حذر السياسي العراقي والنائب الأسبق لرئيس الوزراء، بهاء الأعرجي، من إمكانية إعادة إحياء تظاهرات تشرين في ذكراها السنوية، واستغلالها من قبل ما اسماهم "مندسين" أو "أطرافاً خارجية". وسط أحداث متسارعة يعيشها العراق مع الكشف عن ملفات فساد كبيرة وشبكة تنصت، فضلاً عن نزاع بين المؤسسات الرسمية.
وذكر الأعرجي في مدوّنة نشرها في حسابه على منصة "إكس"، اليوم الخميس، أن "من المؤشرات ما يكفي للدلالة على إمكانية إعادة إحياء تظاهرات (تشرين) في ذكراها السنوية، علينا الحرص على توحيد الصفوف، وتفويت الفرص أمام من يسعى لإستغلال الإحتجاجات المشروعة والمطالبات الشعبية، سواءً من المندسين أو الأطراف الخارجية".
ويصادف 1 من شهر تشرين الأول الذكرى السنوية، لتظاهرات تشرين، التظاهرات التي اجتاحت مدن ومحافظات العراق سنة 2019، مطالبة بإصلاح النظام السياسي، ومكافحة الفساد، والقضاء على الفقر والبطالة، وتوفير الخدمات وحياة كريمة للمواطنين. لكنها جوبهت بالحديد والنار ما أدّى إلى قتل مئات الشباب العراقيين، وإصابة آلاف ولّدت لكثير منهم عاهات دائمة.
وشهدت الأيام الماضية تطورات دراماتيكية هزّت حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مع هروب المتهم الأول بسرقة القرن (نور زهير) إلى جهة مجهولة، وامتناعه عن حضور المحاكمة، مهدداً بكشف العناصر الرسمية وغير الرسمية التي ابتزته وأخذت مبالغ منه كـ"إتاوة"، كما قال في مقابلة تلفزيونية علناً من دولة الإمارات.
وفي حين قام زهير بالتهديد بتقديم أسماء من يبتزونه للقضاء مع الأدلة، وجلّهم من النواب والسياسيين والإعلاميين، اضاف تعقيداً آخر بوجه السوداني الذي كان يأمل بأن تسوى القضية قضائياً، لكن موجة جديدة من الاستنكار الشعبي عمّت البلاد، وأشعلت منافذ التواصل الاجتماعي بعد انتشار تسريبات عن تفاصيل جديدة لتلك العملية، لتلحقها قضية التنصت وفريق محمد جوحي في سلسلة ملفات ساخنة يقول مراقبون إنه ربما لا تكون هناك نهاية سعيدة لها.