عدد طلاب المدارس المهنية 108 آلاف و155 طالباً، وطلاب معاهد الفنون الجميلة 10 آلاف و931 طالباً.

 

واقع مرير!

 

يمضي الطلبة مع بعضهم البعض ساعات طويلة في المدراس بمساحات مغلقة (الصفوف) في الوقت الذي يتزامن حالياً مع تغير الطقس الأمر الذي دائماً ما يسبب إصابتهم بعديد من الأمراض المعدية.

 

ويطالب أولياء أمور هؤلاء الطلبة وزارة التربية في كل عام، بـ "إيجاد" الحلول لتقليل أعداد الطلبة في الصفوف الأمر الذي قد يساعد على تقليل انتشار الأمراض الفيروسية، إلا أن العراق لا يزال يعاني من نقص كبير في أعداد المدارس ما أجبر الوزارة على اعتماد الدوام الثنائي والثلاثي.

 

وتقول أم آدم، وهي أم لطفلين في الابتدائية، وتسكن في منطقة الكرادة وسط بغداد، إن "بداية العام الدراسي ماهي إلا بداية للأمراض والعدوى الفايروسية وبداية لزيارة الأطباء والاستخدام المستمر للادوية والمضادات".

 

وفي حديث لـ "الجبال"، تضيف أم آدم، أن "المدرسة تعتبر بؤرة للأمراض التي تصيب الأطفال ويعود السبب كون جميع المدارس في العراق مكتظة"، مبينة أن "أعداد الطلاب في تزايد مستمر كل عام دون إيجاد الحلول لهذه الأزمة من قبل المختصين".

 

وعن وضع المدارس، تشير أم آدم، إلى أن "كل 3 طلاب يجلسون على رحلة واحدة وهذا من شأنه يسرع من عملية العدوى والإصابة بالأمراض كافة"، مستطردة بالقول: "لابد من إيجاد حل لهذه الأزمة وهي بناء مدارس جديدة أو حتى تقسيم الدوام لأكثر من فترة لتلافي الزحمة".

 

أما أم محمد، وهي أم لـ 3 أطفال أثنين منهم بالابتدائية والآخر في الأعدادية، تقول إن "أطفالي دائماً ما يتعرضون للأمراض خصوصاً في فصل الشتاء، وحتى الأمراض التي تصيبهم في وقت الربيع وبداية الصيف تكون من المدرسة وتنتقل لهم من الطلبة المصابين".

 

وتضيف أم محمد، والتي تسكن في حي الجهاد غربي بغداد، لـ "الجبال"، أن "أعداد الطلبة في الصف الواحد تتجاوز الخمسين والستين طالباً حيث يجلس العديد من الطلبة في الرحلة الواحدة، والأمر الذي يتزامن مع غياب النظافة والطبابة المدرسية وعدم مراقبة الطلبة المصابين".

 

حتى المدرسة تكاد أن تكون سبباً من الأسباب الرئيسة للأمراض، والكلام لأم محمد، التي أكدت أن أغلب المدارس متهالكة من ناحية عدم وجود مكيفات هواء أو مرشحات في الصيف، فضلاً عن عدم وجود نوافذ تحميهم في فصل الشتاء.

 

جردة لأبرز الأمراض

 

يتحدث تقرير صادر عن مجلة "بيكيا بادريس" الإسبانية، أن إصابة الأطفال بالعديد من الأمراض بعد العودة المدرسية أمر طبيعي ومنتشر في العديد من دول العالم.

 

كما يقول علي حليم، وهو طبيب عراقي، لـ "الجبال"، إن "الأمراض المعدية تنتشر بين طلبة المدارس على خلفية التزاحم وكثرة أعداد الطلبة، وخصوصاً في الصف الواحد الأمر الذي يتزامن مع قلة وجود (فتحات التهوية)، ما يساعد على انتقال العدوى عن طريق التلامس المباشر، أو من خلال الأسطح المختلفة التي علقت بها الفيروسات والبكتيريا، مثل المكاتب والطاولات ومقابض الأبواب".

 

ووفقاً لحليم، فإن أكثر الأمراض انتشاراً بين طلبة المدارس في العراق هي (التهاب العين، الرشح، الإنفلونزا، التهاب الحلق واللوزتين)، فضلاً عن التهاب الجهاز التنفسي كالحنجرة والقصبات الهوائية والالتهابات المعوية الحادة التي تؤدي إلى الاستفراغ والإسهال، بالإضافة إلى جدري الماء والنكاف والتهاب الكبد الفيروسي نوع (أ) وكذلك حمى التيفوئيد وقمل الرأس.

 

وفي دراسة نشرها موقع "ويلز أونلاين للصيادلة" نقلاً عن شركة بوتس البريطانية الرائدة في مجال الصحة كلير نيفينسون، جاء فيها "خطوات يمكن للأهل تنفيذها لمساعدة أطفالهم على درء الأمراض هذا الشتاء، وتبدأ بتعليم الأطفال النظافة الشخصية"، مؤكدة "ضرورة تعليم الأطفال غسل أيديهم بالماء الدافئ والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل".

 

وتشير الدراسة، إلى أن "استخدام المناديل عند السعال أو العطس من أهم الدروس التي يحتاج الأطفال إلى تعلمها لحماية أنفسهم والآخرين، وأن الطفل يميل إلى تقليد السلوك المحيطة به، لذا إذا رآك تغسل يديك وتغطي فمك عند العطس أو السعال، فقد يساعد هذا على اكتساب عادات إيجابية".

 

سبع نصائح لحماية الطلبة

 

وعن النصائح التي يقدمها إلى العائلات للحد من انتشار تلك الأمراض بين الطلبة، يوضح الطبيب علي حليم، أن هناك سبع طرق تعمل على التقليل من انتشار الأمراض وحماية الأطفال أبرزها:

 

أولاً: الحصول على اللقاحات اللازمة حسب جدول التطعيمات الوطني، والتأكد من إكمال الجرعات الأساسية مثل (لقاح الأنفلونزا، ولقاح الحصبة، ولقاح النكاف).

 

ثانياً: النظافة الشخصية حيث من الضروري أن يعتاد الطفل على الاهتمام بنظافته الشخصية وغسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام وبعد ملامسة أي سطح في المدرسة، مع تحذيره من وضع يديه على وجهه لمنع انتقال أي عدوى إليه. 

 

ثالثاً: نظافة الشعر حيث يجب الاهتمام بنظافة شعر الأطفال لوقايتهم من قمل الرأس، ويفضل ربط شعر الأطفال حتى لا يسهل انتقال الحشرات من شعر لآخر.

 

رابعاً: تناول الغذاء الصحي، حيث يلعب الغذاء الصحي المتوازن وشرب الماء دوراً كبيراً في الوقاية من الأمراض المختلفة، إذ يعزز صحة الجهاز المناعي ووظائفه في محاربة العدوى.

 

خامساً: ممارسة الرياضة وهي من الأمور المهمة للحفاظ على صحة الطفل ووقايته من الأمراض.

 

سادساً: عدم مشاركة الأدوات الشخصية إذ أنها من الأمور المهمة التي يجب تحذير الطفل منها، فهذا يمكن أن يعرضه للإصابة بالأمراض المعدية.

 

سابعاً: عدم تناول المأكولات والمشروبات من البائعة المتجولين أو المطاعم غير المرخصة وغير النظيفة.

 

في ظل أزمة الأمراض، وجهت لجنة التربية النيابية، باتخاذ إجراءات صارمة لحماية طلبة المدارس مع الحديث عن احتمال وصول فيروس "جدري القردة" إلى العراق، مخاطبة وزارة التربية بكتاب يتضمن خططاً استباقية لمواجهة أي تطورات صحية قد تؤثر في العام الدراسي.

 

واقترحت اللجنة أن يكون الدوام على مراحل صباحية ومسائية وتقسيم الطلبة لتقليل الأعداد، منوهاً إلى أن هذا الخيار أفضل من الإغلاق، خاصة في المدارس ذات الأعداد الكبيرة.

 

وفي وقت، أصدرت وزارة الصحة الشهر الماضي، بياناً أكدت فيه عدم رصد أي حالة إصابة بفيروس جدري القردة في العراق، مبينة أنها اتخذت كافة الإجراءات والاستعدادات اللازمة لتعزيز جهود رصد الحالات الوبائية والحد من انتشار المرض وتفشيه.

 

واقع المدارس في العراق

 

ويملك العراق حسب التقديرات غير الرسمية، 28 ألف و164 مدرسة منها ألف و244 روضة أطفال و17 ألف و945 مدرسة ابتدائية و8 آلاف و612 مدرسة للمرحلة الثانوية والمتوسطة، فضلاً عن وجود 316 مدرسة مهنية و47 معهداً للفنون الجميلة.

 

في المقابل، يقول الباحث التربوي، حيدر البياتي، لـ "الجبال"، إن "الواقع التربوي في العراق ما بعد العام 2003 بدأ بالتراجع بشكل متسارع"، مبيناً أن "سبب هذا التراجع جاء على خلفية أسباب عديدة أبرزها افتتاح مدارس أهلية بشكل كبير وغير مدروس خصوصاً وأن غالبيتها هي عبارة عن مشروع تجاري لجني الأموال".

 

ووفقاً لحديث البياتي، فإن أغلب البنى التحتية للمدارس مثل (الرحلات والمروحات السقفية إلى كهربائيات)، متهالكة وقديمة الأمر الذي يجعل المدرسة بيئة غير مناسبة للطلبة، فيما أشار إلى أن المدارس في عموم العراق بدأت تستوعب زيادة غير مسبوقة في أعداد الطلبة ضمن الصف الواحد.

 

ويضيف البياتي، أن "العراق يشهد توسعاً سكانياً، مقابل عدم وجود توسع عمراني خصوصاً في قطاع التربية، لذا نرى أن طالب واحد مريض قادر على نقل العدوى إلى جميع الطلبة، كون هناك عشرات الطلبة يدرسون ويجلسون في صف صغير واحد".

 

دائماً ما نرى انتشار الأمراض بأعداد هائلة في المدارس الحكومية على عكس المدارس الأهلية التي تحتوي صفوفها على طلبة بأعداد أقل، بحسب البياتي، فيما داعا وزارة التربية والجهات المعنية إلى القضاء على ظاهرة الاكتظاظ في المدارس بأسرع وقت كونه يهدد حياة وصحة الطلبة.

 

ويقول المتحدث باسم وزارة التربية، كريم السيد، إن "العام الدراسي الجديد سيكون عاماً استثنائياً، فقد بدأت الاستعدادات والتحضيرات في وقت مبكر، ولا يوجد أي نقص في الكتب المدرسية".

 

وحسب حديث السيد، فإن العراق شهد توقفاً دام أعواماً في عجلة بناء الأبنية المدرسية، لكن العقد الصيني والجهود والمبادرات الحكومية تتضمن 8 آلاف مدرسة جديدة، مبيناً أن الوزارة عمدت إلى خطوة نوعية ولأسباب إنسانية بتأسيس مدارس للأشخاص ذوي الإعاقة مع العلم أن الوزارة لا علاقة لها بذوي الهمم وأنها تتعامل مع الأطفال الأسوياء، لكنها شرعت في هذا الملف.

رامي الصالحي صحفي

نُشرت في الأحد 22 سبتمبر 2024 09:00 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.