كشف المختص في شؤون الطاقة عباس الشطري، اليوم الثلاثاء، عن أسباب انهيار منظومة الكهرباء الوطنية في العراق خلال الساعات الأخيرة، فضلاً عن الحديث بالحلول لـ"منع تكرار هكذا عملية انهيار خلال الفترة المقبلة".
وقال الشطري، لـ"الجبال"، إنه "شهدت منظومة الكهرباء الوطنية في العراق، أمس الاثنين، انهياراً شبه كامل نتيجة خروج عدد من خطوط النقل الرئيسة عن الخدمة بشكل مفاجئ، مما أدى إلى فقدان أكثر من 6 آلاف ميغاواط من القدرة المنتجة، وانقطاع التيار عن أغلب المحافظات".
والسبب المباشر ـ والكلام للشطري ـ يعود إلى "الأحمال الزائدة على الشبكة، والتي تفاقمت بفعل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، والتي تجاوزت 50 درجة مئوية في بعض المناطق، إضافة إلى زيادة الطلب الاستثنائية الناتجة عن التوافد المليوني للزوار إلى كربلاء، وهذا الضغط المفرط على الشبكة أدى إلى فصل خطوط النقل عالية الجهد وتعطيل عدد من محطات التوليد".
وأضاف أنه "كما لا يمكن استبعاد وجود عوامل أخرى، من بينها احتمال تعرض بعض الخطوط لأعمال تخريبية، وهو ما يجري التحقيق بشأنه حالياً، وما حدث يؤكد الحاجة الماسة إلى تطوير البنية التحتية لشبكة الكهرباء، وتوسيع قدرات النقل والتوزيع، إلى جانب اعتماد أنظمة ذكية لإدارة الأحمال وترشيد الاستهلاك، خاصة في فترات الذروة، كما يجب تعزيز مصادر الطاقة البديلة لضمان استقرار الإمداد الكهربائي وتقليل الاعتماد على المنظومة التقليدية فقط".
وبالنسبة للشطري، فإن "الحلول، لمنع تكرار هكذا عمليات انهيار لمنظومة الكهرباء تتطلب إرادة وإجراءات عملية عاجلة، أبرزها؛ تحديث البنية التحتية للنقل والتوزيع بزيادة سعة الخطوط وإنشاء مسارات بديلة، إضافة إلى تطبيق منظومة إدارة أحمال ذكية للتحكم الفوري في التوزيع ومنع الانهيار الكلي، مع تنويع مصادر الطاقة عبر دمج الطاقة الشمسية والغازية مع التقليدية لتخفيف الضغط عن الشبكة، إضافة إلى خطة وطنية لترشيد الاستهلاك في فترات الذروة عبر تسعيرة تصاعدية أو برامج تحفيزية".
وختم المختص في شؤون الطاقة حديثه بالقول إن "استمرار العمل بالمنظومة الحالية دون إصلاح شامل سيجعلنا أمام تكرار هذا المشهد في كل صيف أو عند أي طارئ، ما لم يتم التعامل مع الكهرباء كأولوية استراتيجية للأمن الوطني".
وفي وقت سابق، حصلت "الجبال"، على وثيقة صادرة عن وزير الكهرباء، زياد علي فاضل، تضمنت توجيهاً بفتح تحقيق في الإطفاء الشامل لمنظومة الطاقة.
واللجنة برئاسة وعضوية ثلاثة مسؤولين في الوزارة، "تتولى إجراء التحقيق بحادث الانطفاء التام ليوم الاثنين 11 آب الجاري".
وكان المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى، قال إن استقرار المنظومة الكهربائية سيعود خلال ساعات بعد انقطاع تام أثر على معظم المناطق في العراق.
وذكر موسى في تصريح تابعته "الجبال"، أن "حمولة بابل وكربلاء وصلت إلى أكثر من 6 آلاف"، بينما "المخطط لها أكثر من 3 آلاف ميغا واط".
وأشار إلى "عارض فني مفاجئ حدث بسبب زيادة الأحمال في كربلاء وبابل بأكثر من 6 آلاف ميغا واط"، مؤكداً أنه "خلال ساعات سيعود استقرار المنظومة الكهربائية".
وفي السياق، أعلنت وزارة الكهرباء، إعادة تجهيز الأطواق الثلاثة في كربلاء وطرق الزائرين بالطاقة الكهربائية بشكل مستقر".
وقبل ذلك، قالت وزارة الكهرباء إن "وزير الكهرباء والملاك المتقدم أشرفوا من مركز السيطرة الوطني على إعادة المنظومة الكهربائية إلى وضعها الطبيعي".