دراسة: هذا ما تفعله الهواتف الذكية بعقول الأطفال

3 قراءة دقيقة
دراسة: هذا ما تفعله الهواتف الذكية بعقول الأطفال طفل يستخدم هاتف ذكي

أظهرت دراسة جديدة تأثيرات صادمة يتركها استخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال.

 

فبعد سنوات من الجدل حول العلاقة بين الصحة النفسية واستخدام منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، وجدت دراسة أجراها فريق من الباحثين من جامعة "كاليفورنيا" في سان فرانسيسكو، أن كثرة استخدام الأطفال لهذه المنصات قد تساهم فعلاً في تفاقم أعراض الاكتئاب لديهم.

 

في الدراسة، تابع الباحثون بيانات 11876 طفلاً أمريكياً تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً تقريباً، على مدى 3 سنوات، لمعرفة ما إذا كان الأطفال المصابون بالاكتئاب هم أكثر ميلاً لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاحقاً، أو العكس.

 

وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين عانوا من أعراض اكتئاب في سن 9 أو 10 لم يكونوا أكثر استخداماً لمواقع التواصل عند بلوغهم 13 عاماً مقارنة بغيرهم، ما يضعف الفرضية السابقة القائلة إن الأطفال "غير السعداء" ينجذبون أكثر إلى هذه المنصات.

 

لكن المفاجأة كانت أن الأطفال الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف في سن 12 و13 عاماً، هم من أظهروا أعلى معدلات الاكتئاب لاحقاً، ما يشير إلى احتمال وجود علاقة سببية بين الاستخدام الكثيف وظهور أعراض الاكتئاب.

 

ووفقاً للدراسة، ارتفع متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال على مواقع التواصل من 7 دقائق فقط في سن التاسعة إلى أكثر من ساعة مع بلوغهم سن المراهقة المبكرة.

 

ورجّح فريق البحث أن تكون أسباب هذا التأثير السلبي مرتبطة بعوامل مثل التنمر الإلكتروني وقلة النوم، واللذان ارتبطا سابقاً بزيادة معدلات الاكتئاب بين المراهقين.

 

في سياق متصل، أظهرت دراسات سابقة أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني بين سن 11 و12 يكونون أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بمعدل 2.5 مرة خلال عام واحد مقارنة بغيرهم.

 

وبحسب الباحثين فإن مواقع التواصل الاجتماعي، رغم آثارها المحتملة السلبية، لا تزال الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الأطفال للتفاعل مع أقرانهم، ما يعقّد جهود تقنين استخدامها أو الحد منه.

 

الدكتور جيسون ناغاتا، أخصائي طب الأطفال وقائد فريق البحث، قال: "بصفتي أباً لطفلين، أدرك أن مجرد قول: ابتعد عن هاتفك، لا ينجح، لكن يمكن للأهالي وضع ضوابط تساعد على تقليل الأثر النفسي السلبي، مثل تخصيص أوقات خالية من الشاشات أثناء الوجبات أو قبل النوم، وإجراء حوارات مفتوحة وغير حكمية حول الاستخدام الرقمي".

 

وأقر الباحثون بوجود بعض القيود في الدراسة، أبرزها اعتمادهم على صدق الأطفال في الإبلاغ عن عاداتهم الرقمية، إضافة إلى غياب تحليل تفصيلي لكيفية تأثير نوع الجهاز أو توقيت الاستخدام على الحالة النفسية.

الجبال

نُشرت في الجمعة 23 مايو 2025 10:20 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.