علّق وزير الخارجية والمغتربين السوري، الذي أنهى مؤخراً زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، على التوترات الأمنية التي تشهدها دمشق، مؤكداً أن أي دعوة إلى التدخل الخارجي لحل الأزمة لا تؤدي إلى لمزيد من التدهور والانقسام.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات، تطرق خلالها الشيباني لزيارته الأخيرة إلى أميركا والأوضاع في دمشق، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، اليوم الخميس، مبيناً أن "هذه الزيارة محطة مهمة في مسار استعادة سوريا لمكانتها الإقليمية والدولية، وتعبيراً واضحاً عن إرادة السوريين في إيصال صوتهم والتفاعل الإيجابي مع العالم، على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
وقال: "أشكر الإدارة الأميركية على تسهيل إجراءات زيارة الوفد السوري إلى واشنطن ونيويورك. كما نشكر وفد الإدارة الأميركية على نقاشاتهم البناءة حول مستقبل سوريا".
وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، قال: "في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا، نؤكد أن الوحدة الوطنية هي الأساس المتين لأي عملية استقرار أو نهوض"، وأن "نبذ الطائفية والفتنة ودعوات الانفصال ليس خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة وطنية ومجتمعية لحماية نسيجنا الاجتماعي والتاريخي المتنوع".
وأردف أن "أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أجندات لا علاقة لها بتطلعات الشعب السوري"، مشيراً إلى أن "من يدعو إلى مثل هذا التدخل يتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية وسياسية أمام السوريين والتاريخ، لأن نتائج هذه الدعوات لا تنتهي عند حدود الخراب الآني، بل تمتد لعقود من التفكك والضعف والانقسام".
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، طالب أبرز رؤساء طائفة الموحدين الدروز في سوريا، حكمت الهجري، بـ "تدخّل قوات دولية لحفظ السلم" في سوريا، بعيد اشتباكات دامية أوقعت قتلى من أبناء طائفته.
قتلى بالعشرات
وخلّف انتشار تسجيل صوتي نُسب الى شخص درزي يتضمن إساءات الى النبي محمد، ردود فعل واسعة اندلعت على أثرها اشتباكات ليل الاثنين/ الثلاثاء الماضي في مدينة جرمانا التي يقطنها دروز ومسيحيون. وامتدت ليل الثلاثاء/ الأربعاء إلى منطقة صحنايا التي يقطنها كذلك دروز ومسيحيون. واسفرت الاشتباكات عن مقتل عشرات الأشخاص من المسلحين الدروز وعناصر قوات الأمن العام.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، بمقتل 73 مقاتلاً على الأقل، العدد الأكبر منهم من المقاتلين الدروز، في الاشتباكات التي صبغها طابع طائفي.
وأحصى المرصد السوري مقتل 30 عنصراً من قوات الأمن ومقاتلين تابعين لوزارة الدفاع، في مقابل 15 مسلحاً درزياً ومدني واحد، قتلوا جميعهم يومي الثلاثاء والأربعاء بالاشتباكات في منطقتي "جرمانا" و"صحنايا" قرب دمشق. كذلك مقتل 27 مسلحاً درزياً في محافظة السويداء جنوب البلاد، قضى 23 منهم جراء "كمين" على طريق السويداء - دمشق الأربعاء.
دعوة درزية
ووصف شيخ الطائفة الدرزية الهجري، في بيان، ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا بـ"هجمة إبادة غير مبررة" ضد "آمنين في بيوتهم".
وقال: "لم نعد نثق بهيئة تدعي أنها حكومة، لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي إليها، وبعد المجازر تدعي أنها عناصر منفلتة" معتبراً أن "الحكومة تحمي شعبها".
وشدّد الهجري على أن "القتل الجماعي الممنهج" يتطلب "وبشكل فوري أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري"، في مطلب سبق للسلطات السورية أن نددت به.
موقف فرنسي
وفي نفس الإطار، نددت فرنسا اليوم الخميس بـ"العنف الطائفي القاتل في حق الدروز في سوريا" داعية كل الأطراف السورية والإقليمية ومن بينها إسرائيل، إلى وقف المواجهات.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الفرنسية "تدعو فرنسا كل الأطراف السورية والإقليمية إلى وقف المواجهات وتدعو السلطات السورية إلى بذل كل الجهود لإعادة الهدوء". كذلك دعا البيان "إسرائيل إلى عدم القيام بأعمال أحادية الجانب من شأنها مفاقمة التوتر الطائفي في سوريا".