صرح عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، بأن إيران لم تستخدم كامل قدراتها العسكرية في الحرب مع إسرائيل حتى الآن، مضيفاً أن انتصار إيران على الكيان سيغيّر الجغرافيا السياسية وسيُشكّل جيشاً يتألف من أربع دول إسلامية ستشكل قطباً إسلامياً على المنطقة.
وقال رضائي في مقابلة مع التلفزيزن الإيراني، الأحد، في تعليقه حول نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرد على العدوان الصهيوني: "نتصرف حالياً بضبط النفس، ولم نستخدم كامل قدراتنا، لدينا أدوات وأسلحة حديثة تظهر يوماً بعد يوم، ورؤوس حربية أكبر. حتى الآن، لم نُظهر سوى جزء من هذه القدرة"، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وأكد رضائي أن "هذه الحرب خطيرة وأن أمامنا حرباً صعبة قد تستمر لأسابيع"، لافتاً أن "انتهاء هذه الحرب وانتصارنا على إسرائيل سيغيِّران الجغرافيا السياسيةَ للمنطقة"، وأنه "بانتصارِ إيران على الكيان الصهيوني، سيتشكل جيش إسلامي يتألف من أربعِ دول، هي إيران والسعودية ومصر وتركيا، وستقع الأراضي المحتلة في أيدي الفلسطينيين دون حرب".
وأضاف أن "نتيجة هذا التغييرِ هي أن يصبح العالم المستقبلي عالماً متعدد الأقطاب؛ الصين وروسيا وأوروبا وأميركا وقطباً إسلامياً بحضورِ الجمهورية الإسلامية ودول إسلامية أخرى".
وأردف عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام "كما أن حرب الدفاع المقدس التي استمرت 8 سنوات أوصلت إيران إلى مثل هذه القدرات في المجالات الدفاعية والنووية والعلمية، فإن نهاية هذه الحرب ستجلب لنا الكثير من الانتصارات والانفراجات، لدرجة أن حتى أميركا ستتوسل للاستثمار في البلاد".
وقال رضائي، في إشارة إلى المسار التاريخي للمواجهة بين إيران وإسرائيل: "منذ بداية الثورة، خضنا صراعاً سياسياً مع كيان الاحتلال الصهيوني. لم نر قط فائدة في خوض حرب عسكرية بمفردنا، إلا إذا تكاتفت جميع الدول الإسلامية للقضاء على هذه الجرثومة المفسدة؛ لذلك اخترنا استراتيجية دعم الشعب الفلسطيني. في حادثة لبنان، أرسلنا لواء فقط للدفاع عن ذلك البلد. وعندما طلبت منا الحكومة السورية المساعدة لمواجهة داعش، فعلنا الشيء نفسه، بينما كنا على بُعد خمسين إلى ستين كيلومتراً من حيفا، وكان بإمكاننا تدميرها وتل أبيب بالكامل، لكننا كنا نعتقد أن إيران لا ينبغي أن تدخل الحرب بمفردها".
وفي إشارة إلى التغيير في نهج إسرائيل قال: "شنّت إسرائيل حرباُ عليناً؛ أولًا بمهاجمة القنصلية الإيرانية (في دمشق) واستشهاد أخينا العزيز، الشهيد زاهدي، ثم استشهاد الأخ هنية في طهران وسلسلة هجمات أخرى. أجّلنا عملية (الوعد الصادق 3) وأبدينا ضبط النفس، لكن خلال العام الماضي، بدأت الكيان صراعاً شاملًا، ونحن الآن في ساحة معركة شاملة".
وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة، أوضح قائلًا: "ساندت الحكومة الأميركية نتنياهو بإصدارها الإذن بالهجوم. وقد منح ترامب هذا الإذن علناً. في الجولة السادسة من المفاوضات - عندما كنا مستعدين لعرض خطتنا - ظنّوا أننا سنوقف التخصيب، ودون دراسة الخطة، شجعوا إسرائيل على الهجوم. برأيهم، أصبحت إيران ضعيفة وستستسلم بضربة واحدة. سواء تفاوضنا أم لا، كانوا مصممين على الهجوم".
وأشار رضائي في حديثه إلى النهج الحالي لبلاده في إدارة الحرب، قائلاً: "نتصرف حالياً بضبط النفس ولم نستخدم كل قدراتنا، لأننا يجب أن نحافظ على الرأي العام العالمي وشعبنا معنا. لكن هذا لا يعني الضعف؛ لدينا أدوات وأسلحة حديثة تظهر على الساحة يومًا بعد يوم، ورؤوس حربية أكبر. حتى الآن، لم نُظهر سوى جزء من هذه القدرة".
وتابع: "إذا استمر اتجاه الدعم الأميركي والأوروبي للكيان الصهيوني، قد نصل إلى نقطة أننا سنُجبر على دخول مراحل أخرى من الصراع. إذا ظهرت طائرات بريطانية أو فرنسية أو أميركية في سمائنا وواجهت صواريخنا، فستتخذ الحرب بالتأكيد أبعاداً أخرى. لطالما حرصنا على ألا نكون البادئين، لكننا سنكون الخاتمين للحرب".