مسؤول ملف المختطفين الأيزيديين يكشف عن أكبر المعوقات لتحرير ضحايا داعش بسنجار

5 قراءة دقيقة
مسؤول ملف المختطفين الأيزيديين يكشف عن أكبر المعوقات لتحرير ضحايا داعش بسنجار نازحون أيزيديون

حدد مكان تواجد المختطَفين

صرح مستشار رئاسة إقليم كوردستان والمسؤول بمكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين التابع لحكومة الإقليم، خيري بوزاني، باستمرار المساعي لإيجاد المفقودين الأيزيديين وتحرير المختطفين منهم، كاشفاً عن أكبر المعوقات أمامهم.

 

بوزاني خلال مشاركته في مؤتمر بعنوان "المؤتمر الدولي للتطهير العرقي والجرائم ضد الانسانية" الذي ناقش الاستجابة الدولية لإبادة الأيزيديين، نظّم من قبل مكتب منسق التوصيات الدولية التابع لحكومة إقليم كوردستان بالتعاون مع جامعة صلاح الدين ومنظمات "Northern Justice Watch" و"Green Desert" و"Raba"، في أربيل، الإثنين (16 أيلول 2024)، وحضرته "الجبال"، قال: "نسمع يومياً عن عشرات الحالات لاختطاف مؤثرين وناشطين وصحفيين حول العالم، لاستخدامهم كرهائن، والتأثير بهم على حكومات بلدانهم"، مستدركاً بأن "الأيزيديين الذين اختطفوا على يد داعش، كانوا مدنيين وأناس اعتياديين، يعيشون حياة طبيعية في مناطقهم بسنجار"، مشيراً إلى أن "تحرير المختطفين والبحث عن المفقودين يجري عادة بتنسيق عال بين الحكومات والدول وبأساليب مختلفة"، موجهاً شكره لجميع الدول التي تسعى إلى تحرير أي مختطف على الأرض.

 

واستشهد بوزاني، بحادثة اختطاف جندي أميركي في أفغانستان على يد طالبان، عام 2014، واستنفار الولايات المتحدة الأميركية بأجهزتها الأمنية والاستخبارية سعياً لاستعادة مواطنها، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تمكنت من تحرير الجندي من يد طالبان، بعد تواصلها مع مجموعة داخل أفغانستان لقاء مبلغ 300 مليون دولار".

 

وفي آب 2014، أي قبل 10 أعوام كاملة، اجتاح تنظيم داعش قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، ونفذ حملة إبادة جماعية ضد سكان القضاء (الأيزيديين)، وشملت الحملة عمليات قتل وخطف وتهجير وتدمير أماكنهم الدينية والثقافية. إذ اختطف عناصر التنظيم ما بين 6 إلى 7 آلاف شخص منهم، نساء ورجال وأطفال.

 

غياب الدعم الدولي

 

أبدى بوزاني أسفه لعدم استجابة الدول حول العالم لملف المختطفين الأيزيديين، خلال عشر سنوات، مؤكداً مخاطبة جهات رسمية عراقية ودولية طلباً للدعم والمساعدة في إيجاد المفقودين والتحقق من حالاتهم، لكن طلباتهم لم تلق استجابة من أي طرف.

 

قال بوزاني: "لا توجد دولة على وجه الأرض تقدم الدعم أو تبدي الاهتمام بالتوصل إلى مصير 3417 مفقوداً أيزيدياً، جميعهم أشخاص مدنيين اعتياديين لا يحملون أي صفة سياسية أو دبلوماسية"، مؤكداً: "لا توجد دولة في العالم، بدءاً من بغداد إلى أكبر عاصمة في العالم، شاركت في تحرير المختطفين الأيزيديين أو العثور على المفقودين منهم"، و "أنا مسؤول عن كلامي هذا".

 

وأشارالمسؤول في مكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين، إلى أنهم توجهوا إلى بغداد لبحث ملف المختطفين الأيزيديين مع الحكومة عام 2014، وأنهم اجتمعوا مع رئيس البرلمان وكان يشغل المنصب حينها (سليم الجبوري)، قدموا له ملفاً يحتوي أسماء آلاف المفقودين، لغرض مساعدتهم في البحث عنهم وإيجادهم، لكن "الوفد لم يلق أذاناً صاغية"، و"الحال مماثل بالنسبة للحكومات العراقية اللاحقة".

 

ذكر بوزاني "شعرت بالأسى حينها، لأن قضية بهذا الحجم وهذا العدد من الناس لم يكن لهما أي أهمية في ذلك الاجتماع. وقتها قام نيجيرفان بارزاني الذي كان رئيساً لوزراء إقليم كوردستان بأخذ المهمّة على عاتقه، وأنشأ مكتباً خاصاً لمتابعة قضية المختطفين الأيزيديين وتحريرهم".

 

وفي تشرين الأول 2014، وجّه رئيس حكومة إقليم كوردستان، بإنشاء "مكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين"، الذي أخذ على عاتقه مهمّة إنقاذ الأيزيديين المختطفين لدى تنظيم داعش.

 

أكثر من 2500 مفقود حتى الآن

 

وكشف بوزاني خلال حديثه عن آخر إحصائية للمكتب حول المختطفين، مشيراً إلى وجود الآلاف لا يزالون بعداد المفقودين.

 

أوضح بوزاني أنه "تم تحرير 3581 مختطفاً أيزيدياً حتى الآن، أكثر من 83% منهم حرّروا بواسطة مكتبنا، والباقي عبر قنوات أخرى مثل بيت الأيزيديين في قامشلو بشمال شرق سوريا، واثنان آخران من قبل الحكومة العراقية عبر جهاز المخابرات ولم يتم تأكيد ذلك حتى الآن. فيما لا يزال ألفان و500 مئة وبضع وتسعون شخصاً في عداد المفقودين"، حسب قوله.

 

يذكر أن دولاً كثيرة، وفي مقدمتها الغربية، أبدت رفضها لتمويل عمليات البحث عن المفقودين الأيزيديين وتحريرهم، خوفاً من استغلال تلك الأموال في "تمويل تنظيم داعش ونشاطه" حسب رؤيتها.

 

مخيم الهول معقل رئيس

 

وأكد بوزاني أنه "يخطر للبعض أن هؤلاء الأشخاص مفقودون، في حين من السهل التعرف على أماكنهم، غالبية هؤلاء مقيمون الآن في مخيم الهول، والمخيم خاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية". وأردف: "عدّة مرات تواصلنا عبر القادة ووسائل الإعلام وبشكل مباشر أيضاً مع الإدارة الذاتية، قام بعض الأصدقاء بزيارة المنطقة (الحسكة) وأوصلنا للمسؤولين هناك أن قضيتنا ليست سياسية ولا دينية ولا حتى اجتماعية، بل هي قضية إنسانية، هؤلاء أناس، خاضعون لسيطرتكم، تحت سيطرة قسد، أفسحوا لنا المجال لأخذهم"، مبيناً أنه "تواصلنا معهم بشكل مباشر وغير مباشر لكنهم لم يستجيبوا لمطلبنا".

لافا عثمان

نُشرت في الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 12:00 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.