الشرع: سنحاسب جميع المنتهكين المتورطين في أحداث السويداء أياً كانوا

4 قراءة دقيقة
الشرع: سنحاسب جميع المنتهكين المتورطين في أحداث السويداء أياً كانوا رئيس سوريا أحمد الشرع

أكد الرئيس الانتقالي لسوريا، أحمد الشرع، التزام الدولة السورية بحماية كافة الأقليات والطوائف في البلد، وأنها ستحاسب جميع المنتهكين المتورطين في النزاع الدامي الذي شهدته محافظة السويداء جنوب البلاد، خلال الأسبوع الماضي. وذلك بعيد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار في المدينة ذات الغالبية الدرزية ودخول قوى الأمن الداخلي إليها للسيطرة على "الفوضى".

 

وقال الشرع في كلمة ألقاها، صباح اليوم السبت 19 تموز 2025، عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها السويداء، إنها "شكلت انعطافه في الوضع السياسي والأمني في سوريا، حيث تطورت النزاعات بين مجموعات خارجة عن القانون من جهة وبين البدو من جهة أخرى، ما أدّى إلى تفاقم الأحداث بشكل غير مسبوق".

 

وأضاف أن "المصالح الضيقة لبعض الأفراد في السويداء ساهمت في حرف البوصلة، حيث ظهرت طموحات انفصالية لدى بعض الشخصيات استقوت بالخارج وقادت مجموعات مسلّحة تمارس القتل والتنكيل بشكل متسارع، وإن هذه الشخصيات وتلك القوى أساءت لمدينة السويداء ودورها في الاستقرار الوطني"، مبيناً أن "الاستقواء بالخارج واستخدام بعض الأطراف الداخلية في السويداء كأداة في صراعات دولية لا تصبّ في مصلحة السوريين عامة بل يفاقم الأزمة ويهدد وحدة البلاد".

 

وأردف "لا يجوز أن نحاكم الطائفة الدرزية بأكملها بسبب تصرفات فئة قليلة انزلقت في مواقف لا تمثل هذه الطائفة العريقة"، مشيراً أن "السويداء كانت ولا تزال جزءاً أصيلاً من سوريا، والدروز يشكلون ركناً أساسياً من النسيج الوطني السوري"، مشدّداً: "علينا أن ندرك أن أي محاولة لتفكيك وحدة الشعب السوري أو إقصاء أي مكون من مكوناته يعد تهديداً مباشراً لاستقرار سوريا".

 

قال الشرع: "أثبتت الأحداث خلال الأشهر الماضية أن أبناء السويداء بجميع أطيافهم يقفون إلى جانب الدولة السورية، ويرفضون مشايع التقسيم، باستثناء مجموعة صغيرة تحاول دفعهم بعيداً عن هذا الموقف الوطني". وأكد أنه "تلتزم الدولة السورية بحماية الأقليات والطوائف كافة في البلاد، وهي ماضية في محاسبة جميع المنتهكين من أي طرف كان، ولن يفلت أي شخص من المحاسبة"، متبرّئاً من "جميع الجرائم والتجاوزات التي جرت سواء كانت من داخل السويداء أو خارجها".

 

ذكر الشرع في خطابه أن "سوريا ليست ميداناً للتجارب لمشاريع التقسيم والانفصال أو التحريض الطائفي، لقد سبق أن اختار البعض طريق التقسيم والانفصال واصطدموا بنتائج مأساوية ثبتت خطورة هذا المسار"، وإن قوة الدولة السورية "تنبع من تماسك شعبها ومتانة علاقاتها الإقليمية والدولية وترابط مصالحها الوطنية".

 

وجاء خطاب الشرع، عقب اتفاق توصلت له السلطات السورية مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في السويداء بعد اشتباكات دامية دارت على مدار الأسبوع الماضي بين مسلحين دروز ومجموعات من البدو، وقصف إسرائيلي استهدف مواقع استراتيجية حكومية حساسة في دمشق، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 700 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

بيان رسمي

 

وفي وقت سابق من اليوم السبت، أعلنت الرئاسة السورية رسمياً عن وقفاً شاملاً لإطلاق النار في السويداء "وحرصاً عل حقن دماء السوريين، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها".

 

وهيبت الرئاسة السورية في بيان بالجميع "فسح المجال أمام الدولة السورية، ومؤسساتها وقواتها، لتطبيق هذا الوقف بمسؤولية، وبما يضمن تثبيت الاستقرار ووقف سفك الدماء"، داعية الأطراف "دون استثناء"، إلى "الالتزام الكامل بهذا القرار، ووقف كافة الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق".

 

في هذا السياق، "بدأت قوات الأمن بالانتشار في عدد من المناطق لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار، والحفاظ على النظام العام، وتأمين حماية المواطنين وممتلكاتهم، بما يعزز التهدئة والاستقرار"، بحسب الرئاسة التي حذرت من أن "أيّ خرق لهذا القرار، وسيُعدّ انتهاكًا صريحاً للسيادة الوطنية، وسيُواجَه بما يلزم من إجراءات قانونية وفقاً للدستور والقوانين النافذة".

الجبال

نُشرت في السبت 19 يوليو 2025 12:50 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.