شكك سياسيون عراقيون بحقيقة حادث السير الذي تعرض له نور زهير - المتهم بسرقة القرن- في إحدى مناطق العاصمة اللبنانية، مشيرين إلى أنه "مفتعل" مع اقتراب موعد محاكمة زهير على جريمته المالية.
وليلة أمس الجمعة، نشرت قناة الـ MTV اللبنانية، خبر تعرض نور زهير، إلى حادث سير خطير "كاد يودي بحياته" في منطقة الحدث في بيروت، مضيفة أنه نقل إلى المستشفى على الفور وتلقى الإسعافات الأولية.
وذكرت القناة اللبنانية أن "الفحوصات الطبية أظهرت تعرض زهير لإصابة بالغة في العمود الفقري والعنق والقفص الصدري، بالإضافة إلى رضوض متعددة في الجسم والرأس والساقين"، جراء الحادث.
خدعة لعدم مثول زهير أمام القضاء
تساءل النائب بمجلس النواب العراقي، مصطفى سند، إن كان المتهم المتهم بسرقة القرن قد اخترع قصة الحادث لعدم مثوله أمام المحكمة، مستنداً بذلك إلى مكالمة هاتفية بينه وبين المدعو أمين ناصر مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي في بيروت.
قال ناصر في المكالمة إن "زهير افتعل الحادث وأدخل نفسه إلى مستشفى (سانت تيريز) بالعاصمة اللبنانية، وهناك طلب من العاملين بالمستشفى بوضع الأصباغ له ليظهر أنه مصاب. وهم علموا أن لديه محاكمة فقاموا بترتيب الأمر له". وذكر ناصر أنه حصل على المعلومات "من الحزب".
وأشار ناصر إلى أن زهير الذي تعرض إلى حادث ليلة أمس، غادر لبنان إلى وجهة غير معلومة، و"من المفترض على الأجهزة الأمنية العراقية الضغط على لبنان ليكشف عن حركة زهير في لبنان، وعن الوجهة التي اتبعها"، متسائلاً: لماذا تم الكشف عن الحادث بعد مغادرة زهير للبنان؟.
قال ناصر: إن "قناة ـMTV، تهاجم العراق مراراً وتكراراً، وتهاجم القضاء العراقي والحشد الشعبي، وهي التي نشرت صور زهير"، مؤكداً: "هناك صفقة معينة بترويج تعرض نور زهير إلى حادث".
حادث مافيوي للتغطية على الجريمة
من جانبه، علّق وزير الخارجية العراقي الأسبق، هوشيار زيباري، على حادث نور زهير مشككّاً بتلقائية الواقعة، مبيّناً عدّة أغراض وراءها.
قال زيباري في منشور بحسابه على منصة "إكس" إن "حادثة السير في بيروت اليوم، وإصابة نور زهير المتهم بسرقة 2.5 مليار دولار مع شركاء كبار في الدولة، هل هي حادثة عابرة أو طبيعية؟ أم حادث مدبّر مافيوي للتغطية على الجريمة أو سرقة القرن أو تصفيته شخصياً حتى لا يكشف عن كل الأسماء المتورطة في الصفقة من العراق إلى لبنان؟. والله أعلم".
من هو نور زهير؟
نور زهير المظفر، رجل أعمال عراقي، ولد عام 1980، واتجه في بداية حياته للعمل مع والده في الشركات الأجنبية، ويتحدر "من أسرة ميسورة الحال و معروفة بالوسط داخل البصرة".
توجّه زهير للتجارة مع الحكومة العراقية ووزارة التجارة أعوام 2006، 2006، 2008، في مفردات البطاقة التموينية. وهو متّهم الآن باختلاس 2.5 مليار دولار من الأمانات الضربية العائدة إلى خزينة الدولة العراقية، تم دفعها خلال أيلول 2021 وآب 2022، عن طريق 247 صكاً صرفتها 5 شركات، ثم سحبت الأموال نقداً من حسابات هذه الشركات.
يؤكد المتهم أن هناك مسؤولين كبار ومتنفذين ضالعين بالسرقة، ووعد في مقابلة تلفزيونية الكشف عنهم واحداً تلو الآخر قبل محاكمته.
مسار المحاكمة
وجهت وزارة الداخلية العراقية، في 24 تشرين الأول 2022، قوة خاصة لإلقاء القبض على نور زهير في مطار بغداد الدولي، أثناء محاولته الهروب إلى خارج البلاد بطائرة خاصة.
وفي 29 تموز 2024، كشف عضو لجنة النزاهة النيابية، يوسف الكلابي، عن آخر تطورات ملف "نور زهير"، مؤكداً أنه "خرج بكفالة لاسترداد الأموال المسروقة". وقال الكلابي إن "جهاز المخابرات يرافق نور زهير في تحركاته للوصول إلى شبكته، ولا فائدة من بقائه في السجن قبل استرداد الأموال".
وحددت محكمة جنايات مكافحة الفساد المركزية، يوم الأربعاء الموافق 14 من شهر آب الجاري، موعداً لمحاكمة "نور زهير"، لكنّها أرجئت إلى يوم 27 من شهر آب 2024 لعدم حضور المتهم إلى المحكمة.
وفي أول ظهور إعلامي له بعد سرقة القرن، اتهم نور زهير وزراء ونواب بابتزازه، فضلاً عن "محاولة الحصول على مكاسب سياسية ومناصب رفيعة تصل إلى رئيس وزراء" بسبب قضيته، مؤكداً أنه سيذهب إلى المحكمة يوم 27 آب الحالي، بدون أدنى شك للدفاع عن نفسه، ووعد بكشف عن الكثير "إذا صارت الجلسة علنية"، مبيناً أن "الأرقام التي يتحدث بها رئيس هيئة النزاهة غير حقيقية".