العراق يدخل أبواب السينما العالمية.. حوار مع "وارث كويش" حول مشاركة "سعيد أفندي" في مهرجان كان السينمائي

7 قراءة دقيقة
العراق يدخل أبواب السينما العالمية.. حوار مع "وارث كويش" حول مشاركة "سعيد أفندي" في مهرجان كان السينمائي فيلم سعيد أفندي بمهرجان كان

في خطوة تعكس عودة العراق إلى الخارطة السينمائية العالمية، يشارك الجناح العراقي الرسمي لأول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2025، وتتوج هذه المشاركة باختيار الفيلم العراقي الكلاسيكي "سعيد أفندي" للمخرج كاميران حسني ضمن فعاليات "كان كلاسيك"، وهو القسم الذي يحتفي بأهم الأفلام القديمة في تاريخ السينما.

 

وحاورت الجبال، عضو ومقرر مبادرة دعم السينما في العراق، وارث كويش، حيث أكد أن مشاركة العراق بجناح رسمي في مهرجان كان السينمائي الدولي تحمل رسالة واضحة إلى العالم، مفادها أن العراق وصناع الأفلام العراقيين ومؤسسات السينما والثقافة العراقية حاضرة بقوة عبر هذه البوابة

 

وأوضح كويش أن هذا الجناح يمثل "بوابة العراقيين إلى العالم، وبوابة صناع الأفلام، وبوابة الأفلام العراقية"، معرباً عن فخره باختيار فيلم "سعيد أفندي" ضمن فعاليات "كان كلاسيك"، الذي وصفه بأنه "واحدة من أعرق الأقسام في مهرجان كان، مسترسلًا هذا يعني أننا نقول للعالم: "نحن هنا، السينما العراقية حاضرة، الإبداع العراقي مستمر".

 

كما أشاد كويش بـالجهود الكبيرة التي بذلت لترميم هذا الفيلم الأيقوني، والتي تمت عبر جهود من مكتب رئيس الوزراء، لجنة الحسن ابن الهيثم للذاكرة المرئية العراقية، ومن خلال مشروع سينماتك العراق، وبإشراف وإدارة الدكتور حسن السوداني رئيس اللجنة، وبالتعاون والشراكة مع السفارة الفرنسية في بغداد وتنفيذ وكالة خبراء فرنسا إكسبيرتيز فرانس".

 

ويرى كويش في حوار مع الجبال، أن العراق يفتح أبوابه للعالم ثقافياً وفنياً وسينمائياً، حيث تعد هذه الخطوة الأولى نحو إعادة بناء جسور التواصل مع المشهد السينمائي الدولي، مضيفاً: نحن نمتلك تاريخاً سينمائياً غنياً، ولدينا طاقات إبداعية هائلة تنتظر الفرصة للانطلاق، مبيناً أن هذه المشاركة هي بمثابة دعوة للمستثمرين والمنتجين العالميين للاطلاع على إمكانيات العراق كوجهة لإنتاج الأفلام وكمصدر للقصص والمواهب

 

مبادرة السينما العراقية ومشروع سينماتك 

 

وبحسب عديدين، فإن مبادرة رئيس الوزراء في دعم السينما ممكن أن تسيّس أو تفرض قيوداً على صناع السينما، ولكن كويش بصفته عضواً ومقرراً لمبادرة دعم السينما، يؤكد أن المعيار الأساسي هو الجودة الفنية للفيلم ومدى مطابقته للمعايير السينمائية العالمية، معتبراً أن الفيلم الجيد قادر على تجاوز الحدود الثقافية والوصول إلى الجمهور العالمي، مشيراً إلى أن المخرج حر في التعبير عن رؤيته وأفكاره، ولا يوجد أي تدخل في المحتوى طالما يلتزم الفيلم بالمعايير الفنية

 

وتعد مشاركة العراق في فلم سعيد أفندي ضمن مبادرة دعم السينما العراقية، ومشروع "سينماتك العراق"، فيما أكد  كويش أن ترميم "سعيد أفندي" هو إنجاز كبير، ويعكس الاهتمام المتزايد بالحفاظ على ذاكرتنا البصرية.

 

ووفقاً لكويش، فإن المشاركة في سوق الفيلم لا تعني عرض الأفلام بقدر ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون الدولي، مبيناً أنه فرصة للقاء منتجين وموزعين وشركات إنتاج عالمية، وعرض المشاريع العراقية القادمة، واستقطاب الاستثمارات التي تساهم في تطوير صناعتنا السينمائية، كما أنه يتيح لصناع الأفلام العراقيين الاحتكاك بالتجارب العالمية وتبادل الخبرات

 

لماذا سعيد أفندي؟

 

ويعبّر كويش عن سعادته باختيار فيلم "سعيد أفندي" للمشاركة في مهرجان كان السينمائي الدولي، مؤكداً أنه "الفلم الأنصع" الذي لا يزال يمثل إحدى أيقونات السينما العراقية الخالدة، مبيناً أن اختيار سعيد أفندي تحديداً هو اختيار موفق للغاية، فهو يمثل بحق أيقونة من أيقونات السينما العراقية، فيلم لا يزال صداه يتردد حتى اليوم

 

وقال كويش إن "سعيد أفندي يتمتع بقدرة فريدة على تمثيل السينما العراقية بشكل مباشر وصادق، حيث يقدم أفلامنا الكلاسيكية وحتى الحديثة بصورة واضحة وحقيقية للجمهور العالمي.

 

كما أشار إلى أن الفيلم يحمل قيمة اجتماعية كبيرة، حيث "يشبه العائلة العراقية" ويعكس صورة ممتازة عن المجتمع العراقي بتفاصيله وعفويته، وبذلك، لا يمثل "سعيد أفندي" مجرد عمل فني، بل هو نافذة حقيقية على الحياة والروح العراقية.

 

ترميم "سعيد أفندي".. باكورة مشروع ضخم بالتعاون مع فرنسا

 

وكشف كويش عن تفاصيل عملية ترميم فيلم "سعيد أفندي"، الذي صدر قبل قرابة 70 سنة، مؤكداً أن هذا العمل يمثل باكورة مشروع طموح يهدف إلى ترميم أكثر من 100 فيلم عراقي على مدى عامين”.

 

وأوضح كويش أن عملية الترميم تمت بالتعاون مع المركز الوطني الفرنسي للأرشيف السمعي البصري في باريس "إينا"، وتشكل جزءاً أساسياً من مشروع "سينماتك العراق"، وهذا المشروع، الذي يشرف عليه الدكتور حسن السوداني رئيس لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة المرئية العراقية، وبدعم من السفارة الفرنسية في بغداد وتنفيذ وكالة خبراء فرنسا "إكسبيرتيز فرانس"، يمر بعدة مراحل حاسمة.

 

وبين كويش أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى التي تضمنت جرداً وتقييماً دقيقاً لأكثر من 3 آلاف علبة أفلام، تشمل شرائط بقياس 35 ملم و16 ملم، وتجري حالياً المرحلة الثانية التي تشمل الترميم اليدوي الدقيق للشرائط المتضررة، يليها عملية المسح الضوئي (السكنر) لتحويلها إلى نسخ رقمية عالية الجودة.

 

وفي خطوة مستقبلية واعدة، أشار كويش إلى العمل الجاري على تأسيس مختبر متخصص في بغداد لترميم الأفلام، مما سيساهم في بناء قدرات عراقية في هذا المجال الحيوي.

 

تحديات المشروع

 

ويواجه مشروع "سينماتك العراق" تحدياً كبيراً يتمثل في نقص الخبرات المتخصصة في مجال أرشفة الأفلام داخل العراق، وفي هذا السياق، أكد كويش أن المركز الوطني الفرنسي للأرشيف السمعي البصري "إينا" يلعب دوراً محورياً كشريك تقني ومشرف على عمليات الأرشفة.

 

وأوضح كويش أن التعاون مع "إينا" لا يقتصر على الإشراف وتقديم الخبرات التقنية، بل يمتد ليشمل برنامجاً مكثفاً لتدريب فريق من الشباب العراقي الطموح، فيما يهدف هذا البرنامج إلى بناء جيل جديد من الكفاءات الوطنية القادرة على أرشفة وحفظ الصورة العراقية بمختلف أشكالها على المدى الطويل.

إيناس فليب شاعرة وصحفية

نُشرت في الأربعاء 14 مايو 2025 01:20 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.