اندلعت، صباح اليوم الأحد 1 حزيران 2025، اشتباكات بين القوات الأمنية ومجموعة من المهندسين والجيولوجيين المعتصمين أمام شركة نفط البصرة، للمطالبة بفرص عمل، ما أدى إلى وقوع إصابات واعتقال عدد من المتظاهرين، في مشهد يعيد للأذهان توتّرات البطالة المزمنة في المحافظة الغنية بالنفط.
الاحتجاج الذي بدأ سلمياً ضمن اعتصام مفتوح سرعان ما تحوّل إلى مواجهة متوترة، إثر تدخل أمني لتفريق المحتجين، قالت قيادة الشرطة إنه "جاء حفاظاً على الممتلكات العامة وضمان النظام العام"، لكنها أقرّت لاحقاً بوجود "تجاوزات فردية من بعض المنتسبين سيتم التحقيق فيها".
لمشاهدة لحظة وقوع الاحتكاك بين المهندسين والقوات الأمنية: انقر هنــــــــــــــــا
"انتهاك للدستور وخرق للتظاهر السلمي"
بدورها، أدانت نقابة المهندسين العراقية – البصرة، ما وصفته بـ"الاعتداء الجسدي واللفظي"، الذي تعرّض له المهندسون والمهندسات الذين احتجوا صباح اليوم، واعتبرته "انتهاكاً واضحاً للدستور العراقي وحقوق الإنسان"، مطالبة بـ"الإفراج عن أي موقوف ومحاسبة المسؤولين عن التجاوزات، وضرورة الاستماع إلى مطالب المهندسين بدلاً من قمعها".
من جانبه، صرّح رئيس مركز العراق لحقوق الإنسان، علي العبادي، لمنصّة "الجبال"، قائلاً، إن "ما حدث يشكّل تراجعاً خطيراً في الالتزام بحرية التعبير التي نصت عليها المادة 38 من الدستور"، داعياً إلى "اخضاع عناصر الأمن لدورات تخصصية في كيفية التعامل مع التظاهرات، خاصة في محافظة مثل البصرة التي تواجه أزمات بطالة وخدمات مزمنة".
ممثل المتظاهرين: نرفض استخدام العنف
وفي تصريح لـ"الجبال" قال حسن عبد الأمير، ممثل تظاهرات مهندسي نفط البصرة، إن "المعتصمين لم يتبلغوا أو يُبرز لهم أي أمر قضائي بالقبض"، مضيفاً "ما نحتاجه هو الحوار لا الضرب".
وأضاف، "نحن خرجنا نطالب بحق مشروع في التوظيف بعد سنوات من التهميش. التعامل معنا بهذه الطريقة هو محاولة لإسكات الصوت، لكنه لن يثنينا عن الاستمرار".
وبينما يواصل المهندسون اعتصامهم أمام مقر الشركة لليوم الثاني، يغيب أي تعليق رسمي من وزارة النفط أو الحكومة الاتحادية، فيما تتجه أنظار المهندسين المحتجين إلى الحكومة المركزية وسط مطالبات متكررة بتدخل عاجل وفعّال، والاستجابة لمطالبهم.
شرطة البصرة: إصابات في صفوفنا والتحقيق جارٍ
في بيان رسمي تلقت "الجبال" نسخة منه، أعلنت قيادة شرطة البصرة "إصابة أحد منتسبيها إصابة بليغة في العين، وآخر بكسر في الأنف"، ووصفت الحادث بأنه "اعتداء مؤسف وقع أثناء تأمين التظاهرة".
وأشارت القيادة إلى، أن "التعامل الأمني جرى ضمن الأطر القانونية"، مع التأكيد على "فتح تحقيق بحق بعض المنتسبين الذين استخدموا القوة بشكل مفرط".