رحبت سوريا بالقرار الأميركي برفع العقوبات المفروضة عليها رسمياً، واصفة الخطوة بأنها "إيجابية" و"في الاتجاه الصحيح لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلد"، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة إعادة بناء لما دمرته الحرب.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية، اليوم السبت 24 أيار 2025، أن "الجمهورية العربية السورية ترحب بالقرار الصادر عن الحكومة الأميركية، القاضي برفع العقوبات التي فُرضت على سوريا وشعبها لسنوات طويلة، والذي ينص على إصدار إعفاء من العقوبات الإلزامية بموجب قانون قيصر. وتعميم ترخيص عام رقم 25 بشأن سوريا (CL25)، وتعتبره خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد".
وأكدت الوزارة في بيانها أن "سوريا تمدّ يدها لكل من يرغب في التعاون، على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية، وتؤمن بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لبناء علاقات متوازنة تحقق مصالح الشعوب وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة".
أعربت سوريا عن "تقديرها لجميع الدول والمؤسسات والشعوب التي وقفت إلى جانبها. وتؤكد أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة إعادة بناء ما دمرته النظام البائد، واستعادة مكانة سوريا الطبيعية في الإقليم والعالم".
ورفعت الولايات المتحدة، الجمعة، رسمياً العقوبات الاقتصادية عن سوريا، في تحوّل كبير للسياسة الأميركية بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد، يفسح المجال أمام استثمارات جديدة في البلد الذي دمّرته الحرب.
وذكر بيان لوزير الخزانة، سكوت بيسنت، أنه يجب على سوريا "مواصلة العمل لكي تصبح بلداً مستقراً ينعم بالسلام، على أمل أن تضع الإجراءات المتّخذة اليوم البلاد على مسار نحو مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر".
تأتي الخطوة تنفيذاً لقرار اتّخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي. حيث أعلن ترامب خلال جولته الخليجية، على نحو مفاجئ أنه سيرفع العقوبات عن سوريا.
في السعودية، المحطة الأولى لجولته، قال ترامب: "سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سوريا من أجل توفير فرصة لهم" للنمو، وتابع "كانت العقوبات قاسية وتسببت بشلل. لكن الآن حان وقتهم للتألق"، لافتاً إلى أن قراره يأتي استجابة لطلبات تركيا والسعودية.
ووفق الخزانة الأميركية فإن رفع العقوبات يشمل الحكومة السورية الجديدة شرط عدم توفيرها ملاذاً آمنا لمنظمات إرهابية وضمانها الأمن لأقليات دينية وإثنية. تزامناً مع ذلك، أصدرت وزارة الخارجية إعفاء من العقوبات يمكّن الشركاء الأجانب والحلفاء من المشاركة في إعادة إعمار سوريا، ما يمنح شركات ضوءاً أخضر لمزاولة الأعمال في البلاد.
وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في بيان، الجمعة، إن الإعفاء من العقوبات من شأنه "تسهيل توفير خدمات الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي وتمكين استجابة إنسانية أكثر فعالية في جميع أنحاء سوريا"، مضيفاً أن "الإجراءات التي اتخذناها اليوم تمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق رؤية الرئيس بشأن علاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة".
يتيح الإعفاء القيام باستثمارات جديدة في سوريا وتقديم خدمات مالية وإجراء تعاملات على صلة بالمنتجات النفطية السورية.
خلال الحرب التي استمرت 14 عاماً في سوريا، فرضت الولايات المتحدة قيوداً شاملة على التعاملات المالية مع البلاد، وشدّدت على أنها ستفرض عقوبات على كل من ينخرط في إعادة الإعمار طالما الأسد في السلطة.
وبعد هجوم قوى المعارضة المسلحة على دمشق العام الماضي وإطاحة الأسد، تتطلّع الحكومة الجديدة في سوريا إلى إعادة بناء العلاقات مع الحكومات الغربية ورفع العقوبات القاسية المفروضة على البلاد.