وصف الخبير الأمني أحمد الشريفي، الاثنين 11 آب 2025، الاتفاقية التي أبرمت بين العراق وإيران برعاية رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بأنها "ستغضب" الولايات المتحدة الأميركية، وتحرج الحكومة العراقية.
وقال الشريفي في حوار متلفز تابعته "الجبال"، إن "هناك صراعاً ممكن أن نصفه بصراع بحث عن الحجوم والأدوار الدولية بعد حرب الـ12 يوماً، وذلك في ظل متغير نظام إقليمي جديد على مستوى الشرق الأوسط. نشاط لاريجاني باتجاه العراق ثم لبنان، تزامن مع نشاط أميركي تمثل بزيارة الأردن وسوريا، تمهيداً لتسوية ملفات تتعلق بالبعد الإقليمي، فضلاً عن زيارة مرتقبة بين السعودية والأردن، وهذه الزيارات ليست عابرة بل استحقاق لمرحلة انتقالية".
وأضاف معلقاً على زيارة لاريجاني إلى العراق، أن "لاريجاني شخصية تتعلق بالسياسة العليا لإيران، وهو صاحب نظرية أم القرى وهي نظرية استعارها من المفكر القومي عبدالرحمن الكواكبي".
وأكمل، "هناك مساع إسرائيلية على احتلال غزّة، وإذا حسم الأمر عبر الهدنة أو الاحتلال المباشر، فستكون هناك ضربة محتملة، وربما يعود الصراع بين إيران وإسرائيل، ما يدفع إيران إلى تفعيل مبدأ وحدة الساحات، وهي تركز الآن على الجبهة العراقية وكتائب حزب الله والفصائل العراقية من جهة، ولبنان وحزب الله من جهة أخرى، وهذا استحقاق لجولة صراع قادمة قد تكون عبر ضغوط اقتصادية كما وعدت أوروبا عبر تفعيل العقوبات الشديدة على إيران، أو عبر جولة صِدام مباشر عسكري بين إيران وإسرائيل، ولا يخلو من الدعم الأميركي".
وتابع: "تمثل الجغرافيا العراقية لدى إيران، امتداداً للجغرافيا السورية وصولاً إلى فلسطين، وهناك بوادر انهيار لمنظومة التحالف الذي تراهن عليه إيران سواء بين الحكومة العراقية والفصائل، أو ربما تتعلق بمخرجات العملية الانتخابية التي تنذر بانحسار وتراجع كبير جداً لرصيد الإسلام السياسي الشيعي ودور الفصائل وتأثيرها وقاعدتها الجماهيرية، لذلك ترى إيران أن مسألة انحسار الحلفاء على مستوى التأثير في الانتخابات، سيمهّد لعزل جغرافي عن سوريا ولبنان وفلسطين، وهذه المسألة تعدّ من المحاذير للسياسية الإيرانية العليا، وتحاول طهران معالجة حدوث مثل هكذا معادلة".
ولفت إلى أن "الاتفاقية التي أبرمت مع إيران، ستغضب الولايات المتحدة، وتحرج الحكومة. كيف يكون العراق حليفاً مع إيران وأميركا في ذات الوقت، وهما يعتبران تهديداً لبعضهما الآخر".
وبيّن الشريفي، أن "الوقوف في المنتصف بالنسبة للعراق، غير منطقي، ويجب أن يكون حليفاً لإيران أو أميركا. ما الضامن أن لا يتحول العراق إلى ساحة صراع وتصفية حسابات؟. نحتاج إلى إرادة مستقلة تضع حداً للنفوذ الإيراني والأميركي، بما يطلق عليه بالمصلحة العليا للعراق".
وختم بالقول، إن "مسألة الجمع بين النقيضين (إيران وأميركا)، غير مجدية، والوقوف في المنتصف لا يعدو كونه يأتي في أطر المجاملة".
وفي وقت سابق اليوم، استقبل رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني والوفد المرافق له.
ووفق بيان حكومي تلقت "الجبال"، نسخة منه، فإن السوداني أكد خلال اللقاء "سعي العراق الحثيث إلى تطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتعزيز الشراكات المثمرة في مختلف الصعد والمجالات، وبما يصب في مصلحة الشعبين العراقي والايراني".
وجدد السوداني الإشارة إلى "موقف العراق المبدئي والثابت إزاء رفض العدوان الصهيوني على إيران، وكل ما يؤدي إلى تصعيد الصراعات على المستوى الإقليمي والدولي، وتأييد العراق للحوار الأميركي الإيراني".
كما رعى السوداني "توقيع مذكرة تفاهم أمنية مشتركة بين مستشار الأمن القومي العراقي، ولاريجاني تتعلق بالتنسيق الأمني للحدود المشتركة بين البلدين".