التفاصيل الكاملة لزيارة بزشكيان إلى بغداد.. مذكرات تفاهم وتأكيد على رفض "توسع الصراع"

5 قراءة دقيقة
التفاصيل الكاملة لزيارة بزشكيان إلى بغداد.. مذكرات تفاهم وتأكيد على رفض "توسع الصراع" السوداني وبزشكيان في المؤتمر الصحفي المشترك

في لقاء سادته الوديّة والكثير من الحديث عن "المشتركات السياسية والاقتصادية والأمنية"، خرج رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع رئيس الجمهورية الإيراني مسعود بزشكيان، بموقف واحد يؤكد رغبة البلدين الجارين تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، مشدّدين على رفض "إبادة الفلسطينيين" في غزّة، وتوسيع رقعة الصراع بالمنطقة.

 

وأشار السوداني في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع بزشكيان ظهر اليوم الأربعاء، تناول مخرجات الاجتماع الثنائي بين الطرفين، إلى أن "العلاقات العراقية الإيرانية تتميز بمستواها العالي، وتضمّ العديد من الروابط، التاريخية، والدينية، والثقافية، والمصالح والعلاقة المتينة القديمة جداً بين الشعبين المسلمين الجارين".

 

وهيمن الملف الاقتصادي المشترك، وآليات النهوض بهذا الملف، على مجريات لقاء السوداني مع بزشكيان، حيث تناولت المباحثات الشراكة الثنائية الستراتيجية المتعددة المجالات، كركيزة أساسية بدعم خطط الحكومتين.

 

وناقش الطرفان "تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي بين البلدين"، مبيناً السوداني أنه "قطعنا شوطاً من جانبنا في الربط السككي لنقل المسافرين، خط (بصرة - شلامجة)، الذي سيسهل انتقال مواطني البلدين خاصة في مواسم الزيارات الدينية"، فضلاً عن تفعيل الربط لنقل البضائع، خاصة مع المشروع الكبير "طريق العراق للتنمية".

 

كما تناولت المباحثات مشروع الطريق البرّي خسروي - المنذرية - بغداد، والعمل على إحالة المنفذ الحدودي في تلك المنطقة "ليكون جاهزاً لهذا الخط السترايتجي المهم"، وركز الجانبان على مشروع المناطق الصناعية الحدودية، التي تمت تهييأتها في ثلاث محافظات هي (واسط - قرب مدينة جصّان، وميسان، والبصرة)، إضافة الى المدينة الاقتصادية التي خصص لها 2000 دونم في منطقة زرباطية.

 

وتطرق السوداني مع ضيفه إلى عمل الشركات الإيرانية بالعراق، والتي سبق أن نفذت مشاريع مهمة في مجال البنى التحتية. وتوقيع 14 مذكرة تفاهم بمجالات مختلفة ومتعددة، "ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة سابقاً، خارطة عمل واعدة لتعزيز التعامل المشترك بين البلدين".

 

نوّه السوداني في المؤتمر الصحفي إلى دور الجمهورية الاسلامية ومساهمتها في الوصول إلى اتفاق شراء الغاز مع جمهورية تركمانستان، مثمّناً "موقف إيران الداعم للعراق في تجهيز الغاز لتشغيل محطّات الكهرباء، رغم الظروف التي رافقت تسديد المستحقات بسبب العقوبات الظالمة".

 

وكان الأمن والتهديدات القائمة بالمنطقة ملف رئيس على طاولة المباحثات، وكشف السوداني أنه "تحدثنا بشأن تهديد الاستقرار في المنطقة بسبب العدوان الصهيوني على غزّة، الذي تجاوز الأطر القانونية والأخلاقية، أمام عجز وفشل المجتمع الدولي مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية تجاه شعبنا الفلسطيني بالأراضي المحتلة"، مضيفاً: "مواقفنا المشتركة إزاءَ هذا العدوان واستمراره هي مواقف واضحة وصلبة، أكدنا في أكثر من مناسبة رفض توسعة الصراع، وأننا ضدّ خَرق سيادة الدول، وعلى المُجتمع الدولي أن يضطلع بمهامه القانونية والأخلاقية".

 

وأكد السوداني التطرق الى جانب التعاون الأمني، وموقف العراق "المبدئي الدستوري" بعدم السماح لأي جهة كانت، بارتكاب عدوان أو عمل مسّلح أو تهديد عابر للحدود، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مردفاً بأن "التواصلات مستمر بين الأجهزة الأمنية بخصوص مسك الحدود، ومنع كل أشكال التهريب التي تضر بالأمن الداخلي لكلا البلدين".

 

بزشكيان: انطلاقة جديدة للتعاون

 

من جانبه، ركز بزشكيان في كلمته على الاتفاق الأمني بين العراق وإيران، وقال: "كنت أرغب في متابعة العمل للاتفاقيات المبرمة سابقاً والتي أبرمت اليوم، وهي تمثل انطلاقة جديدة للتعاون بين البلدين"، مضيفاً: "اتفقنا على تشكيل فريق من الخبراء بين البلدين بمختلف المجالات، لوضع خطط استراتيجية لتعاون أوسع بين البلدين".

 

أوضح بزشكيان انه "نحتاج إلى تفعيل الاتفاقات الأمنية بين البلدين لنردع الإرهابيين ومن يريد استهداف الأمن بالمنطقة"، مبيناً أن "الاتفاقات التي أبرمت حققت نجاحاً، ونحتاج إلى إزالة التي لم تنجح".

 

وأردف: "نريد عراقاً قوياً ومستقراً وآمناً تسوده الأخوة والهدوء"، آملا بأن "ننجح في ردع الكيان الصهيوني بالوحدة والتماسك"، والذي يرتكب حسب قوله "أبشع الجرائم بحق البشرية في غزة".

 

 

تفاهم في كافة المجالات

 

ورعى السوداني مع بزشكيان مترأسين وفدي بلادهما، توقيع 14 مذكرة تفاهم بمجالات السياسة، الاقتصاد، الأمن، الثقافة، والمجتمع. هي: (مذكرة تفاهم مشترك في مجال التعاون التدريبي، مذكرة تفاهم في مجال الشباب والرياضة العراقية– الإيرانية، مذكرة في مجال التبادل الثقافي والفني والآثاري العراقي– الإيراني، مذكرة للتعاون في مجال التربية، مذكرة للتعاون الإعلامي العراقي– الإيراني، ومذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الاتصالات).


 
بالإضافة إلى (مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية، مذكرة في مجال المناطق الحرة العراقية– الإيرانية، مذكرة تعاون في مجال الزراعة والموارد الطبيعية العراقية– الإيرانية، مذكرة للتعاون في مجال البريد، مذكرة للتعاون في مجال الحماية الاجتماعية، كذلك مذكرة في مجال التدريب المهني والفني، ومذكرة في مجال تطوير القوى العاملة الماهرة العراقية– الإيرانية، وأخرى للتعاون في مجال نشاط الغرف التجارية العراقية– الإيرانية).

الجبال

نُشرت في الأربعاء 11 سبتمبر 2024 02:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

المزيد من المنشورات

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.