بعد دخول أميركا خط الأزمة بالمنطقة.. ما أبرز ردود الفعل الدولية وتداعيات الخطوة على العالم؟

10 قراءة دقيقة
بعد دخول أميركا خط الأزمة بالمنطقة.. ما أبرز ردود الفعل الدولية وتداعيات الخطوة على العالم؟ اثار انفجار بمعمل للمياه الثقيلة في إيران جراء القصف الإسرائيلي/ إعلام إيراني

دخلت الولايات المتحدة الأميركية النزاع القائم بين إيران وإسرائيل علنياً بشنها ضربات استهدفت مواقع المنشآت النووية الإيرانية، ما أثار ردود أفعال دولية واسعة، ومخاوف كبيرة من اتساع الحرب واشتدادها خصوصاً مع إصرار إيران على موقفها بمواصلة مسارها في مواجهة واشنطن وتل أبيب.

 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أن منشآت التخصيب النووي في طهران "دُمّرت بالكامل" بعد سلسلة ضربات أميركية نُفذت فجر اليوم الأحد، في اليوم العاشر من الحرب بين إيران وإسرائيل، محذراً إيران من المبادرة للرد.

 

وقال في خطاب مقتضب، اليوم، بعدما أبقى خلال الأيام الماضية الغموض بشأن احتمال تدخل بلاده لدعم حليفتها إسرائيل "تمّ تدمير منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران بشكل تام وكامل. على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن".

 

وأضاف وهو محاط بنائبه جاي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، "إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر وأسهل بكثير".

 

كان ترامب قد أعلن قبيل ذلك أن الولايات المتحدة نفذت هجوماً "ناجحاً جداً" على ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وكتب عبر منصة "تروث سوشيال"، إن "حمولة كاملة من القنابل" أسقطت على منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض والتي تحتل موقعاً مركزياً في البرنامج النووي الإيراني. أما الموقعان الآخران فهما نطنز، أشهر مواقع التخصيب، وأصفهان حيث مصنع لتحويل اليورانيوم.

 

وقال المتحدث باسم إدارة الأزمات في محافظة قم مرتضى حيدري في تصريحات أوردتها وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء: "قبل ساعات قليلة تعرض جزء من موقع فوردو النووي لهجوم جوي معادٍ".

 

وأعلنت الوكالة الذرية الدولية أنها لم تتلق أي بلاغ عن "ارتفاع في مستوى الاشعاعات" بعد الضربات الأميركية.

 

كما أعلن المركز الوطني لنظام السلامة النووية الإيرانية، التابع لمنظمة الطاقة الذرية، أنه لم يرصد أي "علامات تلوث" في المواقع المستهدفة، مؤكدا عدم وجود "خطر" على السكان المقيمين حول المواقع المستهدفة.

 

"قرار جريء"

 

وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في رسالة مصورة الرئيس الأميركي على الهجوم الذي قال إنه نُفذ "بالتنسيق الكامل" مع إسرائيل. وأضاف متوجها لترامب "قراركم الجريء باستهداف المنشآت النووية الإيرانية بالقوة الهائلة والعادلة للولايات المتحدة سيغيّر التاريخ".

 

"ردّ إيراني"

 

وندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بارتكاب الولايات المتحدة "انتهاكاً خطيراً لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، ومعاهدة حظر الانتشار النووي، عبر مهاجمة المنشآت السلمية النووية" للجمهورية الإسلامية، قائلاً إن "أحداث هذا الصباح شنيعة وستكون لها تداعيات دائمة".

 

اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة الأحد بـ"نسف الدبلوماسية" عبر شنّها الضربات.

 

وكتب على إكس "الأسبوع الماضي كنا نجري مفاوضات مع الولايات المتحدة عندما قررت إسرائيل نسف تلك الدبلوماسية. هذا الأسبوع، أجرينا مباحثات مع الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي عندما قررت الولايات المتحدة أن تنسف تلك الدبلوماسية". وأضاف تعقيبا على دعوات غربية لطهران للعودة الى التفاوض "كيف يمكن لإيران أن تعود الى شيء لم تتركه قط، ناهيك عن نسفه؟".

 

نوّه عراقجي أن "الولايات المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، ارتكبت انتهاكاً خطيراً لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، ومعاهدة حظر الانتشار النووي، عبر مهاجمة المنشآت السلمية النووية" للجمهورية الإسلامية.

 

وأكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الهجمات الأميركية "لن توقف" الأنشطة النووية الإيرانية.

 

وأطلقت طهران صباح الأحد دفعتين من الصواريخ نحو إسرائيل، ما أسفر عن العشرات داخل الكيان وإلحاق أضرار كبيرة في وسطه.

 

ودوًت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وسُمع دوي انفجارات قوية، وعرضت قناة التلفزيون العامة الإسرائيلية مشاهد لأضرار واسعة في وسط البلاد بعد إطلاق إيران صواريخ على مناطق عدة.

 

"تحذير مسبق"

 

كان دونالد ترامب قد صرّح، الجمعة، بأنه يمنح إيران مهلة أسبوعين "كحد أقصى" لتجنب أي ضربات أميركية محتملة، لكنه قرر في النهاية الدخول في الحرب إلى جانب حليفته إسرائيل، مستنداً إلى تأكيد إسرائيل أن إيران على بُعد "أسابيع" أو "أشهر" من امتلاك سلاح نووي.

 

وكانت واشنطن قبل الهجمات الأخيرة قد اكتفت بتقديم المساعدة الدفاعية لإسرائيل ضد الصواريخ الإيرانية.

 

وفي أعقاب الهجوم الأميركي، أغلقت إسرائيل مجالها الجوي ورفعت مستوى التأهب في مختلف أنحاء البلاد، حيث لا يُسمح إلا بما يُسمى بالأنشطة الأساسية حتى إشعار آخر.

 

"إدانة دولية"

 

لاقت الضربة الأميركية للمفاعل الإيرانية ردات فعل دولية واسعة، وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب وشدّتها وخروجها عن السيطرة.

 

بريطانيا: الاستقرار أولوية

 

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منشور عبر منصة "إكس"، "لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لخفض هذا التهديد"، مشدداً على أن "استقرار المنطقة أولوية". 

 

وتابع: "ندعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة".

 

الاتحاد الأوروبي: خطوة إلى الوراء

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى "تفادي مزيد من التصعيد" عقب الضربات الأميركية.

 

وكتبت على منصة "إكس" أيضاً "لا يجب السماح لإيران بتطوير سلاح نووي لأن ذلك سيشكل تهديداً للأمن العالمي"، داعية "كل الأطراف الى التراجع خطوة الى الوراء، العودة الى طاولة المفاوضات وتفادي مزيد من التصعيد". 

 

وأضافت "سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الوضع غدا" خلال اجتماع مقرر مسبقاً.

 

الأمم المتحدة: تصعيد خطير

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه جراء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها "تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية". وقال في بيان: "في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى"، مضيفاً "لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام".

 

بدورها أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم رصد أي زيادة في مستوى الإشعاعات "خارج المواقع" بعد الضربات. كما دعا المدير العام للوكالة رافايل غروسي مجلس المحافظين إلى اجتماع طارئ الإثنين.

 

إيكان: عمل عبثي ومتهور

اعتبرت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (ايكان) الحائزة على جائزة نوبل للسلام أن الضربات الأميركية "عبثية ومتهورة".

 

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة "إيكان" ميليسا بارك إن "الولايات المتحدة وبانضمامها إلى هجوم إسرائيل على إيران، تنتهك القانون الدولي أيضاً". 

 

وأضافت "بما أن وكالات الاستخبارات الأميركية تُقيّم أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، فإن هذا عمل عبثي ومتهور قد يُقوّض الجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية".

 

السعودية: قلق بالغ

عبرت السعودية عن "قلق بالغ" حيال الضربات الأميركية "في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة".

 

ودعت وزارة الخارجية في المملكة "لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد"، وحضت المجتمع الدولي على "مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

 

العراق: "تهديد خطير"

وأدان العراق الضربات الأميركية محذراً من أن التصعيد يشكّل "تهديداً خطيراً للأمن والسلم" في المنطقة و"يعرّض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة".

 

وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان "يُشدد العراق على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الحوار والدبلوماسية، وأن استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمسّ استقرار المنطقة والعالم".

 

قطر: تداعيات كارثية

أعربت قطر عن "أسفها" للضربات محذّرة من "تداعيات كارثية" للتصعيد الراهن على مستوى الإقليم والعالم.

 

وجاء في بيان لوزارة الخارجية "تأسف دولة قطر للتدهور الذي بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية وتتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث إثر الهجمات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الشقيقة"، محذرة من أن "التوتر الخطير الذي تشهده المنطقة حاليا سيقود الى تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي".

 

عُمان: عدوان غير قانوني

ودانت سلطنة عُمان، الوسيط الرئيس في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، الضربات الأميركية داعية إلى خفض "فوري وشامل" للتصعيد.

 

وعبر متحدث بوزارة الخارجية العمانية في بيان عن "إدانة سلطنة عمان لهذا العدوان غير القانوني ودعوتها إلى خفض التصعيد الفوري والشامل"، مبيناً أن ذلك "يهدد بتوسيع رقعة الحرب ويشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة وانتهاك السيادة الوطنية للدول وحقها المشروع في تطوير برامجها النووية للاستخدامات السلمية".

 

مصر: تصعيد متسارع

دانت مصر "التصعيد المتسارع" في إيران الأحد، محذرة من "عواقب خطيرة" على الأمن في المنطقة والعالم.

 

وأعربت وزارة الخارجية في بيان عن "قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وتدين التصعيد المتسارع الذي ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي". وحذرت من "مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر"، مشددة على أن "الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية وليس الحل العسكري هي السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة".

 

حماس: عدوان إجرامي

دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، القصف الأميركي، ووصفته بأنه "عدوان إجرامي".

 

وقالت الحركة الفلسطينية في بيان "ندين هذا العدوان الإجرامي ونعتبره نموذجاً صارخاً لسياسة فرض الهيمنة عبر منطق القوة وعدواناً يقوم على قانون الغاب يتناقض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية"، منددة بـ"التصعيد الخطير".

 

الحوثيون: إعلان حرب

كما أدان المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" في اليمن، "العدوان الأميركي الغاشم والجبان الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنشآتها النووية".

 

وقال الحوثيون إن الهجوم يمثّل "عدواناً سافراً على دولة ذات سيادة ويمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والمواثيق الدولية وتصعيداً خطيراً وتهديداً مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي".

 

وفي وقت لاحق قالت حكومة التغيير والبناء التابعة للحوثيين في بيان إن "عدوان إدارة ترامب الطائشة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، إعلان حرب سافر على الشعب الإيراني الشقيق"، مؤكدة الالتزام "بإعلان القوات المسلحة استعدادها لاستهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر".

 

الديموقراطيون: حرب كارثية

انتقد زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب الأميركي الرئيس الأميركي، متهماً إياه بدفع البلاد نحو الحرب.

 

وقال عضو الكونغرس حكيم جيفريز في بيان "لقد ضلل الرئيس ترامب البلاد بشأن نواياه، ولم يحصل على إذن من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية، ما يهدد بتورط أميركا في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط".

الجبال

نُشرت في الأحد 22 يونيو 2025 02:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.