قطيع أغنام في مرتفعات إقليم كردستان (الجبال)
يتجه آلاف الرعاة والرحل سنوياً، إلى مناطق بالاكايتي وبرادوست الجبلية المرتفعة في إقليم كوردستان، إلا أن هذا العام يشهد تحديات غير مسبوقة، فبسبب قلّة الأمطار، ندرت المراعي الصالحة لماشيتهم، مما يعيق استمرار نشاطاتهم السنوية.
لقد تقلّصت الثلوج المتبقية على قمم جبال سكران الشاهقة، وتناقصت مصادر المياه، الأمر الذي زاد من صعوبة حياة الرعاة في المرتفعات، وبات عدد أقل من الرحل يظهرون في مراعيهم الصيفية المعتادة.
ويُعرب الرعاة والرحل عن تخوّفهم الكبير من انخفاض إنتاج الألبان إلى النصف، مقارنة بالسنوات السابقة التي شهدت هطول أمطار غزيرة.
تستذكر فاطمة حامد، وهي امرأة بدوية من بالاكايتي، برودة المرتفعات وكيف كانت تصنع منتجات الألبان من حليب ماعزها وأغنامها في الماضي. لكن هذا العام، لم تكن المحاصيل مرضية، بحسب تعبيرها.
وتحدثت فاطمة لمنصّة "الجبال"، قائلة: "اعتدنا القدوم إلى مرتفعات ويزا مع بداية موسم الصيف، وتحديداً في شهر حزيران. لكن هذا العام شهد جفافاً. لا يوجد مرعى والماء قليل جداً. لقد جعل هذا الحياة صعبة علينا وعلى الحيوانات على حد سواء".
تضاؤل مصادر المياه وغياب المراعي الجيدة، جعل حياة الرعاة والرحل أكثر صعوبة. وقد اضطروا للنزول من المرتفعات باتجاه مصادر المياه والينابيع في الوديان.
ويقول كيفان لطيف، وهو راع شاب في حديث لـ"الجبال": "لا يوجد الكثير من المراعي، على عكس العام الماضي، حيث كانت المراعي جيدة. علينا أن نستيقظ في الصباح الباكر بحثاً عن المراعي، التي لا يمكن العثور عليها في الوديان وتحتاج إلى الصعود لأجلها".
وأضاف محمد حسين، أحد الرعاة: "هذا العام، أثّرت قلّة الأمطار بشكل كبير على سبل عيشنا، وعلى المرتفعات ومصادر المياه. لا توجد مراعٍ على الإطلاق هذا العام، لذلك لا تتوقعوا الكثير من المنتجات المحلية".
