أفاد الناشط المدني المعتصم هشام السومري بأن، مجهولين يستقلان دراجة نارية، أطلقا وابلاً من الرصاص باتجاه خيمة اعتصام أم سجاد العراقي بعد منتصف ليل السبت.
وأشار في حديثه لـ"جبال"، اليوم السبت، إلى أن "عدد الطلقات بلغ حوالي 15 طلقة ولحسن الحظ، لم تقع إصابات بشرية نتيجة الهجوم، حيث كانت أم سجاد قد غادرت الخيمة قبل وقوع الحادث بساعات قليلة".
ولفت إلى أن هذا تصعيد خطير يهدف إلى الترهيب وإسكات الصوت، وقد تقدم المعتصمون بشكوى رسمية إلى السلطات المختصة، وطالبوا بفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة.
وأقدمت أم سجاد العراقي على نصب خيمة أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار، منذ يوم الأربعاء الماضي، للمطالبة بالكشف عن مصير ابنها سجاد المختطف منذ عام 2020 ولم يعرف مصيره حتى الآن.
ويأتي الهجوم المسلّح، ضمن سبل الضغط المتبعة ضد المتاظهرين المحتجين في العراق، والتي مورست من قبل ضد ناشطين ومواطنين مدنيين إبان احتجاجت تشرين وبعد ذلك، إلى جانب الضرب والاعتقال والإخفاء.
واختطف الناشط المدني "سجاد العراقي، أحد أبرز الناشطين في احتجاجات الناصرية، في 20 أيلول 2020، على يد مجموعة مسلحة تتألف من 6 أشخاص مدججين بالسلاح.
استوقفت المجموعة سجاد وأصدقاءه في أحد شوارع الناصرية، وطالبتهم بإخراجه بهدوء دون إحداث أي ردة فعل، وفي حين تعرف أحد رفاق سجاد من التعرف على أحد المسلحين ورفض تسليمه، أطلقت المجموعة النار عليه وأخذت سجاد ولاذت بالفرار.
بدأ سجاد نشاطه الاحتجاجي مع مجموعته عام 2011، واشترك بجميع المظاهرات التي نظمها مع مجموعته خلال تلك السنوات، انشغل بفتح ملفات "خطيرة" للفساد داخل المحافظة وخارجها تطال مسؤولين كبار بالدولة، وقد تعرض سابقاً لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت خيمته في ساحة الحبوبي إبان الاحتجاجات. ولم يعرف مصيره منذ ذلك الحين إلى الآن.
و"تلقت أسرة العراقي تهديدات خلال سعيها إلى إظهار الحقيقة ونيل العدالة. وفي 22 آذار 2023، أصدرت محكمة جنايات ذي قار حكماً غيابياً بالإعدام على شخصين أُدينا باختطاف سجاد العراقي، ولكن لم يقبض عليهما"، حسب منظمة العفو الدولية التي رأت بدورها أنه "يتعيَّن على السلطات العراقية أن تُفصح عن مصير سجاد العراقي ومكان وجوده، وأن تضمن حماية أسرته من الأعمال الانتقامية، وأن تحاسب كل من تثبت مسؤوليته عن اختطافه في محاكمات عادلة دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام".