قُتل أربعة أشخاص "على الأقلّ"، بينهم ثلاثة من عناصر الجيش، في سوريا، بقصف إسرائيلي استهدف الثلاثاء موقعين، أحدهما قرب العاصمة والثاني في جنوب البلاد، وفق مصادر رسمية في البلاد.
ونقلت فرانس برس عن مسؤول في وزارة الدفاع السورية، قوله إن "طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت أحد المساكن العسكرية التابعة للفرقة 44 في منطقة (الحرجلي) في ناحية الكسوة بريف دمشق الغربي ما أدّى لسقوط 3 ضحايا من عناصر الفرقة".
وجاءت هذه الغارة بعيد ساعات على إعلان وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" عن "استشهاد شاب جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في قرية (طرنجة) بريف القنيطرة الشمالي".
من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ القصف الإسرائيلي أوقع سبعة قتلى، ستة منهم قرب العاصمة دمشق.
وقال المرصد إن الكيان الإسرائيلي استهدف موقعاً عسكرياً للفرقة 44 في محيط الكسوة بريف دمشق الجنوبي الغربي، قرب الطريق المؤدّي إلى مدينة السويداء بضربتين وليس بضربة واحدة، مشيراً إلى أن مسيّرة إسرائيلية استهدفت الموقع بضربة أولى وعندما هرع مسعفون من الفرقة نفسها لتفقد الموقع المستهدف أصابتهم ضربة ثانية مما أوقع ستة قتلى وثلاثة جرحى، جميعهم من الفرقة 44.
ومنذ إطاحة حكم بشار الأسد في الثامن من كانون الأول 2024، شنّت إسرائيل مئات الضربات على مواقع عسكرية في سوريا، مبررة ذلك برغبتها في الحؤول دون وقوع الترسانة العسكرية في أيدي السلطات الجديدة.
وتوغّل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي يحنلة الكيان من الهضبة السورية.
وتتقدم قوات إسرائيلية بين الحين والآخر الى مناطق في عمق الجنوب السوري.
والثلاثاء، دانت وزارة الخارجية السورية في بيان "الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة" واستنكرت توغّل القوات الإسرائيلية في بلدة في ريف القنيطرة، مندّدة بشنّ القوات الإسرائيلية "حملات اعتقال بحقّ المدنيين وإعلانها الاستمرار في التمركز غير المشروع في قمة جبل الشيخ والمنطقة العازلة".
واعتبرت الوزارة أنّ "هذه الممارسات العدوانية تمثل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن في المنطقة".
وطالبت كذلك "المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن بالتحرك العاجل لوضع حدّ لهذه الانتهاكات المستمرة".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد الماضي أنّ قوات تابعة له أجرت الأسبوع الماضي أنشطة ليلية عدة في جنوب سوريا بهدف البحث عن أسلحة ومشتبه بهم.
وأكدت إسرائيل أنّ قواتها عثرت على مخازن ضمت صواريخ وعبوات ناسفة وبنادق رشاشة وكميات كبيرة من الذخيرة، وقامت بمصادرتها.
ودانت الثلاثاء كل من الرياض والدوحة في بيانين منفصلين التوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
فيما يؤكد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع منذ توليه الحكم أنّ سوريا لا ترغب بتصعيد مع جيرانها، وقد دعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.
ويخوض الطرفان مفاوضات مباشرة، في محاولة لخفض التصعيد. وتقول السلطات السورية أن النقاشات تجري "بوساطة أميركية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها".