أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أنه سيزور المملكة العربية السعودية وقطر، اليوم السبت. ذلك قبيل استئناف المفاوضات الدبلوماسية غير المباشرة بين طهران وواشنطن غداً الأحد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، اليوم السبت الموافق 10 أيار 2025، عن عراقجي قوله: "إن الرحلة إلى السعودية هي استمرار للمشاورات التي سنجريها بشأن القضايا الإقليمية والمفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة"، مشيراً: "منذ البداية، راعينا التشاور المستمر وتزويد دول المنطقة بالمعلومات بشكل مستمر في هذه المفاوضات، لأن استدامة أي اتفاق محتمل تعتمد إلى حد كبير على اعتبارات وهواجس دول المنطقة في المجال النووي ومصالحها المشتركة مع الجمهورية الإسلامية".
وأضاف عراقجي "على أية حال، لديهم هواجس وهناك مصالح مشتركة. لذلك نعمل على إبقاء البلدان على اطلاع دائم. وأعتقد أن هذه خطوة إيجابية اتخذناها منذ البداية وكانت لها آثار جيدة"، مردفاً: "لحسن الحظ، أظهرت الدول مواكبة جيدة في هذه المفاوضات. وفي هذا الصدد سأذهب غداً صباحاً إلى السعودية لإجراء اجتماعات ثم اتوجّه إلى قطر بعد الظهر أو مساء. وفي قطر سأحضر أيضاً مؤتمر الحوار العربي الإيراني الذي يعقد بين مجلس التعاون والمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية ومركز الجزيرة للدراسات في قطر".
قال وزير الخارجية الإيراني الذي أشار في حديثه عن الجولة الرابعة من مؤتمر الحوار الإيراني العربي، أنه كان له دور في عقد الجولات الثلاث السابقة عندما كان عضواً في هذا المجلس: "سأتحدث في افتتاح هذا المؤتمر المهم جداً، الذي يهدف إلى خلق تفاهم أكبر بين إيران والدول العربية. لقد شهد هذا المؤتمر مناقشات جيدة في الدورات الماضية، ومن المهم للغاية أن يكون كلا الجانبين على دراية بوجهات نظر كل منهما وهواجسه ومجالات التعاون المشتركة. ومن شأن هذا أن يساهم في تعزيز التفاهم المتبادل وتقليص الخلافات، وبالتالي تخفيف التوتر في العلاقات بين بلدان المنطقة.
وصرح عراقجي، بنفس اليوم، بموافقة طهران على عقد الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة غداً الأحد، لافتاً أنه "ننتظر تنسيق الجانب العماني بهذا الخصوص".
بحسب وزير الخارجية الإيراني "يحدد البلد المضيف أو الوسيط، وهو عمان، زمان ومكان الجولة الرابعة للمحادثات غير مباشرة مع أميركا، وقد استفسر العمانيون عن يوم الأحد"، وأكد الوزير أنه "لقد أعلنا موافقتناً"، و "يبدو أنهم تحدثوا مع الطرف الآخر أيضاً، وحتى الآن من المقرر أن تعقد المحادثات يوم الأحد 11 أيار 2025، وننتظر تنسيق الجانب العماني بشأن موعد بدء هذه المحادثات".
وفيما يتعلق بتقدم المحادثات قال وزير الخارجية الإيراني: "تسير المحادثات في طريقها إلى الأمام، ومن الطبيعي أنه كلما حققنا تقدماً أكبر، سنحتاج إلى مزيد من المشاورات والدراسات. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الوفود إلى مزيد من الوقت لدراسة القضايا المطروحة ولكن الأمر المهم هو أننا نسير في طريق تصاعدي، لندخل تدريجيا في التفاصيل".
وأردف: "مواقفنا في المحادثات مبدئية ولها أسسها، بالتالي هي غير قابلة للتغيير"، منوهاً أن "إيران تسير في المسار المبدئي الذي تم رسمه، لكنها تتلقى رسائل متناقضة من الطرف الآخر، حيث يقدم أشخاص مختلفون تصريحات مختلفة. بل وأحياناً يتراجع شخص ما عن أقواله في نفس اليوم أو اليوم التالي. وهذا جزء من مشاكل العمل. يرى البعض أن هذا يحدث بسبب بدء عمل الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، وأنهم لم يستقروا بعد أو لم يحددوا مواقفهم بشكل صحيح. والبعض الآخر يعتبر هذا الأمر من الحيل التفاوضية".