ذي قار تتصدر إصابات الحمى النزفية في العراق.. "التقصير واضح" ولا وفيات حتى الآن

3 قراءة دقيقة
ذي قار تتصدر إصابات الحمى النزفية في العراق.. "التقصير واضح" ولا وفيات حتى الآن فريق طبي يقوم بتعقيم حظيرة في ذي قار

تصدرت محافظة ذي قار قائمة المحافظات في عدد الإصابات المسجلة بمرض الحمى النزفية خلال صيف هذا العام، حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة 15 إصابة حتى الآن. 

 

وقال أحمد غني الخفاجي رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس المحافظة لمنصة "الجبال"، اليوم الأربعاء، إن هذه الأرقام "مؤشر على ضعف إجراءات المحافظة وتعكس خللاً واضحاً في إجراءات الوقاية والسيطرة على تفشي المرض"، مؤكداً أن "هناك جملة من التحديات التي تحول دون السيطرة على الوضع، أبرزها النقص الحاد في الإمكانات البشرية والمادية للمستشفى البيطري في ذي قار".

 

ضعف الكوادر والتمويل

 

وأوضح الخفاجي أن "المستشفى البيطري يواجه نقصاً كبيراً في عدد الأطباء البيطريين، إذ أن العدد الموجود حالياً لا يغطي الحاجة الفعلية لمتابعة الثروة الحيوانية المنتشرة في عموم مناطق المحافظة"، مضيفا أنه "نحن بحاجة إلى ما لا يقل عن 100 طبيب بيطري إضافي لتوفير التغطية الكاملة ومتابعة الفحوصات والوقاية، ما نملكه فعلياً لا يصل إلى الحد الأدنى المطلوب، فضلاً عن نقص في الوسائل اللوجستية مثل سيارات النقل المخصصة للفرق البيطرية، ما يعوق عملها في المناطق النائية".

 

إصابات مركزة

 

ووفقاً للبيانات، فإن غالبية الإصابات تركزت في المناطق الشمالية من مدينة الناصرية، وهي مناطق تعتمد بشكل أساس على تربية الماشية، ما يزيد من فرص انتقال المرض إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية والرقابية المطلوبة.

 

ولم تقتصر المشكلة على الجانب البيطري فحسب، بل أشار الخفاجي إلى وجود "تقصير واضح" من جانب البلديات والدوائر الخدمية في متابعة حالات الرعي داخل المدن ووجود الجزر العشوائي خارج المجازر الرسمية، وهي بيئات مثالية لانتقال الفيروس بين الحيوانات ومن ثم إلى الإنسان.

 

وذكر أن "السيطرات الأمنية داخل وعلى حدود المحافظات لم تقم بالدور المطلوب في تنظيم ومراقبة حركة المواشي"، ما سمح بمرور الحيوانات دون فحص بيطري أو شهادات صحية، وأسهم في تفشي الإصابات، بحسب تعبيره.

 

 

ضعف الإدارة المحلية

يرى الخفاجي أن ضعف الإدارة المحلية له دور في تفام المشكلة، حيث اختتم رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة ذي قار حديثه للجبال، قائلاً: "إن هذا الواقع هو نتيجة مباشرة لضعف أداء الحكومات المحلية في الوحدات الإدارية"، داعياً إلى تفعيل دور الرقابة البيطرية وتوفير التمويل اللازم، وتكثيف التنسيق بين الجهات المعنية لتطويق الأزمة قبل اتساعها.

 

 

لا وفيات حتى الآن

 

وفي إطار الحديث عن انتشار الحمى النزفية في المحافظة، أوضح مدير قسم الصحة العامة في مديرية صحة ذي قار، محمد كشاش، أن "30% من الإصابات المسجلة في المحافظة تم اكتشافها في مراحلها المبكرة قبل أن تتفاقم الحالة، مما ساعد في تسريع وتيرة الاستجابة الطبية وتقليل مضاعفات المرض".

 

أشار كشاش إلى أن "فرق الرصد والكوادر الطبية تتعامل مع الحالات بشكل مباشر، ما أسهم في تشخيص عدد من الإصابات، وإن نسبة عالية من الذين دخلوا إلى ردهة العزل في مستشفى الحسين (ع) غادروها لتماثلهم للشفاء، ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة حتى الآن".

 

 

الجبال

نُشرت في الأربعاء 30 أبريل 2025 03:11 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.