ثغرة الصراع على حكومتي كركوك وديالى.. كيف يحاول "داعش" إعادة إنتاج نفسه؟

4 قراءة دقيقة
ثغرة الصراع على حكومتي كركوك وديالى.. كيف يحاول "داعش" إعادة إنتاج نفسه؟

بقايا التنظيم الإرهابي تختبأ في 4 محافظات مستغلة "الجغرافية الوعرة‎"‎

بعد 7 سنوات على إعلان العراق انتهاء العمليات العسكرية ضد "داعش" الإرهابي، إلا أنه ما زال يحاول الظهور بين حين وآخر لإثبات وجوده، بحسب خبراء أمنيين.

وتطرح أسئلة على الخبراء، حول الثغرات التي يمكن أن يستغلها التنظيم الإرهابي، خاصة وإنه ـ بحسبهم ـ يسعى إلى "رد اعتبار" بعمليات نوعية ضد القوات الأمنية، عقب هزيمته عام 2017.

وينطلق ما تبقى من "داعش" لتنفيذ هجمات ضد القوات الأمنية والمدنيين، بعد انكساره عسكرياً، من المناطق النائية والصحاري، التي تحولت إلى ملجأ للفارين من التنظيم.

ويتركز فلول التنظيم في بعض المناطق في محافظات كركوك، وديالى، والأنبار، وصلاح الدين، فيما تمكنت القوات الأمنية من قتل أكثر من 60 عنصراً من "داعش" منذ بداية العام 2024 ولغاية اليوم، وفق قيادات أمنية.

 

المناطق الوعرة مأوى 

ويقول رئيس خلية الإعلام الأمني والناطق باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في حديث لـ"الجبال"، إن "العمليات الإرهابية الأخيرة في كركوك وديالى التي دفعت إلى اشتباكات بين الجيش العراقي وعصابات داعش، أسفرت عنها استشهاد منتسبين وقتل واعتقال إرهابيين".

ولا تصنف تلك الهجمات وفق الخفاجي، "ضمن خانة الخرق الأمني، بل على العكس، كان هناك جهد استخباري أمني عراقي قاد إلى الاشتباك مع الإرهابيين في المناطق الوعرة".

وأضاف، أن "القوات الأمنية تمكنت من قتل أكثر من 60 إرهابياً منذ بداية العام الجاري، الذي كانوا يتخذون من المضافات والمناطق الصحراوية والجبلية مأوى لهم"، مبيناً أن "عصابات داعش ليس لديها قدرة على مواجهة القوات الأمنية".

ولفت رئيس خلية الإعلام الأمني إلى أن "الخلايا النائمة للإرهابيين تتركز بالمناطق الصحراوية والوعرة والمعقدة جغرافياً في ديالى بسلسلة جبال حمرين والأنبار وصلاح الدين وكركوك".

 وكانت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي بالعراق، اعلنت في 17 تموز/يوليو 2024، أن تنظيم داعش "يحاول إعادة تشكيل نفسه في سوريا والعراق"، بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته.

 وقالت القيادة المركزية، إن "التنظيم المتشدد تبنى 153 هجوماً في العراق وسوريا خلال النصف الأول من العام 2024"، وبهذا المعدل، فإن "داعش"، في طريقه إلى الوصول إلى ضعف العدد الإجمالي للهجمات التي أعلن مسؤوليته عنها في عام 2023.

وأضافت، أن "العمليات أسفرت عن مقتل ثمانية من كبار قادة داعش وأسر 32 آخرين في كل من العراق وسوريا، من بين هؤلاء القادة المسؤولون عن التخطيط للعمليات خارج البلدين، والتجنيد والتدريب وتهريب الأسلحة".

 

"الصراع السياسي يدفع لزعزعة الأمن"

بدوره، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ياسر أسكندر وتوت، لـ"الجبال"، إنّ "ما حدث في ديالى وكركوك خلال الأسبوع الأخير هو معركة استخبارية"، مبيناً أن "عصابات داعش تشن عملية نوعية مباغتة من خلال خلاياها النائمة".

وبالنسبة لوتوت، فإنّ أحد أسباب عدم الاستقرار الأمني "هو الخلافات السياسية والصراعات، فالاستقرار الأمني له ارتباط مباشر بالاستقرار السياسي".

ورأى عضو مجلس النواب العراقي، أن "الجهد الاستخباري تطور على نحو لافت في الأشهر الأخيرة، وبات ينجح في تفكيك عقد خلايا داعش والوصول إلى مخابئهم في البراري والمناطق النائية".

وجاءت الهجمات الإرهابية في ديالى وكركوك بعد هدوء أمني نسبياً، لا سيما في المحافظات المحررة (ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، والأنبار).

 

هشاشة الحدود وغياب الحكومات المحلية

من جهته، يقول الباحث بالشأن الأمني أحمد الشريفي، في حديث لـ"الجبال"، إنّ "أحد أهم الأسباب، وأخطرها في تكرار هجمات داعش، هو هشاشة الحدود العراقية، حيث إن التنظيم يعزز موارده البشرية والقتالية من خلال تلك الثغرات".

وأضاف الشريفي، أن "أزمة الاجتياح التركي للأراضي العراقية ليست بالبعيدة عن هذه المعادلة، فضلاً عن تراجع الأداء الأمني نتيجة الاضطراب السياسي، وانشغال القيادات الأمنية بمسائل جانبية بعيدة عن سياسية الردع".

وأشار إلى أن "غياب مجالس المحافظات في ديالى وكركوك أثر في عدم استقرار الوضع الأمني"، لافتاً إلى أن "مجالس المحافظات لها دور مهم وفاعل في إدارة الملف الأمني".

وحذّر رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، مؤخراً، من إمكانية تسلل عناصر تنظيم "داعش" وتنفيذ أعمال عنف، داعياً القوات الأمنية إلى "اليقظة والحذر"، فيما وجه وزير الداخلية العراقي تشكيلات الشرطة على الطرق بتكثيف التدقيق الأمني.

حسين حاتم صحفي عراقي

نُشرت في الخميس 18 يوليو 2024 03:56 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.