سيارات تابعة لقوى الأمن العام - المرصد السوري لحقوق الإنسان
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بإلقاء الأمن السوري القبض على الملقّب بـ "الحوت" في ريف البوكمال، على الحدود المشتركة من العراق، وذلك في إطار عمليات السلطات السورية لتفكيك شبكات الجريمة المنظمة في البلاد.
ونقل المرصد عن مصادر لم يكشف عنها، اليوم الأربعاء 21 أيار 2025، أن "قوى الأمن العام اعتقلت المدعو حسين العلي، المعروف بـ (الحوت)، خلال عملية أمنية دقيقة نفذت في ريف البوكمال بمحافظة دير الزور، بالقرب من الحدود السورية العراقية".
يُعد "الحوت" من أبرز الشخصيات المتورطة في قضايا تهريب المخدرات والأسلحة، حيث نشط على مدى سنوات في قرية الهري الحدودية، مستفيداً من غياب الرقابة الأمنية وزيادة النفوذ الإيراني سابقاً، بحسب المرصد.
"علاقات مشبوهة ونفوذ متجذر"
تشير معلومات المرصد السوري إلى أن العلي "كان على علاقة وثيقة بميليشيات عراقية وإيرانية، ويُعرف بتعاونه مع أجهزة النظام السوري، ما منحه حماية طويلة مكنته من مواصلة نشاطاته غير القانونية". كما تؤكد مصادر محلية "استضافة (الحوت) لقائد فيلق القدس الإيراني السابق، قاسم سليماني، في منزله خلال زيارته للمنطقة عام 2017"، في إشارة إلى عمق الارتباط بين العلي والمحور الإيراني في شرق سوريا.
وتمكن العلي خلال فترة سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة البوكمال ومحيطها، من الحفاظ على مكانته عبر علاقاته العشائرية، ويعتقد أنه أدى دوراً في التنسيق غير المباشر بين "التنظيم" و"الفصائل الموالية لإيران".
"خطوة في سياق العدالة الانتقالية"
وقال المرصد إن "اعتقال (الحوت) يشكل محطة مهمة في سياق تحقيق العدالة الانتقالية في مناطق شرق سوريا، حيث لا تزال شبكات الجريمة المنظمة والتحالفات غير الرسمية تعيق مساعي الاستقرار وإرساء حكم القانون.
وتُعتبر هذه الخطوة "مؤشراً على تحرك الجهات الأمنية لملاحقة المتورطين في جرائم عابرة للحدود، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي استمرت لسنوات"، بحسب المرصد الذي شدد على أن "محاسبة الشخصيات النافذة التي لعبت أدواراً مزدوجة في الصراع السوري يُعد أساسياً من أجل تعزيز السلم الأهلي وبناء ثقة المجتمع المحلي بالمؤسسات الأمنية والقضائية".
ويطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان الجهات المعنية بـ "ضمان محاكمة عادلة وشفافة للعلي، ومواصلة العمل على تفكيك شبكات التهريب والفساد التي تستنزف المنطقة وتعرقل عملية التعافي".
