حذّر مرصد "العراق الأخضر" المتخصص في شؤون البيئة، الأحد 29 حزيران 2025، مما وصفه بـ"خطورة الوضع المائي في العراق" خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أن الجفاف وصل إلى نسب عالية في مناطق الأهوار والمناطق السياحية في إقليم كوردستان.
ونقل المرصد عن الناشط البيئي حيدر الأسدي قوله، إن "العراق في عام 2014 كان أمام تحد وجودي باحتلال 3 محافظات من قبل عصابات (داعش) الإرهابية، أما الآن فإن التحدي الأكبر للبلد هو الجفاف الذي أصاب غالبية المحافظات في إقليم كوردستان والوسط والجنوب دون استثناء".
وتابع الأسدي، بحسب بيان للمرصد تلقت "الجبال" نسخة منه، أن "الجفاف وصل إلى 80% في مناطق الأهوار مما أدى إلى نفوق الكثير من الكائنات الحية والجواميس التي تعد مصدر عيش لسكنة هذه المناطق، وهجرة الفلاحين لأراضيهم، ناهيك عن الجفاف الذي أصاب الكثير من المناطق السياحية في الإقليم والتي كان يقصدها أبناء محافظات الوسط والجنوب في فصل الصيف من أجل الاستمتاع بالأجواء"، مشيراً إلى أن "درجات الحرارة باتت في تلك المناطق أعلى مما يسجل في المناطق الجنوبية".
وأوضح الأسدي، أن "الوضع في مناطق الأهوار على حافة الانهيار ما لم تتدخل وزارة الموارد المائية في تنظيم وجود المياه في البلد والقضاء على التجاوزات وتنظيم الحصص المائية من قبل بعض المحافظات، ووزارة والخارجية من ناحية العلاقات والاتفاقات التي تؤمن تدفق حصة مائية أكثر للعراق، مما يحيي مناطق الأهوار والمناطق الزراعية الأخرى".
وبيّن أن "نسبة الملوحة في كرمة علي وصلت إلى 6300 جزء/ المليون مما ينذر بكارثة بيئية ويجعل من هذه المياه غير صالحة للاستهلاك البشري والحيواني".
وأكد، أن "كل هذه المعاناة من الوضع المائي السيء وفصل الصيف لم يدخل ذروته حتى الآن"، منوهاً إلى أن "الأشهر القادمة ستكون قاسية جداً على جميع سكان المحافظات؛ بسبب قلّة المياه ما لم تتدخل الحكومة في إيجاد صيغة لحلّ هذه المسالة مع الدول المجاورة بزيادة الإطلاقات المائية وإمكانية الاتفاق على حصة ثابتة".