التخصيب يعكّر ذات البين.. عراقجي يتوجّه إلى روما لعقد جولة خامسة من المفاوضات مع واشنطن

5 قراءة دقيقة
التخصيب يعكّر ذات البين.. عراقجي يتوجّه إلى روما لعقد جولة خامسة من المفاوضات مع واشنطن عباس عراقجي متوجهاً إلى روما - "إرنا"

توجّه وزير الخارجية الإيراني عبّاس عراقجي إلى العاصمة الإيطالية روما، لإجراء الجولة الخامسة من المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني، بعد تراشقات إعلامية صدرت من الجانبين.

 

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، اليوم الجمعة 23 أيار 2025، بأن "وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، توجّه إلى روما لإجراء الجولة الخامسة من المباحثات مع واشنطن".

 

تُعقد اليوم الجمعة في إيطاليا الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية-الأميركية، بوساطة عُمانية، في حين تبدو المفاوضات متعثّرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم.

 

وبدأت طهران وواشنطن، محادثات في 12 نيسان الماضي بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتعد المحادثات الجارية "التواصل الأرفع مستوى" بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران في العام 2015 حول برنامجها النووي والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب (2017-2021) في العام 2018.

 

عقب ذلك، أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران في إطار سياسة "الضغوط القصوى". وهو يسعى إلى التفاوض على اتفاق جديدة مع طهران التي تأمل برفع عقوبات مفروضة عليها تخنق اقتصادها.

 

لكن مسألة تخصيب اليورانيوم ستكون النقطة الخلافية الرئيسية في المحادثات.

 

وفي حين اعتبر الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يمثّل واشنطن في المحادثات أن "الولايات المتحدة لا يمكنها السماح حتى بنسبة واحد في المئة من قدرة التخصيب"، ترفض طهران التي تتمسّك بحقّها ببرنامج نووي لأغراض مدنية، هذا الشرط مشددّة على أنه يخالف الاتفاق الدولي المبرم معها.

 

"لن يكون هناك اتفاق"

 

وشدّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على أن إيران لا تنتظر الإذن من "هذا أو ذاك" لتخصيب اليورانيوم، مبدياً شكوكاً بإمكان أن تفضي المباحثات مع الولايات المتحدة إلى "أي نتيجة".

 

وعشية المحادثات، أعلنت إيران أنها منفتحة على "مزيد من عمليات التفتيش" لمنشآتها النووية.

 

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي "نحن واثقون بالطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي، بالتالي لا مشكلة لدينا من حيث المبدأ في مزيد من عمليات التفتيش والشفافية".

 

وأضاف أن "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة محذراً من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم "فلن يكون هناك اتفاق".

 

خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن إيران تعتبر تخصيب اليورانيوم "مسألة فخر وطني" و"وسيلة ردع".

 

وحدّد الاتفاق الدولي المبرم مع طهران حول برنامجها النووي سقف تخصيب اليورانيوم عند 3,67 في المئة. إلا أن الجمهورية الإسلامية تقوم حالياً، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60 في المئة، غير البعيدة عن نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.

 

ورداً على الانسحاب الأميركي من الاتفاق المبرم بين إيران وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا (والولايات المتحدة قبل انسحابها)، وكذلك الصين وروسيا، تحرّرت إيران تدريجاً من الالتزامات التي ينص عليها.

 

"طيف العقوبات"

 

وتشتبه بلدان غربية وإسرائيل التي يعتبر خبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، أن إيران تسعى لحيازة قنبلة ذرية، الأمر الذي تنفيه طهران مشدّدة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصراً.

 

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم الثلاثاء أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

 

وجاء في رسالة تحذيرية وجّهها وزير الخارجية الإيراني إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نشرت الخميس "إذا تعرضت المنشآت النووية لجمهورية إيران الإسلامية لهجوم من قبل النظام الصهيوني، فإن الحكومة الأميركية ستتحمل المسؤولية القانونية".

 

ويشغّل القطاع النووي الإيراني أكثر من 17 ألف شخص، بمن فيهم في مجالي الطاقة والطبابة، وفق المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي.

 

وأوضح كمالوندي في وقت سابق من الشهر الجاري أن "هولندا وبلجيكا وكوريا الجنوبية والبرازيل واليابان تخصّب (اليوارنيوم) من دون حيازة أسلحة نووية".

 

وتُعقد المحادثات الجمعة، قبيل اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرّر في حزيران في فيينا، وسيتم خلاله التطرّق خصوصاً إلى النشاطات النووية الإيرانية.

 

وينصّ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران والذي بات اليوم حبراً على ورق رغم أن مفاعيله تنتهي مبدئياً في تشرين الأول 2025، على إمكان إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران في حال لم تف بالتزاماتها. 

الجبال

نُشرت في الجمعة 23 مايو 2025 09:00 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.