علّق الحرس الثوري الإيراني على استهداف الولايات المتحدة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، بأن "التكنولوجيا النووية الإيرانية لا يمكن تدميرها"، ذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي عن تنفيذ العملية و"تدمير القدرات النووية الإيرانية بالكامل" بخطاب رسمي.
وأكد الحرس الثوري في بيان، اليوم الأحد 22 حزيران 2025، أن "التكنولوجيا النووية الإيرانية السلمية لا يمكن تدميرها بأي هجوم"، مشدّداً أن "عملية (الوعد الصادق 3) ستستمر بشكل دقيق ومدروس ومدمّر".
فيما يلي نص البيان:
"بيان الحرس الثوري في إدانة الهجوم الأمريكي على إيران
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب الإيراني الشريف والبطل!
لقد ارتكب النظام الإجرامي الأمريكي، فجر اليوم، بالتنسيق الكامل مع الكيان الصهيوني، عدوانًا عسكريًا غير قانوني على المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في جريمة سافرة وغير مسبوقة تنتهك بوضوح ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، ومبادئ احترام السيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول.
ومنذ اللحظات الأولى لبدء عمليات الصهاينة، كان واضحًا للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الدعم والمرافقة الأمريكية الشاملة قد لعبت دورًا محوريًا في التخطيط والتنفيذ لهذا العدوان. وهذا العمل العدائي أثبت مرة أخرى عجز جبهة المعتدين عن إحداث أي تغيير فعلي في المعادلات الميدانية؛ فهم لا يمتلكون لا قدرة المبادرة ولا إمكانية الهروب من الردود القاسية.
إن تكرار الحماقات الفاشلة السابقة من قبل أمريكا يعكس عجزًا استراتيجيًا وتجاهلًا لحقائق الميدان في المنطقة. وبدلًا من أن تتعلم واشنطن من إخفاقاتها المتكررة، وضعت نفسها، من خلال هذا الهجوم المباشر على منشآت سلمية، في الخط الأمامي للعدوان.
وبفضل الله، وبالرقابة الاستخبارية الشاملة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، تم تحديد مواقع انطلاق الطائرات المشاركة في هذا العدوان وهي تحت المراقبة المستمرة.
وكما أكدنا مرارًا، فإن عدد القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة وانتشارها واتساعها، ليست نقطة قوة، بل عاملًا مضاعفًا في هشاشتها وسهولة استهدافها.
ونؤكد بحزم أن التكنولوجيا النووية الإيرانية السلمية والمحلية لن تُمحى بأي هجوم؛ بل إن هذا العدوان سيزيد من عزيمة العلماء الإيرانيين الشباب والمخلصين للمضي قدمًا في طريق التقدم والتطور.
إن الشعب الإيراني العظيم والعالم كله يعلمون جيدًا أن الحرس الثوري الإسلامي يدرك جيدًا أبعاد هذا العدوان المركّب والشامل، ولن يرهب أبدًا من ضجيج ترامب والعصابة الإجرامية التي تسيطر على البيت الأبيض وتل أبيب.
ورداً على هذه الاعتداءات وجرائم الحرب، ستستمر عملية “الوعد الصادق 3”، التي اختبر الكيان الصهيوني حتى الآن 20 موجة منها، بدقة وقوة وبشكل مركز ضد البنى التحتية والمراكز الاستراتيجية والمصالح الصهيونية.
كما أن العدوان الذي ارتكبه النظام الإرهابي الأمريكي اليوم قد منح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس، الخيار باستخدام أدوات تتجاوز تصور وتقدير جبهة المعتدين الواهية. ويجب على المعتدين على هذه الأرض أن ينتظروا ردودًا تجعلهم يندمون.
وبالاعتماد على قدرة الله القادر المتعال، وتحت توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبدعم الشعب الإيراني العظيم، وتضامن جبهة المقاومة الإسلامية، وكل الأحرار والمطالبين بالحق في العالم، نقف بثبات في الدفاع عن عزّة وأمن إيران، وسنكون، بإذن الله، على موعد مع انتصارات تاريخية تُسجل باسم إيران والإيرانيين بل والأمة الإسلامية جمعاء".