"من كل فجّ عميق".. الحجاج يتوافدون إلى مكة وسط تدابير مشددة ودرجات حرارة مرتفعة

4 قراءة دقيقة
"من كل فجّ عميق".. الحجاج يتوافدون إلى مكة وسط تدابير مشددة ودرجات حرارة مرتفعة صورة جويّة لحجاج حول الكعبة المشرفة

توافد أكثر من مليون مسلم إلى مدينة مكة المكرمة قبيل انطلاق موسم الحج لهذا العام، في وقت تعهّدت فيه السلطات السعودية تنظيم حج أكثر أماناً وسط درجات حرارة مرتفعة وحملة واسعة ضد الحجاج غير النظاميين.

 

ويُتوقع أن تتجاوز الحرارة هذا الأسبوع 40 درجة مئوية، مع انطلاق أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم رسمياً يوم الأربعاء.

 

وبحسب السلطات، وصل حتى يوم الجمعة أكثر من 1,3 مليون حاج إلى المملكة السعودية لأداء المناسك التي تمتد على أربعة أيام.

 

وحشدت السلطات السعودية هذا العام أكثر من 40 جهة حكومية و250 ألف موظف، ورفعت مستوى استعدادها لمواجهة مخاطر الحرارة الشديدة، بعد موجة حر قاتلة في العام 2024 أودت بحياة مئات الحجاج.

 

وقال وزير الحج السعودي توفيق الربيعة، الأسبوع الماضي، إن المساحات المظللة توسّعت بحوالى 50 ألف متر مربع، كما وُضع الآلاف من العاملين في المجال الطبي في حالة تأهب، إضافة إلى نشر أكثر من 400 وحدة تبريد طوال مدة المناسك.

 

كذلك، ستُستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد تدفق المعلومات والصور، بما في ذلك لقطات من طائرات مسيّرة، للمساعدة في إدارة الحشود الكبيرة في مكة.

 

ورغم الحرارة المرتفعة، عبّر الحجاج عن سعادتهم الغامرة لدى وصولهم إلى المدينة المقدسة لدى المسلمين.

 

"نعمة إلهية"

 

قال عبد المجيد آتي، وهو محام ومستشار في الشريعة من الفيليبين، قرب المسجد الحرام "إنها نعمة حقيقية من الله.. نشعر بسلام وأمان كبيرين في هذا المكان".

 

أما عبد الحميد من نيجيريا، فأعرب عن "سعادته الكبيرة" بأداء الحج للعام الثاني على التوالي، وهو في السابعة والعشرين من عمره فقط.

 

لكنه أشار إلى أنه لا يخرج أبداً من دون نظاراته الشمسية، واصفاً الحرارة في مكة بأنها "شديدة، شديدة، شديدة".

وتتزامن مناسك هذا العام مجدداً مع موسم الحر السعودي.

 

وفي العام الماضي، توفي 1301 حاج، معظمهم من غير النظاميين ولم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى خيام أو حافلات مكيّفة، بعدما بلغت درجات الحرارة 51,8 درجة مئوية.

 

وقال فهد سعيد من مركز "كلايمت أناليتكس" الألماني للدراسات المناخية، إنهم "فوجئوا بشدة الحرارة، إذ فشلت تدابيرهم في التكيّف معها".

 

وقبيل انطلاق الحج هذا العام، شنّت السلطات السعودية حملة واسعة ضد الحجاج غير النظاميين، مستخدمة حملات دهم متكررة وطائرات مراقبة من دون طيار ورسائل نصية مكثفة، لمنع محاولات التسلل إلى مكة. 

 

ويتم توزيع تصاريح الحج وفق نظام الحصص المعتمد لكل دولة، وتُمنح للأفراد عبر قرعة.

 

"توقيف وترحيل"

 

لكن حتى من يحصل على تصريح رسمي، قد تثنيه التكاليف الباهظة عن أداء الحج، ما يدفع البعض إلى محاولة الدخول من دون تصريح، رغم خطر التوقيف والترحيل.

 

ويواجه من يُضبط داخل مكة من دون تصريح خلال موسم الحج غرامات كبيرة، إضافة إلى احتمال منعه من دخول المملكة لعشر سنوات.

 

وشهدت مواسم سابقة حوادث مأسوية بسبب الاكتظاظ، كان آخرها في العام 2015 حين أودى تدافع أثناء شعيرة "رمي الجمرات" في منى قرب مكة، بحياة نحو 2300 حاج، في أسوأ كارثة بتاريخ الحج الحديث.

 

وتدرّ مناسك الحج، والعمرة التي تُقام في أوقات مختلفة من السنة، مليارات الدولارات سنوياً على المملكة.

 

وقالت مرياما، وهي حاجة تبلغ من العمر 52 عاماً من السنغال، إنها حققت حلم حياتها بالوصول إلى مكة، وإنها ذرفت دموع الفرح عند لمس الكعبة في المسجد الحرام.

 

وقالت أيضاً "كنت أحلم بذلك، أفكر به طوال الوقت بأن آتي إلى هنا لأداء الحج".

الجبال

نُشرت في الاثنين 2 يونيو 2025 09:25 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.