11 لدغة حتى الآن.. "أم الصليب" أو "أفعى سيد دخيل" تزرع الرعب في قرى ذي قار

4 قراءة دقيقة
11 لدغة حتى الآن.. "أم الصليب" أو "أفعى سيد دخيل" تزرع الرعب في قرى ذي قار (الجبال)

في كل صيف مع ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الحارة، تبدأ فصول مسلسل مرعب يعرفه جيداً أهالي قرى قضاء سيد دخيل شرق مدينة الناصرية، أنّها أفعى "سيد دخيل" أو كما يسميها السكان المحليون "أم الصليب" التي عادت هذا العام لتبث الخوف مجدداً، وتسجل 11 إصابة خلال الأسابيع الأخيرة فقط.

 

في قرية عبودة يروي المواطن أحمد شرشاب قصة مرعبة عن ابنته ذات الأعوام الستة التي تعرضت قبل أيام إلى لدغة أفعى بينما كانت داخل "المرافق الصحية"، حيث سمع صراخها وهي تبكي وتقول إنها شعرت بشيء يلدغ ساقها ويقول الأب تأكدت من وجود أفعى داخل المرافق الصحية ليحملها ويتجه بها المستوصف القريب حيث حصل على المصل، ثم نقلناها إلى مستشفى بنت الهدى بمركز مدينة الناصرية حيث بقيت تحت المراقبة لـ 24 ساعة.

 

 

اليوم، لا يسمح شرشاب لأطفاله باللعب خارج المنزل ويروي في يوم واحد من أيام الأسبوع الماضي، أنه "وجد أفعى تتصارع مع قطة خارج المنزل على مسافة أمتار وأخرى تلتف حول عصفور، وكل هذا خلال دقائق، إذ أن الأمر أصبح خارج السيطرة".

 

علي حسين هداد، هو الآخر نجا من الموت بعد لدغة أفعى العام الماضي، ويقول إن أحد أطفاله شاهد أفعى داخل المنزل، مبيناً أنه "لا نترك فرشة طفل دون تفتيش، فالأفعى صغيرة الحجم لكنها مميتة وتدخل من أصغر الشقوق".

 

هداد يسترجع ألم الماضي، حين توفيت شقيقته بلدغة مماثلة عام 1999، قبل توفر المصل المضاد، وهو الآن يرى في كل صيف كابوساً جديداً يعود للظهور.

 

أفعى قاتلة.. ورقم عالمي

 

ويؤكد عارف شمخي، مسؤول التنوع الإحيائي في دائرة بيئة ذي قار أن أفعى "سيد دخيل" أو ما تُعرف محليا بـ"أم الصليب" تُعد واحدة من أخطر الأفاعي السامة في العالم، مشيرا إلى أنها تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث المسؤولية عن الإصابات والوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي.

 

وأوضح شمخي أن "طول الأفعى يتراوح بين 60 إلى 75 سنتيمتراً، وتتميّز بحركتها الجانبية السريعة كما أنها تفضل العيش في المناطق الرملية وشبه الصحراوية والزراعية حيث تتخذ من الأعشاب والشجيرات مخابئ طبيعية لها، وتتميّز الأفعى بحراشفها المنشارية وسلوكها العدواني، إذ تهاجم بسرعة فائقة أي كائن حي يقترب منها، مستخدمة قفزات مفاجئة أشبه بنابض حلزوني".

 

 

وأشار إلى أن "كمية السم التي تفرزها الأفعى تتراوح بين 3 إلى 5 ملغم، وهي جرعة كافية لقتل إنسان بالغ إذا لم يُعالج بسرعة".

 

وحول أسباب انتشارها الواسع في قضاء سيد دخيل أرجع شمخي ذلك إلى "شح المياه وتراجع النشاط الزراعي والإخلال بالتوازن البيئي، إضافة إلى عمليات نقل الأتربة من المقالع والتي تؤدي إلى تدمير مواطن الحياة البرية الطبيعية وتزيد من حركة الأفاعي نحو المناطق السكنية".

 

وعن المصل المستخدم حالياً أوضح شمخي أن "النوع الإيراني المتوفر اليوم بدأ استخدامه بعد عام 2013، حيث تم استيراده عقب زيارة رسمية من وفد ضم ممثلين عن الصحة والبيئة والجامعة والحكومة المحلية إلى طهران، وتم التوصل إلى اتفاق مع مركز متخصص في إنتاج الأمصال واللقاحات، ويُعد هذا المصل متعدد الفعالية، إذ يعمل ضد أكثر من نوع من الأفاعي، ليحل محل المصل الفرنسي الذي كان يُستخدم سابقًا".

 

مصدر في القطاع الصحي بقضاء سيد دخيل، أكد لمنصة "الجبال"، تسجيل 11 حالة إصابة مؤخراً منذ بداية الصيف وحتى الآن وتم علاجها بمصل إيراني فعّال.

الجبال

نُشرت في الجمعة 6 يونيو 2025 09:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.