الدبلوماسية تدخل على خط غضب الجمهور العراقي من قرار كويتي: الجمهور 5 آلاف وهناك "حرب نفسية"

5 قراءة دقيقة
الدبلوماسية تدخل على خط غضب الجمهور العراقي من قرار كويتي: الجمهور 5 آلاف وهناك "حرب نفسية"

قيل إن "القضية أثارتها أطراف مأزومة لا تمثل القرار الرياضي الرسمي"

 

دفع غضب الجمهور في العراق من قرار كويتي بتحديد دخول 200 عراقي فقط لحضور مباريات فريقهم "اسود الرافدين" أمام نظيره الكويتي إلى تدخل دبلوماسي.

 

وأعلن محافظ البصرة اسعد العيداني عن الاتفاق مع الجانب الكويتي على دخول 5 آلاف مشجع بدلاً عن مائتي عراقي للكويت لمؤازرة المنتخب الوطني.

 

وأكد محافظ البصرة، التي ستحتضن المدينة مباريات المنتخب العراقي في تصفيات كأس العالم، أنه بعد سلسلة مباحثات حكومية محلية ومركزية أجريت مع الكويت تم الاتفاق على ذلك العدد لمساندة منتخبنا في مباراته المرتقبة مع الكويت في العاشر من أيلول الجاري ضمن تصفيات كأس العالم.

 

وكان العراق كان قد سمح للجمهور الكويتي في دعم منتخب بلاده، والدخول إلى العراق من دون تأشيرة دخول لحضور منافسات خليجي 25 الأخيرة في البصرة، جنوبي العراق.

 

 

الرد بالمثل

 

وتعود بداية الأزمة حين أعلن رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم هايف المطيري، بأنّ السلطات الكويتية سمحت بدخول مائتي مشجع عراقي فقط لحضور مباراة الكويت والعراق، بينما رد محافظ البصرة أسعد العيداني بأن "العراق سيتعامل بالمثل حال عدم موافقة السلطات الكويتية للجمهور العراقي بالعبور".

 

وكانت قرعة الدور الثالث المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 أوقعت خمسة منتخبات عربية مع بعضها في المجموعة الثانية، حيث ستتواجه منتخبات الأردن والعراق وعمان وفلسطين والكويت مع كوريا الجنوبية بهدف التأهل مباشرة إلى كأس العالم 2026.

 

حرب نفسية

 

في حين، رأى الكاتب والصحفي الرياضي العراقي زيدان الربيعي، الذي أثير حول قيام الكويت بمنع دخول الجمهور العراقي إلى الكويت لمشاهدة مباراة المنتخبين باستثناء 200 مشجع، "جاء من قبل أشخاص كويتيون لا يمثلون القرار الرياضي او الرسمي في الكويت، بل أستطيع القول إن هذه الإثارة تدخل في باب الحرب النفسية على المنتخب العراقي من أجل تشتيت أذهان لاعبيه وإدخالهم في وضع نفسي معين قبل المباراة".

 

وأضاف أن "مباريات تصفيات كأس العالم، هي من مسؤولية الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكذلك من مسؤولية الاتحاد الآسيوي للعبة، وهناك ضوابط معروفة لدى الجميع بشأن دخول جماهير المنتخبات الضيفة إلى البلدان المضيفة، إذ تم تحديد نسبة معينة من عدد مقاعد الملاعب التي تقام عليها المباريات لجمهور المنتخب الضيف"، مبيناً: "وإذا رفض اتحاد ذلك المنتخب دخول الجمهور، فإن الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة سيقومان بنقل مباريات المنتخب إلى خارج أرضه، وبالتالي فإن الاتحاد الكويتي لا يمكنه مخالفة تلك التعليمات، وعليه فإن الجمهور العراقي سيحضر بالعدد الذي تم تحديده له، وسيحصل على نسبة المقاعد المخصصة لجمهوره في الملعب".

 

وشدد الربيعي على أن "العلاقات بين العراق والكويت في جميع المجالات تعد جيدة، لكن هناك بعض الأشخاص يحاولون لأسباب متعددة تعكير صفو تلك العلاقات استناداً إلى تداعيات أحداث الثاني من آب 1990 (غزو العراق للكويت)، بينما يفترض من الجانبين العراقي والكويتي مغادرة تلك المرحلة، لأنهما كانا ضحية وما زالا يدفعان ثمن تلك التداعيات"، لافتاً إلى أن "الرياضة هي خير وسيلة لتعزيز العلاقات بين الشعوب، لذلك أتمنى مخلصاً أن تخرج مباراة المنتخبين العراقي والكويتي بكل سلس وأن لا يخضع اللاعبون إلى رغبات البعض في تعكير صفوها وخروجها عن الروح الرياضية أو التنافس الشريف".

 

 

رسالة من الكويت

 

في المقابل، كان عبد الرضا عباس، حارس منتخب الكويت الأول لكرة القدم في القرن الماضي،  أول من أرسل رسالة طمأنة للجمهور العراقي عبر فيديو بثه على جميع حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً عدم وجود تحديد عدد معين لدخول الجمهور العراقي.

 

وقال عبد الرضا إن "كل ما قيل بشأن تحديد 200 شخص من الجمهور العراقي الكريم لمشاهدة مباراة المنتخبين الكويتي والعراقي التي ستقام في العاشر من هذا الشهر في الكويت،  لا تمثل الجهات الرياضية والحكومية في الكويت، لأن هناك ضوابط وتعليمات وتنسيق ما بين الاتحادين العراقي والكويتي في هذا الخصوص، أيضاً هناك تعليمات وضوابط ما بين وزارتي الداخلية في البلدين".

 

أوضح، أن "التصريحات السلبية أو الاستفزازية التي تصدر من قبل أشخاص لا يمثلون القرارات الرسمية الرياضية والسياسية والأمنية في البلدين لا يمكن اعتمادها والبناء عليها، بل يجب الانصات إلى أصوات العقل والمحبة التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، لأن هذه الأصوات قادرة بحكمتها وبتأثيرها على الرأي الرياضي في البلدين أن تسكت الأصوات المتطرفة والحاقدة والتي تهدف إلى إثارة الفتنة".

 

وأنهى بالقول إن "الجمهور العراقي سيحصل على عدد المقاعد التي خصصها له الاتحاد الدولي في الملعب المخصص لمباراة المنتخبين العراقي والكويتي، لأن هذا الأمر مفروغ منه ولا يحتاج إلى مساجلات أو تصعيد أو كلمات تحريضية لغرض خلق جو غير سليم بين أبناء الشعبين الشقيقين والجارين، وأنا شخصياً أتمنى أن يكون لاعبو المنتخبين على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم ويقدمون للجمهور الذي سيشاهد المباراة فواصل كروية جميلة جداً، معززة بالأخلاق الرياضية الرفيعة، وأن تكون الروح الرياضية حاضرة في كل تفاصيل المباراة سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وحتى عند تسجيل الأهداف أتمنى مخلصاً أن لا يكون احتفال اللاعبين فيه نوع من الاستفزاز للجمهور، لأنه بعد المباراة سينتهي كل شيء، وتعود الأجواء إلى طبيعتها".

جبار الحاج

نُشرت في الاثنين 2 سبتمبر 2024 08:26 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.