أكد السكرتير العام للتحالف المسيحي في العراق وكوردستان، آنو جوهر، أن لا عدالة في العراق دون تمكن سائر مكوناته بمن فيهم (المسيحيون والأيزيديون) من إدارة مناطقهم بأنفسهم، دون "واقع عسكري وأمني مشوّه تفرضه فصائل مسلحة تستغلّ الموارد لصالحها"، مشيراً أن "الأيزيديين والمسيحيين لم يعودوا يحتملوا أي اضطهاد وأي أجندة غريبة".
جاء ذلك في بيان صدر عن التحالف المسيحي، هنّاً فيه جوهر الأيزيديين، اليوم السبت 2 آب 2025، بمناسبة حلول عيد "مربعانية الصيف" لديهم، حيث يتزامن العيد هذا العام مع الذكرى الـ11 للإبادة الأيزيدية على يد تنظيم داعش.
وقال جوهر في البيان: "لقد دفع الأيزيديون، ومعهم المسيحيون وسائر المكونات، ثمناً باهظاً من دمائهم وكرامتهم"، مستدركاً بأن "معاناة الأيزيديين فاقت ما يحتمله الضمير البشري؛ وما زالت آلاف العوائل تنتظر مصير بناتها وأبنائها المختطفين، وما زالت العدالة بعيدة عن ساحات الإنصاف الدولي".
وأكد جوهر دعمه لأبناء الطائفة الأيزيدية وعودتهم إلى مناطقهم في سنجار وسهل نينوى، "عودة تتوج بالكرامة الوطنية والعدالة الإنسانية والمساواة، عودة النازحين إلى ديارهم بعد تعميرها وإبعاد الفصائل المسلحة التي لا تنتمي اليها منها"، منوّهاً أنه "لا عدالة دون أن يكون الأيزيديون والمسيحيون هم من يقومون بإدارة مناطقهم بأنفسهم، دون واقع عسكري وأمني مشوه تفرضه فصائل مسلحة لا تنتمي للمنطقة ولا يحق لها أن تستغل موارد المنطقة لصالحها من خلال مكاتب اقتصادية وأخرى أمنية وسياسية"، وأنه "لم يعد لا الأيزيديون ولا المسيحيون يحتملون أي اضطهاد وأي أجندة غريبة وأي واقع يفرض علينا عنوة".
فيما يلي نص تهنئة التحالف المسيحي في العراق وكوردستان للأيزيديين بمناسبة عيد "مربعانية الصيف":
"إلى سمو الأمير الجليل حازم تحسين علي بك، أمير الإيزيديين في العراق والعالم، وإلى أصحاب المقامات السامية في المجلس الروحاني الأيزيدي الموقّر، وإلى جميع أخواتنا وإخواننا الأيزيديين الأحباء في كل مكان، تحية من القلب، مفعمة بالمحبة والاحترام والتقدير العميق، بمناسبة عيد (چلێ هاڤينێ – مربعانية الصيف)، يسرني، باسمي وباسم التحالف المسيحي في العراق وكوردستان، أن أتوجه إليكم بأصدق التهاني وأطيب التمنيات، راجياً من الله العلي القدير أن يعيده عليكم وعلى جميع أبناء شعبنا بالسلام والطمأنينة والبركة، وقد عادت البسمة إلى قراكم ومدنكم، وعاد النازحون إلى ديارهم، وارتفع صوت العدالة فوق ركام الألم والخذلان.
لقد جمعتنا معاً، نحن المسيحيين والأيزيديين، أرض واحدة، وتاريخ مشترك، ومصير لا يتجزأ. واكتوت أرواحنا بنيران ذات الحروب والمآسي، من حملات الإبادة القديمة إلى غزوة داعش الظلامية، التي لم تفرّق في وحشيتها بين كنيسة ومعبد، ولا بين مسيحي وأيزيدي.
صرخات الأمهات، ودموع المفقودين والفاقدين، والدمار والتهجير الذي عم سهل نينوى والمقابر الجماعية التي غطت سنجار وسهلها، كلها تشهد على وحدة الوجع والمصير.
وفيما نحتفي اليوم بعيد (چلێ هاڤينێ) وما يحمله من دلالات دينية وتاريخية عريقة، لا يمكن أن نغفل أن هذا العيد يتزامن مع ذكرى أليمة تهز الضمير الإنساني: الذكرى الحادية عشرة للإبادة الأيزيدية على يد تنظيم داعش الإرهابي.
في هذا اليوم، نُجدد الحزن ونثبت الذكرى ونرسخ فعل التذكر، لا لنغرق فيه، بل لنُحيله إلى إصرار أشد، وعهد أقوى: ألا تتكرر هذه المآسي، وألا تمرّ الجرائم الكبرى دون حساب وعدالة.
لقد دفع الأيزيديون، ومعهم المسيحيون وسائر المكونات، ثمناً باهظاً من دمائهم وكرامتهم، لكن معاناة الأيزيديين فاقت ما يحتمله الضمير البشري؛ وما زالت آلاف العوائل تنتظر مصير بناتها و أبنائها المختطفين، وما زالت العدالة بعيدة عن ساحات الإنصاف الدولي.
نعم للعودة إلى سنجار وسهل نينوى، عودة تتوج بالكرامة الوطنية والعدالة الإنسانية والمساواة، عودة النازحين إلى ديارهم بعد تعميرها وإبعاد الفصائل المسلحة التي لا تنتمي اليها منها، فلا عدالة دون ان يكون الأيزيديون والمسيحيون هم من يقومون بإدارة مناطقهم بأنفسهم، دون واقع عسكري وأمني مشوه تفرضه فصائل مسلحة لا تنتمي للمنطقة ولا يحق لها أن تستغل موارد المنطقة لصالحها من خلال مكاتب اقتصادية وأخرى أمنية وسياسية، فلم يعد لا الأيزيديون ولا المسيحيون يحتملون أي اضطهاد وأي اجندة غريبة وأي واقع يفرض علينا عنوة.
أيها الأحبة، إننا في التحالف المسيحي نُجدّد اليوم التزامنا العميق والثابت، بأن نكون صوتاً لكم، ومعكم، في كل المحافل، داخل الوطن وخارجه. نُؤمن بأن حقوقكم ليست منّة، بل استحقاق أصيل، وأن العدالة لا تتجزأ، ولا تُصاغ وفق ميزان المصالح. سنبقى أوفياء للقضية الأيزيدية كما للقضية المسيحية، لأننا نؤمن أن مستقبل هذا الوطن لا يُبنى إلا على قاعدة العدالة والاعتراف الكامل بحقوق المكونات الأصيلة دستوريا وإنسانياً.
كل عام وأنتم بألف خير، وكل مربعانية صيف وأنتم أشد صلابة وأكثر تجذراً في أرضكم، سائلين الرب أن يُنزل سكينته على أرواح شهدائنا، وأن يُعيد المختطفين إلى ذويهم، وأن يُنبت من رماد المأساة أملًا لا يخبو، ونوراً لا يُطفأ.
ولتظل أعيادكم، رغم الألم، شعلةً حية للسلام والكرامة والهوية.
أخوكم، آنو جوهر عبدوكا
السكرتير العام للتحالف المسيحي في العراق وكوردستان
آب 2025".