رغم جهود حثيثة لمواجهة المخاطر، يواصل "طريق الموت" الرابط بين بغداد وكركوك حصد الأرواح، في فواجع بشرية يشهدها يومياً جراء الحوادث المرورية التي تخلّف عشرات الضحايا والمصابين.
يسمّي العراقيون الطريق الواصل بين العاصمة بغداد وكركوك، والمار بمحافظة ديالى، بـ"طريق الموت"، نسبة لخطورته وعدد الحوادث المرورية الواقعة فيه.
وأكد مدير ناحية "جديدة الشط" في محافظة ديالى، حسين الخزرجي، في حديث لمنصة "الجبال"، أن نسبة الحوادث المرورية في ديالى ارتفعت أكثر من 38% مقارنة بالسنوات السابقة، بمعدل يتراوح بين 2 إلى 4 حوادث يومياً. وأرجع الخزرجي أسباب هذه الحوادث إلى "قرب المناطق السكنية من الطريق الرئيس الذي يعد ممراً استراتيجياً للقوافل التجارية بين الشمال والجنوب، بالإضافة إلى عدم وجود طريق خدمي لتفادي الحوادث المباغتة".
فيما أشار الإعلامي علي الخيام في ديالى إلى أعمال تطوير وصيانة شهدها الطريق المذكور، وقال للجبال إن "الطريق لم يكن سبباً رئيساً في تصاعد الحوادث، بل إن مخالفات الأنظمة المرورية، كالسرعة المفرطة واستخدام الهواتف أثناء القيادة، هي ما تسببت بتلك الحوادث المأساوية".
تختلف أشكال الحوادث لكن الحصيلة واحدة، ضحايا بشرية وخسائر مادية.
وبهذا الخصوص، صرح مدير طرق وجسور ديالى، علي هيلان، للجبال بأن جميع الحوادث المرورية تتمثل في تصادم سيارات وليس بحوادث دهس للمشاة، معلناً إعداد كشوفات لإنشاء 10 جسور لعبور المشاة ضمن خطة موازنة 2025. ودعا هيلان مديرية المرور إلى نصب رادارات لتحديد سرعة السير والحد من حوادث الاصطدامات.
وتحصد الحوادث المرورية آلاف الأرواح سنوياً في ديالى ومحافظات أخرى.
في حديث خاص لـ"الجبال"، قال مدير إعلام صحة ديالى، فارس خضير العزاوي، إن المحافظة تسجل آلاف الحوادث المرورية سنوياً بحصيلة ضحايا ومصابين تتجاوز الآلاف أيضاً، مشيراً إلى أن مستشفيات ديالى تستقبل شهرياً أكثر من 30 ضحية ومئات الجرحى جراء حوادث السير.
وكشف العزاوي عن إحصائية لضحايا ومصابي طريق بغداد - كركوك لفترة (الأول من كانون الثاني 2025 لغاية نهاية آب الماضي)، مبيناً أن الحصيلة بلغت 17 ضحية و65 مصاباً.
وعلى إثر ارتفاع وتيرة الحوادث، أعلنت مديرية مرور ديالى مؤخراً البدء بنصب رادارات على الطرق الخارجية للمحافظة ضمن حملة للحد من الحوادث المرورية ومحاسبة المخالفين، ومن أبرز المخالفات المشمولة: "تجاوز السرعة (أكثر من 100 كم/ساعة)، استخدام الهاتف أثناء القيادة، والسير عكس الاتجاه".