صرح رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان بأن بلده يجري مشاورات ثلاثية مع الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كوردستان في أربيل، بشأن آلية تسليم سلاح مقاتلي حزب العمال الكوردستاني "PKK" المنحل.
ونقلت وكالة "رويترز"، اليوم السبت، عن أردوغان قوله إن "تركيا تُجري مشاورات مع السلطات في بغداد وأربيل بخصوص آلية تسليم السلاح، عقب إعلان حزب العمال الكوردستاني حل نفسه الأسبوع الماضي".
يوم الإثنين الماضي، أعلن حزب العمال الكوردستاني نتائج مؤتمره الثاني عشر والأخير، وتضمّن قرار حل الحزب وإلقاء السلاح، ذلك بعد أشهر من المفاوضات والحكومة التركية، منهياً بذلك نزاعاً دام أكثر من 40 عاماً.
بعدها ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده دخلت مرحلة جديدة مع إعلان حزب العمال الكوردستاني حل نفسه وإلقاء السلاح، مشيراً إلى متابعة عملية حل الحزب "بدقّة" عبر جهاز الاستخبارات التركي، ومشدّداً على ضرورة اتباع أذرع الحزب في سوريا وأوروبا لنفس الخطوة.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه، الأربعاء الماضي، أمام الكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية: "مع إعلان تنظيم (بي كي كي) حل نفسه وإلقاء السلاح، دخلنا مرحلة جديدة في جهودنا من أجل تركيا خالية من الإرهاب"، مضيفاً: ""هذه المرحلة هي مرحلة تعزيز وحدتنا وترابطنا وأخوتنا وتضامننا ومسيرتنا نحو مستقبل مشترك واحد"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "الأناضول".
وتابع أردوغان: "هذه المرحلة هي مرحلة إزالة جدار الرعب الذي تم بناؤه بين شرائح المجتمع، وبشكل دائم، وهي مرحلة التخلص من عقبة كبيرة تعيق نمو ديمقراطيتنا"، مستطرداً بالقول: "أود أن أقول: لقد أظهرت جمهورية تركيا لأصدقائها وأعدائها أنها تمتلك القدرة على حل مشاكلها بإرادة دولتها ومؤسساتها السياسية ومواطنيها".
شدّد الرئيس التركي على أن "تنفيذ التنظيم قرار حل نفسه خطوة مهمة، وجهاز الاستخبارات التركية سيتابع بدقة كيفية الوفاء بالوعود"، و"سنواصل العمل بعزم وصبر وحسن نية لتحقيق هدف تركيا خالية من الإرهاب".
وأكد أنه "من الأهمية بمكان أن تدرك الفروع السورية والأوروبية للمنظمة هذه الحقائق، وتشارك في عملية حلها ونزع سلاحها"، مضيفاً: "انتهت حقبة الإرهاب والسلاح والعنف واللاشرعية".
في نفس السياق، أشار الرئيس التركي إلى رغبة بلاده في تعامل أوروبا مع الوضع الجديد، بقوله: "نريد أن نرى جماعات الضغط الداعمة للمنظمة في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم تقف إلى جانب بلدنا بدلاً من الأنشطة المناهضة لتركيا"، مردفاً: "نريد أن يرتبط اسم تركيا ليس بالإرهاب، بل بالتكنولوجيا والثقافة والفن، وارتقاء معايير الديمقراطية والتنمية البشرية".
وأكد المتحدث باسم الدفاع التركية، زكي أكتورك، في إفادة صحفية الخميس 15 أيار 2025، إن الوزارة ستواصل العمليات العسكرية ضد مقاتلي الحزب المنحل "للتأكد" من إزالة التهديد، مضيفاً أن عملياتهم ستشمل "البحث ومسح الأراضي في المناطق التي تستخدمها منظمة PKK الإرهابية، واكتشاف وتدمير الكهوف والملاجئ والقنابل والمتفجرات محلية الصنع".
شدّد أكتورك على أن "القرار المتخذ يجب أن ينفذ دون تأخير، وأن الخطوات الملموسة المتخذة على أرض الواقع ستتم مراقبتها عن كثب، وأننا حذرون ومستعدون لأي موقف، بما في ذلك تخريب العملية والاستفزازات اللفظية والعملية التي قد تحدث أثناء هذه العملية".