العمّال الكوردستاني يرفض نفي أعضائه بعد الحلّ ويطالب تركيا بضمانات

4 قراءة دقيقة
العمّال الكوردستاني يرفض نفي أعضائه بعد الحلّ ويطالب تركيا بضمانات تعبيرية

أعلن حزب العمال الكوردستاني "PKK" أنه لن يوافق على نفي عناصره من تركيا في إطار أي محادثات سلام مستقبلية مع أنقرة، وذلك عقب قراره التاريخي بحل نفسه، مطالباً تركيا بضمانات وإجراء تعديلات قانونية لدمج أعضاء الحزب في "مجتمع ديمقراطي".


وفي مقابلة أجراها مع وكالة فرانس برس، الإثنين، قال زاغروس هيوا، المتحدث باسم الجناح السياسي لحزب العمال الكوردستاني، إن  "السلام الحقيقي يتطلب الاندماج، وليس النفي".

 

وأضاف "إذا كانت الدولة التركية تريد السلام بصدق وجدية، فيتعين عليها إجراء التعديلات القانونية اللازمة لدمج أعضاء حزب العمال الكوردستاني في مجتمع ديموقراطي"، معتبراً أن "النفي يتعارض مع السلام وأي حل ديموقراطي".

 

وقال هيوا أن الحزب أبدى "جدية في السلام"، لكن "حتى الآن لم تقدم الدولة التركية أي ضمانات ولم تتخذ أي إجراء لتسهيل العملية"، منوّهاً أن تركيا واصلت "قصفها المدفعي" لمواقع الحزب.

 

ودعا الحزب الكوردي المعارض المنحل إلى تخفيف "عزلة" زعيمه التاريخي المسجون عبد الله أوجلان، وقدمه كمفاوض رئيس للحزب في حالة إجراء محادثات سلام، بعد إعلان الحل.

 

وقال المتحدث باسم الجناح السياسي للحزب، بهذا الخصوص: "نتوقع من الدولة التركية إجراء تعديلات على ظروف العزل في سجن جزيرة (إيمرالي)، وتوفير ظروف عمل حرة وآمنة للزعيم (أوجلان) حتى يتمكن من قيادة عملية المفاوضات".

 

في 12 أيار الجاري، أعلن حزب العمال الكوردستاني حلّ الحزب وإلقاء السلاح بعد دعوة وجهها زعيم الحزب عبد الله أوجلان في شباط الماضي، حث فيها الحزب على القيام بذلك.

 

وأكد أوجلان أن "الوقت قد حان لنقل النضال الكوردي لساحة ديمقراطية وسياسية قائمة على الحوار"، في إطار مفاوضات "بناء عملية السلام" في تركيا.

 

وواصلت الحكومة التركية في أنقرة مفاوضات مع زعيم الحزب العمال الكوردستاني عبدالله أوجلان، المسجون في جزيرة "إمرالي" منذ أكثر من ربع قرن، وأفضت المفاوضات إلى اتفاق بحلّ حزب "PKK" وإلقائه السلاح، مقابل الإفراج عن زعيم الحزب ومشاركته في العمل السياسي داخل تركيا. وقد تحدّثت السلطات التركية عن قرار بنزع سلاح الحزب ونفي أعضاءه ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء إلى بلد أخرى.

 

ويوم السبت الماضي 17 أيار 2025، نقلت وكالة "رويترز"، عن رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان قوله إن "تركيا تُجري مشاورات مع السلطات في بغداد وأربيل بخصوص آلية تسليم السلاح، عقب إعلان حزب العمال الكوردستاني حل نفسه الأسبوع الماضي".

 

وقبله، ذكر أردوغان، أن بلاده دخلت مرحلة جديدة مع إعلان حزب العمال الكوردستاني حل نفسه وإلقاء السلاح، مشيراً إلى متابعة عملية حل الحزب "بدقّة" عبر جهاز الاستخبارات التركي، ومشدّداً على ضرورة اتباع أذرع الحزب في سوريا وأوروبا لنفس الخطوة.

 

وقال أردوغان في خطاب ألقاه، الأربعاء الماضي، أمام الكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية: "مع إعلان تنظيم (بي كي كي) حل نفسه وإلقاء السلاح، دخلنا مرحلة جديدة في جهودنا من أجل تركيا خالية من الإرهاب"، مضيفاً: "هذه المرحلة هي مرحلة تعزيز وحدتنا وترابطنا وأخوتنا وتضامننا ومسيرتنا نحو مستقبل مشترك واحد"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "الأناضول".

 

وتابع أردوغان: "هذه المرحلة هي مرحلة إزالة جدار الرعب الذي تم بناؤه بين شرائح المجتمع، وبشكل دائم، وهي مرحلة التخلص من عقبة كبيرة تعيق نمو ديمقراطيتنا"، مستطرداً بالقول: "أود أن أقول: لقد أظهرت جمهورية تركيا لأصدقائها وأعدائها أنها تمتلك القدرة على حل مشاكلها بإرادة دولتها ومؤسساتها السياسية ومواطنيها".

 

شدّد الرئيس التركي على أن "تنفيذ التنظيم قرار حل نفسه خطوة مهمة، وجهاز الاستخبارات التركية سيتابع بدقة كيفية الوفاء بالوعود"، و"سنواصل العمل بعزم وصبر وحسن نية لتحقيق هدف تركيا خالية من الإرهاب".

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 20 مايو 2025 03:15 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.