ما زالت التحذيرات العراقية تنطلق من هنا وهناك، حول دخول الفصائل العراقية بما يجري من مواجهات بين إيران و"إسرائيل"، خاصة مع رسائل دولية وصلت للعراق حول ضرورة إبعاد أي "تدخل فصائلي" بما يحدث.
وقبل أيام تلقى وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اتصالاً هاتفياً من نظيره البريطاني، ديفيد لامي، الذي أكد على "ضرورة تحييد العراق عن أي هجمات أو صراعات"، مشدداً على "أهمية ضبط الأوضاع ومنع أي تدخل من قبل ما وصفها بالمجموعات المسلحة في النزاع القائم".
ويحذر عائد الهلالي، السياسي المقرب من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، من خطورة دخول الفصائل العراقية في الحرب الدائرة حالياً ما بين ايران والكيان الصهيوني.
وقال الهلالي، في حديث لمنصة "الجبال"، اليوم الأربعاء، أنه "مع تصاعد التوتر الإقليمي وتلويح الولايات المتحدة بالتدخل في أي مواجهة مفتوحة بين إيران والكيان الصهيوني، برزت تهديدات صادرة عن بعض الفصائل المسلحة العراقية، تتوعد بدخول الحرب إذا ما تدخلت واشنطن. ويطرح هذا التهديد تساؤلات جوهرية حول جديته، ومآلاته على العراق داخلياً وإقليمياً".
وأوضح السياسي العراقي بهذا الخصوص أنه "في العمق، لا يمكن التعامل مع تهديد الفصائل العراقية بالدخول في الحرب كتصريح إعلامي فقط"، مشيراً إلى أن "الفصائل تمتلك بنية تسليحية وتجربة سابقة في استهداف قواعد ومصالح أميركية داخل العراق".
وقال إن "طبيعة التصريح تحمل بُعداً سياسياً ورسالة ردع موجهة إلى واشنطن، أكثر منها إعلان حرب فعلي".
وأضاف الهلالي أن "خطورة التدخل الفصائلي لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تمتد لتطال مستقبل الدولة العراقية، فأي مواجهة مباشرة مع القوات الأميركية ستضع العراق مجدداً في مرمى النيران، وتعرضه لاحتمال أن يكون ساحة صراع بين قوتين عظيمتين، كما أنها ستكشف هشاشة السيادة العراقية وتضعف من قدرة الحكومة على ضبط الساحة الداخلية، ما قد يؤدي إلى تراجع ثقة المجتمع الدولي بالعراق كدولة مستقرة".
ويؤكد السياسي المقرب من رئيس حكومة العراقي أن "الأخطر من ذلك، أن دخول الفصائل في صراع كهذا قد يُعيد البلاد إلى مشهد الانقسام الداخلي والتوتر الطائفي والسياسي، وربما الاقتصادي، وسط بيئة إقليمية ملتهبة وأوضاع داخلية هشة"، منوهاً: "من هنا، تبقى الحكمة السياسية مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت، لضبط الإيقاع، وحماية العراق من منزلق خطير قد لا يُحمد عقباه".
ائتلاف المالكي: الفصائل ملتزمة بتوجهات الدولة
ويؤكد ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، أن تهديدات الفصائل المسلحة بشأن استهداف المصالح الأميركية وسيلة ضغط على واشنطن لمنعها من الدخول في الحرب ما بين إيران وإسرائيل.
وقال القيادي في الائتلاف عمران الكركوشي، لـ"الجبال"، إن "موقف العراق واضح بإبعاد نفسه عن دائرة الحرب والصراع حتى لا يكون هو المتضرر الأكبر، وأكيداً أن الفصائل المسلحة ملتزمة بموقف وتوجهات الدولة العراقية بهكذا قضايا حساسة ومهمة ولا يمكن العمل خارج تلك التوجهات".
وبيّن الكركوشي أن "تهديدات الفصائل العراقية بشأن استهداف وضرب المصالح الأميركية هي ضمن وسائل الضغط حتى تمنع واشنطن من أي تدخل مباشر أو غير مباشر في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، والفصائل تدرك خطورة أي تدخل لها في هذه الحرب".
تيار الحكيم: الشرط هو عدم دخول أميركا في الحرب
ويؤكد تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، اليوم الأربعاء، وجود إمكانية في مشاركة الفصائل العراقية المسلحة في الحرب الدائرة حالياً ما بين إيران وإسرائيل، فيما بين أسباب ذلك.
وقال القيادي في التيار حسن فدعم، لـ"الجبال"، إن "العراق أعلن موقفه الواضح والرسمي، فالعراق لن يقف في الحياد من بهكذا معركة وحرب فهو يقف بجانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية كدولة جارة معتدة عليها، كما أن الكيان الصهيوني خرق السيادة العراقية وخرق الدستور العراقي وخرق الأجواء العراقية لضرب الجارة إيران، خاصة وأن الدستور العراقي يحظر استخدام الأراضي والسماء والمياه العراقية لضرب أي دول من دول الجوار".
وأضاف فدعم أن "الكيان الصهيوني يمثل تهديد مباشر للعراق، والعراق متضرر من هذه الحرب بشكل أساسي وذلك موقف العراق ليس حيادي بل يقف مع إيران فهذا الموقف الرسمي للدولة العراقية".
وأضاف: "فيما يخص الفصائل المسلحة، فهذه الفصائل طيلة الفترة الماضية هي تتصرف وتتحرك وفق مصلحة الأمة الإسلامية ووفق مصلحة العراق ولا تخطو أي خطوة دون وجود مصلحة للعراق وأمن العراق، وربما تضطر هذه الفصائل لحماية مصالح العراق وتذهب باتجاه خطوات تصعيدية ضد الوجود الأميركي، إذا ما قامت واشنطن في إسناد ودعم إسرائيل في حربها ضد إيران دون أن تنسق تلك الفصائل هكذا مواقف تصعدية مع الحكومة العراقية، وهذا القرار يعود لتقدير الفصائل ومصلحة الفصائل في العمل والدفاع عن مصالح العراق العليا".